4 ديسمبر 2011 22:45
بدأت الصين تكثيف حضورها الإعلامي، خاصة التلفزيوني عبر العالم، وذلك ضمن برنامج توسع استراتيجي رصدت له مبالغ ضخمة، إلى جانب عمليات تشارك برامجية مع بعض المحطات التلفزيونية في العالم الثالث، وذلك في الوقت الذي استمرت فيه بوضع إجراءات تنظيمية جديدة لمئات القنوات التلفزيونية الوطنية في خطوة مهمة بمجال تعزيز قدرة الإعلام الدولي.
ذكر «اتحاد البث لآسيا باسفيك» على موقعه على الإنترنت، أن الصين وضعت اعتمادات تبلغ نحو 45 مليار يوان (نحو 7.07 مليار دولار أميركي) من أجل تمويل التوسع لمجموعتها الإعلامية التي تملكها الدولة بما في ذلك شبكة تلفزيون الصين المركزي (CCTV) ووكالة شينخوا الرسمية، وراديو الصين الدولي في إطار خطة توسعية تستهدف دول العالم الثالث.
إلى ذلك، عيّنت الحكومة الصينية مؤخراً رئيساً جديداً لشبكة تلفزيون الصين المركزي التي تديرها الدولة، ونُقل عن تقارير محلية أن الرئيس الجديد هيو زنفان، وهو رئيس التحرير الصحيفة الحكومية اليومية «جوانجمينج»، سيقود عملية التوسع التلفزيونية كما وصفت وكالة أنباء «شينخاوا» الصينية، وأن هذا التعيين يعتبر «أحدث خطوة ضمن سلسلة تغييرات جديدة في المؤسسات الإعلامية التي تديرها الدولة».
شراكة وعولمة
في السياق ذاته ذكرت إذاعة صوت أميركا أن مؤسسة «البث التلفزيوني التعاوني» في زيمبابوي سوف تبدأ قريباً بث برامج من الشبكة الصينية، ونقلت عن صحيفة «هيرالد» الرسمية أن وفداً صينياً قد زار هيراري وتوصل إلى اتفاق مع وزارة الإعلام بشأن تشارك الشبكتين التلفزيونيتين في البلدين في برامج إخبارية، وأن شراكتهما تشمل أيضا التكنولوجيا الرقمية.
ويذكر أن بث الشبكة الصينية متوافر أساساً لكثير من المشاهدين في زيمبابوي الذين يستقبلون الفضائيات. كما أنها أعلنت مؤخرا عن قناة موجهة إلى المملكة المتحدة. وفي يوليو عام 2009 أطلقت قناتها العربية على مدار 24 ساعة يوميا، بعد أربع قنوات دولية باللغات الصينية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وأعلنت الشبكة أن قنواتها هذه، إشارة إلى أن «الصين خطت خطوة مهمة في مجال تعزيز قدرة الإعلام الدولي، كما تعتبر إجراء جوهرياً لتلفزيون الصين المركزي في مسيرة استراتيجية العولمة المتميزة بتعدد اللغات والتغطية الشاملة».
وتقوم القناة العربية للشبكة الصينية بتغطية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ـ من خلال قمري عربسات ونايلسات، وتغطية منطقة آسيا والباسفيك من خلال القمر الصناعي 6B آملة الوصول إلى نحو 300 مليون مشاهد في 22 دولة ومنطقة عربية. وهي تركز على نشرات الأخبار، بالإضافة إلى البرامج الثقافية والخدمية والترفيهية، وتشمل 9 برامج رئيسية منها «الحوار» و»نافذة على الصين» و»أفلام وثائقية» و»الفنون الصينية».
وتولي الشبكة البعد التجاري والاقتصادي لهذا التوسع التلفزيوني أهمية واضحة، إذ أشارت بمناسبة إطلاق القناة العربية إلى تمتع الصين والدول العربية بتاريخ عريق وثقافة مشرقة، ويرجع تاريخ التبادل بينها إلى أمد طويل. وتشهد الدول العربية اهتماماً متزايداً بالصين مع تطور التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الودي. كما أكدت الشبكة أن فتح قناتها العربية يعتبر «وسيلة لتعزيز التواصل والتعرف بين الصين والدول العربية، وجسراً ونقطة وصل بينهما في مجال التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والتكنولوجي. وفي الوقت نفسه ستكون القناة العربية الدولية نافذة لتعرف جماهير الدول العربية على الصين والعالم.
ضوابط داخلية
مقابل الانفتاح الصيني الخارجي، استمرت الحكومة الصينية في وضع مزيد من الضوابط الساعية إلى تعزيز حضورها وقبضتها على التلفزيونات الوطنية على أكثر من صعيد بما فيها التحكم في بعض نواحي البرامج وتوقيتها ومواعيد الإعلانات التجارية. وقررت مديرية الإذاعة والتلفزيون والسينما مؤخراً حظر بث الفقرات الإعلانية التجارية خلال عرض المسلسلات التلفزيونية الدرامية، وذلك ابتداء من أول يناير القادم، وحذرت التلفزيونات التي لا تمتثل لهذا الإجراء بمواجهة عقوبة إيقافها عن البث.
ويقول متابعون للتلفزيونات الصينية إن المسلسلات التاريخية التي تتناول نضال الصين ضد الغزاة الخارجيين وانتصاراتها ضد الفقر والتخلف تتمتع بهيمنة واسعة في البرامج. وتلا هذا الحظر إجراءات أخرى كانت صدرت عن المديرية نفسها في أكتوبر الماضي حين منعت الفضائيات الوطنية الـ 34 من المبالغة في عرض محتويات وبرامج ترفيهية، وطلبت منها بث ساعتين على الأقل من الأخبار ليليا. وقد تفاوتت ردود الفعل على القرار الجديد في أوساط أرباب صناعة الإعلام والتلفزيون الذين رأوا أن الحظر يفرض تحديا أمام على تعزيز الأوضاع التجارية للتلفزيونات مقابل تصاعد المنافسة من جهة الإنترنت. وبوسع 98% من سكان الصين البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة مشاهدة قنوات التلفزيون في بلاد يوجد فيها أكثر من 2,400 تلفزيون وفق بيانات رسمية.
المصدر: أبوظبي