25 نوفمبر 2012
قطع صقر الشاهين منذ إطلاقه في مايو الماضي 12 ألف و575 كيلومتر حيث انطلق من كازاخستان باتجاه الشمال الغربي ليحلّق فوق أراضٍ شاسعة في روسيا حتى وصل إلى الطرف الشمالي الشرقي منها، ثم عاد في رحلة الهجرة الشتوية جنوباً ليمر فوق كازاخستان مرة أخرى ويواصل طريقه إلى أوزبكستان التي يوجد فيها حالياً.
وضمت المجموعة التي تم إطلاقها في مايو الماضي، وعددها 66 صقرا، 44 من صقور الشاهين و22 صقراً حراً. وتتواصل متابعة أحد صقور الشاهين الذي تم إطلاقه هذا العام والذي قطع رحلة ملحمية زادت حتى الآن عن 12 ألف و575 كيلومتر، تم رصد حركته من خلال أجهزة التتبع لمراقبة حركته، مع العلم أن هذا الصقر مقدّم من الديوان الملكي البحريني لبرنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور.
وفي إطار الإطلاق، الذي جرى خلال مايو الماضي، تتم مراقبة صقر ثانٍ من نوع الصقر الحر، بقي في كازاخستان منذ إطلاقه هناك، وقطع خمسة آلاف كيلو متر حتى الآن. وقد قدمت الرحلتان معلومات جديدة قيّمة حول سلوك الصقور.
وتأتي عمليات الإطلاق في إطار جهود برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور المتواصلة للحفاظ على أنواع الصقور المهددة بالانقراض الذي بدأ منذ 18 عاما.
وأشاد معالي محمد أحمد البواردي، العضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي بالإنجازات الكبيرة التي تحققت منذ بداية برنامج إطلاق الصقور، وأشار إلى أن المغفور له الشيخ زايد كان قائداً يمتلك رؤية استشرافية فذة في مختلف المجالات، وخاصةً في مجال حماية الأنواع المهددة. وكان يؤمن بأن ما نتركه من بعدنا هو أهم مما نأخذه، وهو الشعار الذي رسم سياسة حكومة أبوظبي في مجال الحفاظ على الأنواع الطبيعية الهامة، على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، انطلاقاً من نظرة كلية شاملة لأوضاع هذه الأنواع في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
وأضاف معالي البواردي "الصقر ليس رمزنا الوطني وحسب، بل هو أيضاً مكوّن أساسي في تراثنا الوطني وثقافتنا. لذلك فإن كل الجهود التي تسهم في الحفاظ على هذا الطائر الاستثنائي لأجيالنا القادمة تحظى بدعم قيادتنا العليا واهتمامنا."
وقد بلغ برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور عامه الثامن عشر، ولا يزال ينفذ إطلاقاته السنوية للصقور المصادرة بواسطة الجهات الرسمية لمخالفتها الأنظمة والقوانين والصقور التي يتبرع بها الصقارون لهذا البرنامج، وذلك بعد إعادة تأهيلها لتستطيع التعايش مع البرية.
وأكّد معالي محمد البواردي أن البيانات التي تجمع من الصقور التي يتم إطلاقها هي عامل أساسي في وضع استراتيجية طويلة الأمد لتأسيس مجموعات برية مستدامة تتمتع بالقدرة على الاستمرار في المستقبل.
وأضاف "كانت نتائج إطلاق هذا العام استثنائية بامتياز، حيث قطع أحد صقور الشاهين مسافة تزيد عن 12 ألف كيلومتر حتى الآن؛ وحصلنا من تلك الرحلة على معلومات غاية في الأهمية حول أنماط الهجرة التي تتبعها هذه الأنواع ونجاح برنامج تجهيز هذه الصقور للعودة إلى البرية مرة أخرى. وبالاستفادة من هذه المعلومات في وضع استراتيجياتنا المستقبلية، يمكننا تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات التي وصل إليها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور حتى الآن."
وتجدر الإشارة إلى أن تثبيت أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية تم على خمسة صقور شاهين وأربعة من صقور الحر. وبعد ستة أشهر على إطلاقها، لا زال صقران من الطيور التسعة يحملان أجهزة تتبع. أما البقية فربما نجحت في التخلص من أجهزة التتبع، أو ماتت أو تم اصطيادها أو تعطلت الأجهزة التي تحملها.
ويندرج صقر الشاهين وصقر الحر ضمن القوائم الخاصة باتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض (CITES)، حيث يصنف صقر الشاهين ضمن الملحق الأول للاتفاقية "الأنواع المهددة بالانقراض" كما لا يزال الصقر الحر مدرجاً ضمن الملحق الثاني "أنواع غير مهددة بالانقراض لكن يجب تقييد الاتجار بها".