4 ديسمبر 2011 22:43
يدرس الطالب الإماراتي المبتعث محمد المطوع (20 سنة)، بجامعة أوهايو ستيت بالولايات المتحدة الأميركية، بكلية إدارة المشروعات، في السنة الثانية، وعلى الرغم من استقراره في دراسته، يؤكد أنه بين الحين والآخر تأتيه فكرة تغيير تخصصه في الدراسة، من دون أسباب، لشعوره بأنه يمكن أن يتخصص في مجال آخر قد يقفز إلى ذهنه مستقبلا، وذلك لشغفه بالعلم والإبحار فيه قدر المستطاع.
يعترف محمد المطوع، أنه كثيرا ما يتوجه إلى مكتبة الجامعة، ويقرأ كثيرا في كتب ومراجع علم النفس، وهو المجال الذي كان يتمني أن يدرسه، ويحب التخصص فيه منذ الصبا. فهل يغير المطوع تخصصه ويبحر في دنيا علم النفس؟
ويقول المطوع، إنه كان من ضمن أحلامه الالتحاق بجامعة أوهايو الأميركية، والتي تعتبر من أقوى الجامعات في العالم في هذا التخصص، «علم النفس»، والذي أميل أكثر إلى دراسته، ولا أدري ماذا تخبئ لي الأيام القادمة، خاصة أنني أدرس في الجامعة نفسها، تخصص إدارة المشروعات.
تجربة ممتعة ومفيدة
ويضيف المطوع: بعد النجاح في الثانوية العامة، كنت أفكر في السفر للدراسة في الخارج، خاصة أنني سافرت من قبل إلى بريطانيا في دورة للغة الإنجليزية، مدتها شهران، وكنت حينذاك في الصف الثاني الثانوي. وأعجبتني الحياة في الغربة، وقررت أن أتقدم لبعثة بمجرد الانتهاء من الثانوية العامة. وقد شجعني على ذلك شقيقي الأكبر الذي يكبرني بعامين، والذي كان قد سبقني للدراسة في أميركا.
وحول حيرة اختيار الجامعة وصعوبات الدراسة، يشير المطوع إلى أن، بعض الجامعات في دولتنا الإمارات مستواها أقوى بكثير من مستوى بعض الجامعات في أميركا، لكن السفر في حد ذاته تجربة ممتعة ومفيدة، وقد لا تتكرر، وأهم شي للإنسان أن يتعرف إلى ثقافة الآخر، ويستفيد منها بأشياء تفيده في الحياة، أما الدراسة فقد تكون فائدتها واحدة، سواء درس الشخص في الإمارات أو في الخارج.
إحساس لا يوصف
أما عن الصعوبات التي واجهته قبل السفر، فيوضح: لم تواجهني أي صعوبات ولله الحمد، وكل شي يتعلق بالسفر للخارج كان أكثر من رائع! فيما عدا توديع الأهل في المطار خلال وقت مغادرة الإمارات، فهو شعور لا يحس به إلا المغتربون، خاصة أن صعوبة هذا الإحساس لا توصف.
وعن شعوره عند وصوله إلى أميركا، يقول المطوع، إنه شعر بالصدمة بعض الشىء، لحظة وصوله أوهايو لأنه كان يتوقع أن أميركا، مثلما يراها في الأفلام، من حياة سريعة، وحركة دائبة لا تتوقف ومدن كبرى ومبانٍ شاهقة، وغير ذلك، ولكن فوجئ بأن أوهايو مدينة ليست مثل المدن الكبيرة أو السياحية، التي يراها أو يسمع بها. ويقول: في البدايات واجهت عائق التحدث باللغة الإنجليزية، لكن هذا العائق انتهي بعد فترة قصيرة من الدراسة، وبعد أن تحسنت واتقنت هذه اللغة.
وحول التعامل مع المحيطين من حولي، يوضح المطوع أن الشعب الأميركي يقابل الجميع بابتسامة، فهو شعب ودود ومرح.
الشرطي أوقفني
وحول الحوادث التي تعرض لها المطوع أثناء دراسته في أميركا، والتي ما زالت عالقة في ذهنه، يقول: أذكر أنني كنت عائداً من بيت صديق من ربعي، حيث قضينا معا ويك-إند في التنزه بأماكن عدة، وكان الوقت متأخرا بعض الشيء.. فأوقفني شرطيا.. وطلب مني النزول من السيارة، وتوقعت أنه سوف يخضعني لاختبار ويتأكد من عدم تناولي كحول أو غيره أثناء القيادة، ولكني فوجئت أنه يطلب مني أن أضع يدي خلف ظهري.. ووضع في يدي «كلبج».
وأخبرني بأن رخصة القيادة الخاصة بي منتهية منذ أكثر من شهر، وعلى الرغم من محاولة التفاهم معه، إلا أنه أصر على أن يقودني إلى مركز الشرطة. داخل سيارته، وفي طريقنا إلى المركز، وجدته يعتذر لي أكثر من مرة، وقال إنها إجراءات لابد منها في مثل هذه الحالات، وتعامله معي كان أكثر من راقٍ.
وعندما وصلنا المركز، شرح لي لماذا رخصتي متوقفة، وفوجئت أنني انتقلت إلى منزل جديد من دون تغيير العنوان في رخصة القيادة، وبالفعل كانت تصلني رسائل من أجهزة الشرطة على عنواني القديم حتى أقوم بتحديث بياناتي، وأنا لم أكن أدري شيئا عن هذه الرسائل، الأمر الذي دفع الشرطي أن يوقفني ويقودني إلى المركز حتى أتعهد بتحديث بياناتي.
وبعد مرور بعض الوقت اتصلت بشقيقي أكثر من مرة، ولم يجب على الهاتف، واكتشفت أنه كان نائما، حتى استيقظ واتصل عليّ وعرف القصة، فأسرع إلى مركز الشرطة واصطحبني إلى البيت.
«أفضل لاعب»
وحول الأنشطة التي يزاولها المطوع، وقت فراغه، يوضح: نحن قمنا بتكوين فريق كرة قدم، باسم (ArabianGulf)، ونشارك في بعض البطولات التي تنظمها الجامعة. وفي إحدى البطولات، فاز فريقنا بالبطولة، واللجنة المنظمة أعطتني جائزة «أفضل لاعب» و»هداف البطولة»، فكانت مفاجأة بالنسبة لي، وأسعدتني كثيرا، خاصة أنني أشارك مع فريق يمثل المنطقة التي أنتمي إليها «الخليج العربي»، وهذا الشيء أعطاني دافعا لكي أجتهد وأكون قدوة للطالب المجتهد، والذي يمثل بلاده خير تمثيل في مختلف المجالات، وليس في الدراسة فقط. وعن الهوايات الأخرى، التي يعشقها المطوع يؤكد أنه يهوى القراءة ورياضة الملاكمة، بجانب كرة القدم.
أما عن أكثر الأشياء التي يفتقدها المطوع خارج حدود الوطن، فيؤكد قائلا: «أفتقد الوطن كله، وأشعر بالحنين إليه كل لحظة».
وعن عدد الطلاب الإماراتيين في مدينة أوهايو الأميركية، التي يدرس بها، فيقول المطوع: أتوقع 30 طالبا مبتعثا، وهناك تواصل بيننا عبر الموقع الاجتماعي «الفيسبوك»، حيث يحرص جميع الطلبة المغتربين عن الإمارات على التواصل فيما بينهم. ويحرص المطوع على زيارة الأهل مرتين في السنة، حيث ينتهز فرصة وجوده في الإمارات، ويقضي وقتا ممتعا مع الأهل والأصدقاء، كما يحاول تناول كل الوجبات الإماراتية التي يكون محروما منها طيلة أشهر الدراسة. ويطمح المطوع بعد التخرج، إلى أن يصبح «بروفيسور»، يحاضر في إحدى جامعات الإمارات، وهو يخطط منذ الآن، لتحقيق هذا الحلم. موضحا أنه لن يكتفي بالماجستير، وسوف يكمل دراسته حتى يحصل على الدكتوراه.
ويضيف: كنت أتمنى أن أكون موجوداً في الإمارات الآن لكي أشارك في احتفالات اليوم الوطني الأربعين مع الأهل والأصدقاء.
أصعب من البكاء
يؤكد محمد المطوع، أن أكثر شخص يفتقده كثيرا، هو جدته، ويضيف: أتوق لتناول الأكلات الإماراتية التي أعشقها، خاصة المجبوس والدجاج والهريس. وحول لجوئه للبكاء في الغربة في حال تعرضه لمواقف صعبة أو شعوره بالحنين للوطن والأهل يقول: لم أبك في الغربة أبدا، ولكن كتمان الدموع، أحياناً يكون أصعب من البكاء نفسه!
المصدر: دبي