31 يناير 2011 19:52
أبوظبي (الاتحاد) - في كل سنة، يُصاب قُرابة 300 ألف أميركي بجلطات قلبية خارج المستشفى، لكن نسبة من ينجون منهم حسب الإحصائيات الرسمية لا تتعدى 7,9%! فما هذه الأقلية (23,700) أكثر حظاً وأقدر على تخطي أزماتهم القلبية وأقوى صموداً من غيرهم؟
يجيب طبيب القلب مايرون ويسفيلد الذي رأس فريقاً من الباحثين من جامعة جون هوبكينز بالقول إن الشيء الذي يشترك فيه هؤلاء “المحظوظون” هو بداية ظهور أعراض إصابتهم بالجلطة القلبية في أماكن عامة، من خلال عدم انتظام ضربات القلب الذي يؤشر إلى اضطراب حقيقي يتحول أحياناً إلى رجفان بُطيني، وهو عبارة عن إشارة كهربائية سريعة أو متقلبة تصدُر من الحُجيرات السفلى من القلب فتجعلها تهتز دون جدوى بدل ضخ الدم خارج القلب إلى باقي أعضاء الجسم. وتشير نتائج دراسة الفريق التي نُشرت في العدد الأخير من مجلة نيوإنجلند للطب إلى أن ارتفاع عدد الناجين في صفوف الذين يُصابون بالجلطات القلبية خلال وجودهم في أماكن عامة ليس من قبيل الصدفة.
ولا شك أن الرجفان البُطيني أو توقف القلب التالي لاحتشاء العضلة القلبية الحاد (هي الحالة التي يتوقف فيها الدم عن الدوران بشكل تام) هي أخبار غير سارة. غير أن الشخص الذي تُباغت قلبه هذه الصاعقة الكهربائية أثناء وجوده في مكان عام ما هو أكثر حظاً من غيره. فكيف لنا أن نعلم أن ضربات القلب قد تعود إلى وتيرتها الطبيعية بعد الرجفان البُطيني بصعق كهربائي مفاجئ، والذي يكون مفعوله مماثلاً لمفعول جهاز مزيل الرجفان الذاتي.
وفي أيامنا هذه، أصبحت أجهزة إزالة الرجفان موجودة في كافة الأماكن العامة الأميركية وبالمدارس والنوادي الرياضية والمراكز التجارية والمطارات، بل وحتى في الملاهي والمتنزهات. فليس مفاجئاً إذن أن ترتفع حظوظ النجاة لدى المصابين بالنوبات القلبية القابلة للتدخل والعلاج بمثل هذه الأجهزة.
وتبدو الصورة مختلفة بالنسبة لمن تُباغتهم النوبات القلبية والجلطات وهم في منازلهم. ويقول أعضاء فريق البحث من جامعة جون هوبكينز إن ثلاثة أرباع من مجموعة الجلطات القلبية المُفاجئة، التي تمكنوا من تجميع بيانات كافية حولها والتي بلغ عددها 12,933 جلطة، تحدث للمصابين لدى وجودهم في منازلهم. وبمقارنتهم مع أولئك الذين تُفاجئهم الجلطات في أماكن عامة، فإن ما بين 25% إلى 36% من المصابين في بيوتهم تتلازم إصاباتهم مع ضربات قلب غير منتظمة، وهو ما قد ينجم عنه قصور في القلب على شكل سكتة قلبية أو اضطرابات بنيوية في إحدى شغاف القلب أو تصلب الشرايين أو الانسداد المفاجئ للأوعية الدموية، وهي مشكلات صحية لا يمكن علاجها بأدوات صعق وصدم. ومن بين الأشخاص الذين يتعرضون لجلطات قلبية في الأماكن العامة، فإن ما بين 38% إلى 79% منهم يُصابون بالرجفان البُطيني أو توقف القلب التالي لاحتشاء العضلة القلبية، وهو ما يعني أن جهاز مزيل الرجفان الذاتي كاف لإنقاذ حياة المُصاب منهم.
ويوصي الباحثون في خلاصة دراستهم السلطات الصحية بتعميم توفير أجهزة إزالة الرجفان القلبي في كافة الأماكن العامة. وسعياً للتقليل من حوادث الوفاة الناتجة عن الجلطات القلبية في المنازل، يوصي الباحثون ببذل الجهود اللازمة لتدريب المواطنين على طريقة الإسعاف بالإنعاش القلبي الرئوي وعلى طرق العناية الطارئة، إضافةً إلى توفير أقصى عدد ممكن من أجهزة إزالة الرجفان في المباني السكنية، معتبرين أن هذه الأجهزة لا تقل أهمية عن طفايات الحريق التي أصبحت اليوم من اللوازم الضروري وجودها في كل بيت وسيارة.
عن “لوس أنجلوس تايمز”