هيمنت “روح الاتحاد” على الفعاليات واحتفالات الجماهير في شتى أنحاء الإمارات باليوم الوطني الأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، واتسمت فعاليات طلاب وطالبات المدارس في هذا العرس الوطني الذي يحمل في مضمونه مذاقاً خاصاً بمناسبة اكتمال عقد الاتحاد الأربعين، إلا أن السمة الأبرز في هذه الاحتفالات إلى جانب تنوعها، كانت “روح الفريق” التي زينت تلك الجهود، وانصهرت أحلام وإبداعات الطلاب والطالبات في بوتقة واحدة، كانت هي “روح الاتحاد”.
في عمل جماعي منظم، أبدع الصغار في رياض الأطفال، والصبية واليافعين والطلاب والطالبات في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتوشحوا بأعلام الإمارات، وتغنوا بها، وأنشدوا القصائد، والأهازيج الشعبية والتراثية التي تمثل جزءاً من التراث الشعبي الأصيل، وتعكس التنوع الثقافي والاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد والقيم الإماراتية والعربية الأصيلة. وتنوعت أنشطة وبرامج فعاليات احتفالات اليوم الوطني في مدارس أبوظبي، بكل الفنون والإبداعات غير التقليدية من: “الأوبريت” الغنائي والتمثيلي، والأناشيد، والمشاهد التمثيلية والمسرحية، والأهازيج والقصائد، والرقصات الفنية والفعاليات تراثية، والأنشطة الرياضية، والمسابقات الترفيهية، والألعاب المتنوعة، والمعارض الفنية والتشكيلية والتراثية.
مهارات العمل
يوضح الطالب بشير الهاشمي، أن العمل الجماعي بين الطلاب يتسم بالإنتاجية العالية والروح المعنوية المرتفعة والجودة في الأداء، ومن أهم مكاسب فعاليات الطلاب في اليوم الوطني، تنمية الحس الوطني، والتعبير الصادق عن التمسك بالإنجازات والمكاسب المتحققة على أرض الواقع، وقد فرض العمل الجماعي ثقافة الاتحاد، وقبول الرأي الآخر وتبادل المعلومات، والتمسك بالاتجاهات الإيجابية، والتمتع بدافعية عالية للأداء، والمحافظة على إحساس كل فرد في الجماعة، والتشجيع، وتسهيل التفاعل بين الطلاب، وتأكيد الأهداف، وإيجاد درجة عالية من الوعي والالتزام بهذا الهدف وهو الانتماء والولاء للوطن الأم.
أما فاطمة كمال “طالبة”، فترى أن العمل الجماعي بين الطالبات والطلبة يحقق أهدافه في مثل هذه المناسبات، عندما تسود بينهم رؤية مشتركة، وهدف واحد، فتوحيد الأهداف هو الوقود الذي يسمح للطلاب بتحقيق نتائج غير مألوفة، العمل الجماعي سواء كان ذلك في مكان العمل أو في ميدان كرة القدم، أو حتى بين أفراد المجتمع المحلي، والعمل الجماعي الفعال يمكن أن يسفر عن نتائج مذهلة. فالعمل الجماعي الفعال بالتأكيد لا يحدث تلقائيا، بل يأخذ قدرا كبيرا من العمل الشاق، وعلى الجميع العمل كفريق واحد، والعمل بسلاسة وتفاهم وود وحب، حتى تخرج الصورة النهائية جميلة ومبهرة، وهو ما نشاهده من احتفالات ومسيرات وأعمال فنية ورياضية ومهرجانات متنوعة في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا.
الاختصاصية الاجتماعية نهى اليامي، ترى أن “روح الاتحاد” قد هيمنت على فعاليات طلاب وطالبات المدارس في هذا العرس الوطني الذي يحمل في مضمونه مذاقاً خاصاً باكتمال عقد الاتحاد الأربعين، فقد توشح الصغار في رياض الأطفال، والصبية واليافعون والطلاب والطالبات في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بأعلام الإمارات، وتغنوا بها، وأنشدوا القصائد، والأهازيج الشعبية والتراثية “الآهله والعيالة، والرزيف”، التي تمثل جزءاً من التراث الشعبي الأصيل، وتعكس التنوع الثقافي والاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد والقيم الإماراتية والعربية الأصيلة. وتنوعت أنشطة وبرامج فعاليات احتفالات اليوم الوطني في مدارس أبوظبي، بكل الفنون والإبداعات غير التقليدية من: “الأوبريت” الغنائي والتمثيلي، والأناشيد، والمشاهد التمثيلية والمسرحية، والأهازيج والقصائد، والرقصات الفنية والفعاليات التراثية، والأنشطة الرياضية، والمسابقات الترفيهية، والألعاب المتنوعة، والمعارض الفنية والتشكيلية والتراثية.
جهد جماعي
يشير سامح علام، مشرف نشاط، إلى أن طلاب وطالبات المدارس يتبارون لإعلاء قيمة الاحتفال باليوم الوطني لدولة الاتحاد، كيوم خالد في تاريخ الوطن ومسيرته الظافرة، وكانت هناك فعاليات لافتة، وأوبريتات وأهازيج غنائية ومعارض فنية وتراثية تضمنت إبداعات متنوعة، وقد شاركهم عدد كبير من أولياء الأمور، وكان شعار “روح الاتحاد” هو الأبرز في هذه الاحتفالات، ولم يكن بالإمكان أن يخرج هذا الكم، وهذا التنوع، وهذا الإبداع بجهد فردي بطبيعة الحال، وإنما لابد أن يكون هناك جهد جماعي في كل روضة أو مدرسة، ومن ثم يتبلور الهدف الأسمى وهو إرساء البعد التربوي، والشعور بإنجاز عمل واحد، في مناسبة واحدة، ليتحقق هدف واحد أيضاً”.
تنمية المبادرات
من جانب آخر، يرى زياد الياسين، مدرس لغة إنجليزية، أن الفرد “الطالب” هو العنصر الأساسي في النشاط المدرسي، ويكتمل دوره الحقيقي من خلال التعاون مع بقية أفراد المجتمع، والعمل الجماعي يحتاج إلى تحقيق التوازن بين الروح الفردية، والروح الجماعية عن طريق التربية المتوازنة، فالفردية تتبدل شيئاً فشيئاً إلى أن تذوب في روح العمل الجماعي، ويجب توافر المناخ المناسب مع اختيار أساليب العمل، التي تحول دون التسلط وتنمية المبادرة الذاتية، وترسيخ مبدأ روح الفريق، وهو ما نشاهده في كافة مفردات الفعاليات التي قدمت في احتفالات اليوم الوطني الأربعين لدولة الاتحاد، من أعمال فنية أو رياضية أو غيرها.
كذلك تقول هالة الظاهري “معلمة”:إن مشاركة أولياء أمور الطلاب، وتفاعل الطلاب أنفسهم عن حب وحماس مع احتفالات “روح الاتحاد”، إنما هي تعبير حي عن مدى اعتزازنا بـ”روح الاتحاد” في اليوم الوطني الأربعين، وحماس كبير لروح فريق العمل الذي يستحضرون من خلاله مسيرة الإنجازات والمكاسب التي تحققت طيلة أربعين سنة من عمر الاتحاد، ومن المهم أن يتلمس الأبناء من خلال ما يقومون به مدى حبهم للوطن وإنجازاته، ومن ثم فإن روح الانتماء والولاء لديهم تتكرس وتتعزز، ويتضاعف فرحهم واعتزازهم وفخرهم بهذا اليوم العظيم، فالفعاليات والأنشطة والاحتفالات المدرسية والجماهيرية إنما تأتي بعمق أكبر ومغزى أعمق ونكهة خاصة، وتعلي قيما إيجابية عديدة، واحتفالات هذا العام تتزين بما نراه ونلمسه في نفوس الأبناء الطلاب من سعي نحو النجاح وبلوغ آفاق المستقبل، للحفاظ على مكاسب دولة الاتحاد التي يشارك فيها أبناء الوطن وجميع الإخوة الوافدين من كل مكان، فالأنشطة التي تقدم في هذه المناسبة الخالدة تتسم بالتنوع والتنافس والإبداع، وتترجم تلك المشاعر المبهجة للأبناء وهم يعيشون حالة من الفخر والاعتزاز، بما تحقق على تراب وطنهم من إنجازات نالت إعجاب وتقدير العدو قبل الصديق، ويعربون من خلال أنشطتهم المتنوعة عن مدى حبهم واعتزازهم بقيادتهم التاريخية التي صنعت مجد هذا الوطن.
أهداف مشتركة
تقول أمل الأناضولي، مساعد مدير مدارس النهضة الوطنية للبنين: يعرف العمل الجماعي بأنه جهد منظم وموزع على مجموعة من الأفراد يعملون معاً، لأجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة، ومما لاشك فيه أن مجموعة الأفراد الذين يقومون بهذا العمل وهم الطلاب، يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم، وتجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد، بالإضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل فيما بينهم وتحقيق النجاح المنشود، أو مهمة محددة تتطلب التنسيق والتفاعل والتكامل بين أعضاء الفريق، ويعتبر أعضاء الفريق مسؤولين عن تحقيق هذه الأهداف، ومفهوم فريق العمل الجماعي في النهاية هو وسيلة لتمكين الأفراد وأعمالهم الفردية من العمل الجماعي المنسجم كوحدة متجانسة، فلكل واحد منهم أولوياته الخاصة، لكن هذه الأولويات تنصهر وتحمل نوعا من الارتباط المادي والمعنوي بين أعضاء فريق العمل ككل، من حيث وحدة الأهداف والاتجاهات والنتائج الإيجابية التي تشكل صورة أساسية في نجاح أي عمل جماعي متكامل ومدروس في آن واحد، لذا نلمس نجاح العمل الجماعي في فعاليات هذه الاحتفالات، وقد حققت أهدافها التربوية والوطنية المقصودة.
وتضيف الأناضولي: هناك مجموعة من الفوائد التي تترتب على الأعمال الجماعية منها خلق بيئة محفزة، ومناخ مناسب للعمل يقلل من شعور العاملين بالوحدة ويزيد من إحساسهم بالهوية المشتركة تجاه المهام المطلوب إنجازها، مما يؤدي إلى التركيز على الأهداف وتشجيع المبادرات، وتقديم الاقتراحات وتحفيز القدرات الإبداعية والمواهب الذاتية لدى الأفراد لتكتمل صور العمل الجماعي.
توزيع الأدوار
وتشير الاختصاصية التربوية مديحة عزمي، إلى أهمية التنظيم وتوزيع الأدوار بين المشاركين من الطلاب والطالبات في هذه الاحتفالات، وتقول: إن الأسباب الرئيسية لدفع وإنجاح العمل الفردي ليصبح عملاً جماعياً إبداعياً، تتمثل في الاستفادة من الأفكار العملية الفردية والمواهب المتعددة للأفراد من خلال زيادة التواصل والاتصال، وتبادل الأفكار وتعزيز التفاعل المشترك بين فريق العمل الجماعي. وبالتالي هذا يوطد أواصر الصداقة وتنمية الشعور بالاتحاد والوصول إلى حلول جماعية لإنجاح العمل المنوط بهم، إضافة إلى ذلك فإن أدوار العمل تتوزع على كامل أعضاء فريق العمل الجماعي وبالتالي يخفف هذا من الأعباء، ويساهم في زيادة تبادل المعلومات والتجارب، وحل المشاكل وتبادل الخبرات لإضفاء التعاون المؤكد في زيادة الإنتاجية واستمرارية النجاح المتواصل، وهي أهداف تربوية وتعليمية في الأساس.
بناء العمل الجماعي بين الطلاب والطالبات
تؤكد الاختصاصية التربوية مديحة عزمي أن الهدف من الأخذ بالمنهجية الجيدة لعملية بناء العمل الجماعي بين الطلاب والطالبات على أسس تربوية سليمة، وثقافة مجتمعية إيجابية محفزة ومشجعة، هو جعل الجماعة وحدة متماسكة ومتجانسة تمتاز بالفاعلية والتفاعل المثمر بين الأعضاء، من خلال بناء روح الثقة والتعاون وتنمية مهارات الأفراد وزيادة مداركهم مع الانتباه أيضاً إلى تنمية مهارات حل الصراعات والمنازعات بين أولئك الأفراد، لتتكون في النهاية جماعة مندمجة وملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف محددة. فما من شك أنه يمكن استثمار مثل هذه المناسبات الوطنية التي يلتف جميع أفراد المجتمع حولها، ويسعدون بها ـ لما لها من مغزى في قلوبهم ـ في إرساء مفاهيم إيجابية عديدة، فالأنشطة غير المنهجية إنما يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع المناهج الدراسية، لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة، وكلما توافر لهذا الجهد من حوافز ودوافع نفسية، وإطار عمل منظم، وتعاون، وهدف، كلما كانت النتيجة والثمار كما نراها ونلمسها الآن من صور مبدعة وخلاقة.