31 يناير 2011 19:54
طراز حديقة مريم السركال، طراز خاص يحمل سمة أوروبية خالصة، فكل ما فيه يدعونا إلى التبحر في تفاصيل هذه الحديقة البسيطة في مظهرها، ولكنها غنية في جوهرها ونوعية النباتات التي تم انتقاؤها لتشكل به المكان إلى جانب إكسسواراتها وإضاءتها التي خرجت عن المألوف وظهرت في صور عدد من النباتات. تسير هذه الحديقة على وتيرة الحداثة وهو كما يطلق عليه الطراز الأوروبي أو طراز أميركا الشمالية وأساسه البساطة الشديدة وهي سمة المدينة الحديثة فهذا النظام لا يتقيد بقواعد التنسيق المعروفة مثل المحاور والتماثل كما توزع فيه النباتات بأعداد قليلة، ولكن تختار كنماذج فردية ولها صفات تصويرية خاصة حتى تعوض نقصها في الحديقة، حيث يجمع هذا النظام بين جمال الطبيعة والصور أو الأشكال الهندسية بصورة غير متماثلة.
خولة علي (دبي) - تتحرر هذه الحديقة من الخطوط الهندسية الحادة وتتحول إلى أشكال ونماذج بعيده عن التكلف والبهرجة كما نجد هذه النباتات تتوافق في مظهرها وشكلها مع هندسة البناء ونمط المنزل وشكله.
نقف أمام هذه الحديقة التي منحت المكان تدرجا جماليا رائعا من خلال البساط الأخضر الذي فرشت به أرضية الحديقة الأمامية ورسمت على حدوده منحنيات مغلقة غطت بالبياض بواسطة الأحجار التي أعطتنا إيحاء ببرد الشتاء والصقيع الذي يغطي جزءاً من الحديقة الأمامية، ويتخللها عدد من نباتات الزينة التي وزعت بأبعاد مختلفة كأنها تعلن عن موعد قدوم الربيع، كما وزعت بعض الإضاءات كنموذج رائع، متخذاً شكل الفطر، و نجد بعض الإكسسوارات على شكل كرات أخذت مكانها في الأجزاء الركنية من الحديقة الأمامية، كما رُص على جوانب المدخل الرئيسي عدد من الزهور الموسمية المزدانة بألوان الفرح والبهجة، ونظرا لكون السور منخفضا ويعلوه الحديد المشغول، فقد تمت زراعة سياج نباتي على ارتفاع متر ونصف المتر، يقص ويشكل، مما يوفر الخصوصية لأصحاب المنزل، كما يمنع ويقلل تعرض المنزل للغبار والأتربة المتطايرة من الشارع.
والحديقة الأمامية هي عادة ما تقع بين الشارع والمنزل فيخصص هذا القسم لعملية التزيين ويفضل ألا يحتوي هذا الجزء من الحديقة على نباتات كبيرة أو شاهقة حتى لا تحجب جمال ومنظر البيت ونظام هندسته عن الرؤية. كما يراعى في تنسيق هذا الحديقة ألا يجذب انتباه المارة إليه أكثر من جمالية وتصميم البيت، لكون الهدف الأساسي من عملية تزيين الجزء الأمامي للمنزل هو تزيين واجهة البيت وإبراز هندسته فيجب أن يكون المنزل هو العنصر السائد في المنظر الجمالي للتنسيق. وعادة ما يشغل هذا الجزء من الحديقة مساحة صغيرة من امتداد الحديقة الجمالية الموزعة في أجزاء من المنزل.
تزيين بالديكور
كما وضع عند جوانب المدخل عدد من الفازات الفخارية العملاقة تحمل إكليلا من الزهور الموسمية. وتمت زراعة عدد من الأشجار والشجيرات الصغيرة ذات الأفرع المتهدلة أو التي تنمو في خط أفقي، وعند الولوج إلى المدخل الرئيسي للمنزل عبر ممر واسع، نتحسس اللون الأخضر الذي شغل أجزاء من مساحة المنزل من خلال النباتات التي تمشي في محاذاة السور، ويظهر عدد من الشجيرات التي خرجت عن وتيرة السير الأفقي لتنطلق رأسيا كأشجار الثويا كأنها تطل عبر السور، وقد وزعت هذه النبتة أيضا في أركان الحديقة وركنت إلى جانبها عدد الفخاريات ذات مستويات مختلفة وهي عبارة عن نوافير مائية تتدفق من فوهتها المياه لتنساب بكل هدوء على بنية هذه الآنية.
نباتات التشكيل
لم تخل هذه الحديقة أيضاً من نباتات التشكيل التي برزت بشكل جذاب لترسو كقطعة جمالية حية في تفاصيل هذه الحديقة البسيطة. وقد شرع أصحاب المنزل إلى تغطية الجدران الأخرى من الحديقة من خلال تثبيت هيكل خشبي على أجزاء منه وزرعت بعض النباتات المتسلقة كي تأخذ طريقها عليه، فهو رداء تجميلي حي تكسر صمت الجدران وتنشر الحياة فيه. لقد وزعت هذه النباتات بطريقة فنية مدروسة حتى تظهر الحديقة الحديثة بالدور المنطوي عليه في إبراز هندسة البيت وجماله. فهي قطعة مكملة وجزء لا يتجزأ من خريطة البيت.
الري والوقاية من الحشرات
ومن بين نباتات الزينة التي نجدها حاضرة في تفاصيل هذه الحديقة نخلة السايكس والتي تتميز بجمال أوراقها الذي يشبه الباقة وقد غرست في تربة الحديقة الأمامية وتعتبر من أغلى أنواع النبات ثمنا وأكثرها جاذبية. حيث يوضح أحد المتخصصين بالنباتات إن السايكس من النباتات الساحلية فهي تحتاج إلى حرارة معتدلة كما تحتاج إلى ساعات إضاءة طويلة وهي لا تنجح إلا عند زراعتها في حديقة المنزل مع الأخذ في الاعتبار أن هذا النبات لا يتحمل أشعة الشمس المباشرة لذا يجب التفكير عند زراعته بمكان ظليل أو نصف مظلل والابتعاد عن الأماكن ذات الإشعاع الشمسي المباشر لمدة طويلة، كما لا تحتاج إلى ري غزير، بل يمكن أن يكتفي بريها مرة كل ثلاثة أيام صيفاً حتى يلاحظ رطوبة سطح التربة، وفي الشتاء يكفي ريها مرة واحدة في الأسبوع، كما أن زيادة الري ونقصان الأسمدة يؤدي إلى أصفرار الأوراق لذا تجب إزالة هذه الأوراق مباشرة من النبات لأنها لن تعود للاخضرار مرة أخرى. وعلينا دائما أن نروي النبات قبل رشه بالمبيدات الحشرية أو الفطرية ويفضل رش النبات بالمبيدات في الصباح الباكر أو في المساء عندما تنخفض درجة الحرارة، وذلك خشية أن تسفع الأوراق بتأثير اجتماع كل من عامل الحرارة و عامل أشعة الشمس و عامل المواد الكيميائية، و عند ظهور اصفرارات يجب إزالتها مباشرة حتى يتمكن النبات من إنتاج نموات جديدة سليمة. ويمكن زراعة السيايكس في مختلف أنواع التربة ولكن بفضل زراعتها في التربة الغنية بالمادة العضوية والرطبة كما يمكن تسميدها بالسماد العضوي في منتصف فصل الشتاء وحتى نهاية الربيع بالكمية التي يحتاجها حجم النبتة أما كيميائيا فيمكن تسميدها بسماد مركب من NPK على أن تكون نسبة الآزوت وهي N أعلى من باقي العناصر لأنه يساعد على النمو الخضري للنبات.
نبات الثويا
من بين النبات التي كونت بها معالم هذه الحديقة نبات الثويا وهي شجيرة مستديمة الخضرة مخروطية الشكل يتراوح ارتفاعها بين 3-5م، وجذعها قصير تفرعاتها وتاجها كثيف، ولها أزهار صغيرة، والثمار مخاريط مدورة تنتهي بمخلب، والجذور منتشرة، ومعدل النمو للشجيرة بطيء جدا.وهذا النوع من النبات يتحمل الظروف البيئية المحلية وتنمو الشجرة بشكل ممتاز تحت الظروف البيئية المحلية، وتتحمل العوامل البيئية القاسية بشكل جيد من حيث ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية وتتحمل الصقيع، كما تتحمل بشكل ممتاز الجفاف والرياح. إلا أنها قليلة التحمل للملوحة، ومعرضة للإصابة بالحشرات القشرية. كما نجد أشجار البنسيانا قد أخذت موقعها في الحديقة الخلفية، تضفي نوع من الجمال والظلال على المكان.