31 يناير 2011 19:57
المصممون العالميون، ومن خلال مشاركتهم “المؤثرة” في أسبوع باريس لموضة الهوت كوتور (الأزياء الراقية) الأخير لموسمي ربيع وصيف 2011، والذي أسدل الستار مؤخرا، قدموا تشكيلات لافتة وجريئة ومثيرة من الأزياء المبتكرة، وفيما جنح البعض للتحليق في سماء المعاصرة والحداثة، فضل البعض الآخر الالتزام بالأناقة الكلاسيكية والعودة إلى الأنوثة والرومانسية وهو النهج الذي اتبعه المصمم الفرنسي أليكسيس مابيل.
أزهار البياتي (الشارقة) - جاءت معظم عروض باريس جديدة وقوية، وكأنها أطرت لاتجاهات الموضة للمواسم القادمة، خاصة مع العرض مميز في اليوم الثالث من الأسبوع لمجموعة المصمم الفرنسي أليكسيس مابيل لخط الـ”هوت كوتور”، والتي أظهرت شغفه الدائم بالطراز الكلاسيكي التقليدي وأسلوبه الرومانسي في تصميم الأزياء.
أجواء البراءة
كعادته لم يخيب مابيل جمهوره وعشاقه، حيث قدم كما هو متوقع تشكيلة ناعمة ورقيقة وبسيطة بكل المقاييس، آخذا الحضور معه في رحلة مثيرة إلى زمن آخر، حيث عبقت أجواء الفن والبراءة والرومانسية بزوايا المكان، فأزيح الستار عن عرضه الجميل في قاعة متحف “بورديل” الشهير، مع خلفية مؤثرة وقديمة ترجع لنحو 100 عام مضت، حين صمم النحات العالمي أنطوان بورديل مجسماته الكبيرة ونحتها بالجص الأبيض، ليأخذها مابيل بعد ذلك ويستلهم منها موضوع مجموعته الجديدة التي عرضها هناك، فظهرت عارضاته الرشيقات وهن يرفلن باللون الأبيض الناصع، ولتبدأن معا جولة مشوقة من الذهاب والإياب، في استعراض مسرحي مبهر، يخرجن فيه بشكل زوجي وبشكل تتابعي، يتمايلن بقاماتهن الطويلة متزينات بأقراط طويلة ومتدلية كالثريا، تظهر أطوال أعناقهن، وتبرز كلاسيكية راقية تترجم عذرية الأبيض، لتعلو موجة الألوان شيئا فشيئا ومعها يبدأ ظهور القطع الملونة الجذابة بالتدريج، حتى نهاية العرض.تأثيرا دراماتيكيا على كامل العرض.
تناغم وانسجام
اعتمد المصمم مابيل في مجموعته الأخيرة على إدخال تشكيلة كبيرة ومتنوعة من الفساتين الطويلة، والقصيرة نسبيا لحدود الركبة، مع بعض “الكابات” والمعاطف، وعددا من البنطلونات الضيقة المستقيمة، مركزا على وجود الفستان الفضفاض بشكل خاص، والذي يشبه طراز العباءة الخليجية إلى حد كبير، ليربطه أحيانا بحزام معقود ينتهي بفيونكة مبتكرة، أو ليتركه كما هو منسدلا، منسابا، ومنطلقا بحرية خلف العارضة، مستخدما أقمشة ومواد تخدم أفكار تصميماته وتوضح اتجاهات خياله الخصب، ليوظفها بأسلوب ذكي متقن، وبشكل أنيق ومنسجم، كاستعماله مثلا لخامات معبرة وهفهافة من الشيفونات الناعمة، الحرائر الطبيعية، والكريب اللدن، والدانتيل الرقيق، والتوّل الشفاف، مع بعض المطرزات اليدوية، وشيئا من الشك الناعم بالخرز والستراس، وبألوان طغى عليها الأبيض بشكل لافت لتنطلق وكأنها ثورة بيضاء في البداية، ثم لتتشرب بعد ذلك بعض الظلال والتدرجات اللونية الزاهية، تنوعت واختلفت ما بين الأحمر المثير، والأزرق الملكي، والوردي الندي، والأخضر الزمردي، والأسود القاتم، مع بعض القطع المطبعة والمزخرفة بتناغم وانسجام.
كان لوجود الاكسسوارات أهمية خاصة في مجموعة الفرنسي مابيل لموسمي ربيع وصيف 2011، فخرجت راقية ومناسبة، لترافق كل قطعة وموديل بشكل مدروس، ومتسق لأبعد الحدود، عناصر منتقاة من الأحزمة الحريرية التي تنتهي بعقد وفيونكات على الخصر النحيل، مع بعض الشرائط المتدلية والمربوطة لتحل محل الأكمام، بالإضافة للحقائب اليدوية الصغيرة والتي تحمل بكف اليد تسمى بـ”الكلاج”، مع وجود الكعوب الرفيعة والعالية وبموديلات كلاسيكية راقية من الساتان والجلد، والقفازات الحريرية المزخرفة، أما لناحية المجوهرات فقد فضل المصمم التركيز على الأقراط بشكل مركز، وجعلها متحركة وطويلة إلى مستوى الكتف، ومرصعة بالأحجار والكريستالات الملونة، مع بعض الأساور العريضة التي تحتضن المعصم بمرح. واختتم مابيل عرضه الفني للخياطة الراقية، بشكل مترف، وأنيق، وناجح، ملتزما بخطه الكلاسيكي الذي عرف به، وبأسلوبه الرومانسي الحالم الذي ترجمه عمليا، من خلال باقة ناصعة من الأزياء الرفيعة المستوى، تذكر بطراز ملابس سيدة فرنسا الأولى