يعتقد بعض المديرين أن أفضل وسيلة لتحفيز الموظفين هو أن يشعروا بالخوف.. الخوف من العقاب، الخوف من إغضاب المدير، أو الخوف من المبادرة بأي شيء يخرج من دائرة الأمان.. يعتبر البعض أن هذا الشعور العام في المؤسسة يحفز الانتباه ويجعل الموظف أكثر طاعة وحذراً من الوقوع في أي خطأ، وهو ما يفيد العمل في النهاية..
فهل هذا التصور صحيح؟
تقول الباحثة في جامعة هارفارد آمي إدموندسون في كتابها «مؤسسة بلا خوف»، إن المؤسسات التي يشعر فيها الموظفون بالأمان النفسي، هي المؤسسات الأكثر نجاحاً وتميزاً.. ويتحقق هذا الأمان النفسي حين يشعر الموظف أن في إمكانه الإعلان عن رأيه، وتقديم اقتراحات، والإبداع في تصميم طرق جديدة تساعده في تأدية عمله.. أي أن يشعر بالأمان تجاه شركته لا بالخوف منها.. وتقول إن كل هذا يصب في مصلحة العمل ويثري بيئة العمل بالأفكار الإبداعية، في حين يؤدي شعور الموظف المستمر بالخوف والخضوع والاكتفاء بطاعة الأوامر، إلى تثبيط أي حماس لديه للتعبير عن رأيه أو تقديم اقتراحات إبداعية قد تصب فعلاً في مصلحة العمل.... لأن علاقته بشركته لا تصبح علاقة رعاية متبادلة، بل علاقة خضوع.
كما تؤكد الباحثة باربرا فريدريكسون، المتخصصة في تأثير المشاعر الإيجابية على الأداء، في العديد من الدراسات، أن المشاعر السلبية تعيق التفكير الإبداعي، وتضعف من الأداء المهني بشكل ملحوظ على المدى الطويل. بينما تطلق المشاعر الإيجابية العنان للقدرة على الابتكار والتفكير الإبداعي، بل إنها تحسن العلاقات الاجتماعية والقدرة على العمل الجماعي، كما تفيد الصحة العامة للإنسان أيضاً! أي أن سعادة الموظفين تساعد في كونهم أكفاء على المستوى المهني والنفسي، والجسدي أيضاً!
يبدو استخدام العصا وسيلة فعالة على المدى القصير..
لأن الموظف الكفء لن يتفانى في عمله بالمبادرة والابتكار والإبداع، إنْ لم يوقن أنها - على الأقل - لن تعاقبه جراء ذلك!