الأربعاء 13 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات 42 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدوشكا»: سلاح الثوار السوريين الجديد

«الدوشكا»: سلاح الثوار السوريين الجديد
27 نوفمبر 2012
كثيراً ما يشتكي مقاتلو المعارضة السورية من نقص السلاح والذخيرة، ولاسيما الأنظمة الدفاعية المضادة للطائرات، ولذا فقد ألحوا طويلاً على المجتمع الدولي لتسليحهم بما يُمكنهم من مواجهة طائرات النظام السوري التي تقصف المدن والمناطق السكنية، ولكن هذه المطالب لا يبدو، حتى بعد الإلحاح، أنها في طريقها إلى التبلور بسبب استمرار الشكوك الدولية وتحفظ بعض البلدان في الغرب على تسليح معارضة ما زالت ملامحها غير واضحة بعد. ولكن مع غياب السلاح يقول عناصر الجيش السوري الحر الذين يقاتلون في حلب إنهم بدأوا يحققون تقدماً ملموساً في معركتهم المتواصلة ضد طائرات النظام، بل لقد أرغموا نظام الأسد على التقليل من طلعاته الجوية وتقليص القصف على المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة. ومن مظاهر التقدم الذي يشير إليه المقاتلون الاستخدام الموسع لرشاشات ثقيلة محمولة على متن شاحنات مكشوفة تستهدف الأجواء، وهذه الرشاشات التي يعتمد عليها الثوار لإبعاد طائرات النظام بعيداً عنهم تسمى «الدوشكا»، حيث يتم الاعتماد عليها حالياً كنوع من مضادات الطائرات، على رغم أن فعاليتها في المعارك تبقى محدودة. ومع أن الرشاشات في حد ذاتها لا يمكنها منافسة طائرات النظام الأكثر قدرة على القصف والتدمير إلا أن الثوار يجدون صعوبة في الحصول عليها هي أيضاً بسبب استمرار التحفظ الدولي على تسليح المعارضة ليبقى السبيل الوحيد للوصول إليها هو من خلال الأسلحة التي يغنمها المقاتلون بعد الانتصارات الميدانية الأخيرة التي أحرزها الثوار. ولعل مما يدل على أهمية تلك المضادات، على الأقل من وجهة نظر الثوار، انخفاض عدد الطلعات الجوية التي تنفذها طائرات النظام، في إشارة، يقول الثوار، إلى ما باتت تمثله الأجواء من خطورة بالنسبة للطائرات بعد استخدام مضادات «الدوشكا». وعن هذا الموضوع يقول خلف أبو علاء، أحد المقاتلين في كتيبة تابعة للثوار بضواحي حلب «أصبحنا نسيطر على 70 في المئة من الأجواء، لأنه بالمقارنة مع الوضع الذي كان سائداً قبل شهرين فقد قلَّ القصف الجوي على نحو ملحوظ بسبب خوف النظام من إسقاط طائراته»، وهو الأمر الذي يؤكده ليس فقط مقاتلو الثوار، بل أيضاً سكان حلب الذين سجلوا بالفعل انخفاضاً في عدد الطائرات المقاتلة التي تحلق في الأجواء. ولرصد الطائرات يبادر الثوار الذين يقودون الشاحنات المفتوحة بالتنقل ليلاً في المناطق المختلفة علَّهم يسمعون هدير الطائرات، وبعد أن تُرصد إحداها يتم تعقبها وتحديد المكان المناسب الذي تنصب فيه الرشاشات الثقيلة ليبدأ الرد عليها سعياً لإسقاطها، أو على الأقل لإبعادها عن المدينة. ويوضح باسم أبو أحمد، أحد المشاركين في تعقب الطائرات، ذلك قائلاً «نعتمد على آذاننا لرصد الطائرات»، ويضيف المقاتل أنه اختير لقيادة الشاحنات المفتوحة لخبرته السابقة في قيادة السيارات خلال تهريبه للبضائع عبر الحدود قبل اندلاع الثورة. ولكن ما تذكره المعارضة من دور لمضادات «الدوشكا» في صد الهجمات الجوية والقصف المتواصل الذي شهدته أغلب المدن السورية في المرحلة الأخيرة يصعب التحقق منه، فعلى رغم انخفاض عدد الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات النظام، إلا أنه من غير الممكن ربط ذلك بامتلاك المقاتلين لقذائف «الدوشكا» التي تطلق من على متن الشاحنات، أو أن الثوار أسقطوا بالفعل طائرات كما تناقلت ذلك بعض التقارير غير المؤكدة. ومن المحتمل أن يكون السبب وراء سقوط بعض الطائرات المقاتلة راجعاً لأعطاب ميكانيكية، ولاسيما أن النظام حالياً يفتقد لقطع الغيار المناسبة، كما أصبح من الصعب تأمين فنيي الصيانة القادرين على الاهتمام بالطائرات. وربما هذا أيضاً ما يفسر غياب الطائرات عن الأجواء في الأيام الأخيرة، وبالأخص في سماء حلب بعدما عادت إلى الظهور أمس في ريف دمشق مع استهداف النظام للمعاقل التي سيطر عليها المقاتلون. وحتى بعد استخدام «الدوشكا» تبقى حلب معرضة لقصف الطيران في أي وقت على غرار ما حدث في 21 نوفمبر الجاري عندما أغارت طائرة مقاتلة على أحد المستشفيات المركزية بالمدينة لتدمر البناية المجاورة بالكامل وليسقط ما لا يقل عن 40 قتيلاً، يضاف إلى ذلك أن الثوار، وكما هو الحال مع باقي أنواع الذخيرة والسلاح، يعانون من نقص قذائف «الدوشكا» نفسها، وهو ما يطرح تحدياً كبيراً على الثوار الساعين إلى تحقيق نوع من التوازن مع آلة النظام العسكرية، ولذا يقتصد المقاتلون ما أمكن في إطلاق القذائف مستهدفين فقط الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض علَّها تصاب بإحدى القذائف، وهذا الأمر يعبر عنه عمر أبو إبراهيم المسؤول عن وحدة لإطلاق قذائف «الدوشكا» في حلب قائلاً «لقد نفدت ذخيرتنا تقريباً ولم يبقَ منها سوى قليل نقتصد في استخدامه ما أمكن حتى نغنم أسلحة أخرى من جيش الأسد». وفي هذا السياق يقول الطيار عاجل عساف المنشق عن الجيش النظامي، والذي يقود حالياً كتيبة للثوار في حلب، إنه من الصعب الاعتماد على قذائف «الدوشكا» كمضاد فعال لطائرات النظام، ذلك أن أي نظام قادر على إسقاط الطائرات يجب أن ينتشر في أكثر من منطقة ويغطي رقعة واسعة في السماء، وحتى في هذا الحالة لن يتجاوز احتمال إسقاط طائرات النظام 60 في المئة، ولكن هذا لا يعني أن النظام بات حراً في استخدام طائراته والتحليق بها على علو منخفض كما كان عليه الحال في السابق. ويضيف الطيار المنشق «لو أني ما زلت طياراً لانتابني القلق من انتشار قذائف الدوشكا ولأعاقني ذلك عن استكمال القصف بحوالي 30 في المئة، وفي جميع الأحوال يعتمد الأمر على القوة النفسية للطيار وصلابة معنوياته». توم بيتر حلب ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض