حصدت أعمال العنف في سوريا 138 قتيلاً منهم 91 مدنياً، بينهم عدد كبير في دمشق وريفها، حيث سيطر مقاتلو المعارضة على قاعدة مرج السلطان لمروحيات الهليكوبتر في الغوطة الشرقية على بعد 15 كيلومتراً شرق العاصمة السورية، وهي ثاني منشأة عسكرية بالمنطقة تسقط في أيدي معارضي الرئيس بشار الأسد الشهر الحالي. وفيما أعلن ناشطو المعارضة تدمير مروحيتي هليكوبتر ومحطة رادار والاستيلاء علي دبابة وتدمير أخرى وأسر 15 فرداً من عناصر الجيش السوري النظامي، أكد المرصد الحقوقي أن المعركة الشرسة المستمرة حول القاعدة منذ أمس الأول، أسفرت عن مقتل 31 مقاتلاً معارضاً و16 جندياً نظامياً على الأقل.
وفي الأثناء، تكثفت العمليات العسكرية على دمشق وريفها حيث اشتد القصف والمعارك في منطقة السيدة زينب والغوطة الشرقية وحرستا وسقبا وزملكا والحجيرة مع استقدام القوات النظامية تعزيزات إلى حي كفرسوسة غرب العاصمة السورية في محاولة لاقتحام بساتين المنطقة، تزامناً مع قصف استهدف البرزة والقابون والأحياء الجنوبية للمدينة. وشهد محيط سد تشرين في محافظة حلب اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي شنت أيضاً قصفاً مدفعياً على بلدات عدة بالمنطقة، بينما سيطر «الجيش الحر» على أكبر حاجز لقوات الأمن السورية في دير الزور على طريق الرقة. وفي محافظة درعا على الحدود الأردنية، قتل 5 مواطنين وجرح العشرات بانفجار استهدف حافلة ركاب في بلدة عثمان، وذلك بعد ساعات من تمكن مقاتلين معارضين من السيطرة على حاجز أمني ليل السبت الأحد، قبل إخلائه تحسباً لغارات جوية يشنها سلاح الطيران.
وفي تطور متصل، اقتحم مقاتلون معارضون أمس، مركز تدريب عائد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، في منطقة الريحان قرب مدينة دوما بريف دمشق إثر اشتباكات عنيفة مع عناصر المركز.
من ناحية أخرى، أكد ناشطون انشقاق اللواء محمود العلي نائب وزير الداخلية السورية رئيس مكتب الدراسات والتخطيط بالوزارة، ما يعد أعلى رتبة بين الضباط المنشقين من وزارة الداخلية منذ انطلاقة الانتفاضة. كما انشق 5 جنود نظاميين من قاعدة الشيخ سليمان التي تعتبر آخر ثكنة هامة تحت سيطرة النظام غرب حلب.
وأكد مقاتلو المعارضة السورية أمس أنهم سيطروا على قاعدة مرج السلطان لطائرات الهليكوبتر على بعد 15 كيلومتراً شرق دمشق بعد معركة أثناء الليل. وأوضح تسجيل فيديو بث على الانترنت قال نشطاء إنه سجل في القاعدة نفسها، مقاتلي المعارضة وهم يحملون بنادق إيه.كيه 47 ويجوبون المطار العسكري. وبدا في الفيديو سلاح مضاد للطائرات في أعلى مخبأ خاليا، وقائداً لمقاتلي المعارضة يقف بجوار طائرة هليكوبتر. وقال قائد المقاتلين في الفيديو إنه تم «تحرير» قاعدة مرج السلطان في الغوطة الشرقية. وأعلن نشطاء تدمير طائرتي هليكوبتر بالهجوم وكذلك محطة رادار ودبابة والاستيلاء على أخرى، إضافة إلى أسر 15 فردا من الجيش السوري النظامي. وذكرت الهيئة العامة للثورة أن الجيش الحر «حرر مطار مرج السلطان العسكري المروحي، والمطار الاحتياطي وكتيبة الرادار بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية التي تكبدت خسائر بشرية ومادية، واستولى المقاتلون على دبابة تابعة ودمر مروحيتين ودبابة ومحطة رادار.
بالتوازي، استمرت عمليات القصف المكثف ومحاولات الاقتحام في أحياء دمشق وريفها أمس، حيث أكد المرصد في بيانات متلاحقة أن اشتباكات عنيفة وقعت في محيط منطقة نولة التي تحاول القوات النظامية اقتحامها، وأخرى في بساتين كفرسوسة في غرب العاصمة، وداريا. وأشار إلى تمدد الاشتباكات إلى أطراف حي الحجر الأسود جنوب دمشق ومناطق السيدة زينب وحجيرة والذيابية والبويضة في ضواحيها. وتعرضت هذه المناطق وغيرها بالريف الدمشقي لقصف مصدره قوات النظام. ومن بين القتلى المدنيين الـ61، سقط 28 في دمشق وريفها. وبين هؤلاء 3 أطفال قتلوا بقصف على بلدة دير العصافير. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن القوات النظامية قامت بحملة دهم في حي القابون شمال شرق دمشق وأن قصفاً براجمات الصواريخ والطيران المروحي أدى إلى تدمير مبنى روضة أطفال في الحجر الأسود. وفي المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن القوات المسلحة واصلت مهمتها بريف دمشق حيث «تم العثور في أوكار الإرهابيين» على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة. ونقلت عن مصدر مسؤول أن القوات السورية قضت على عشرات «الإرهابيين من تنظيم القاعدة».
كما استولى مقاتلو المعارضة ليل السبت الأحد لبضع ساعات، على مقر الكتيبة الرابعة على الحدود السورية الأردنية في محافظة درعا لكنهم انسحبوا من المركز أمس «خشية تعرضهم لقصف بالطيران، فيما استردت قوات النظام المكان» بحسب المرصد. وشوهد مسلحون في شريط فيديو في مكان يحمل آثار القصف والدمار مع نيران مشتعلة إلى جانب آلية كتب عليها «حرس الحدود» قال مصور الشريط إنها «عربة حصل عليها أبطال الجيش الحر». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «الثوار انسحبوا من المركز خشية تعرضهم لقصف بالطيران» وأن قوات النظام استردته الأحد». كما قتل 5 مواطنين وأصيب العشرات بانفجار استهدف حافلة في بلدة عثمان بمحافظة درعا نفسها أمس، بحسب المرصد الذي لم يعط تفاصيل إضافية. في محافظة حمص، أفاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية مزرعة بالقرب من مدينة القصير التي تعرضت لقصف أمس أيضاً. وأفاد المرصد أيضاً بسقوط عدد من القتلى والجرحى جراء قصف تعرضت له بلدة المسيفرة في ريف درعا، والذي طال بلدات أخرى مجاورة وحي الأربعين في المدينة حيث يتواجد مقاتلون للمعارضة.
وفي تطور ميداني آخر، اقتحم مقاتلون معارضون أمس، مركز تدريب عائد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام السوري في منطقة الريحان بريف دمشق إثر اشتباكات عنيفة مع عناصر المركز وهجوم بدأ منذ أمس الأول، بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى سيطرة المعارضين على المركز بشكل كامل وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين. ونددت الجبهة معتبرة أن «الهجوم الذي قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة على أحد معسكرات الجبهة» من صنع “أدوات الموساد بالوكالة عن العدو الصهيوني».