وسط تنافس الجميع على حب الوطن والولاء والانتماء التي تسري في جسد كل إماراتي، احتفل الغواصان محمد الحوسني وجمعة ثالث من نادي الفجيرة للغطس، باليوم الوطني الأربعين للدولة، على طريقتهما الخاصة، حيث قاما بوضع علم الدولة تحت سطح البحر في بادرة لافتة ومميزة.
ويقول محمد الحوسني، مدرب غوص يعمل في نادي الفجيرة: سعدت كثيرا بنجاح مهمتي بوضع علم الإمارات وشعار «روح الاتحاد» تحت سطح البحر، فقد عملت على اتمام هذه المهمة مع زميلي جمعة ثالث بكل ما أوتيت به من قوة وإرادة، وهي رسالة لوطني الإمارات أعبر من خلالها عن مدى حبي وولائي وانتمائي لهذا الوطن الرائع الطيب المعطاء بحكامه وشيوخه، وبأبنائه وبكل ما فيه، لتكون رسالة للوطن من تحت البحر في ذكرى الاتحاد.
ويضيف الحوسني: ما يميز الفكرة أنها جديدة، وراودتني منذ فترة طويلة، حيث أردت الاحتفال باليوم الوطني بطريقة مختلفة، ومن وحي مهنتي كغواص، ولما تبلورت الفكرة في رأسي بدأنا بتنفيذها، تحت سطح البحر.
وبعد أن اكتملت خطة الحوسني وصديقه جمعة والصورة التي رسماها في أذهانهما للعلم، بدأ التنفيذ، مؤكداً أن رفع العلم تحت سطح الماء يمثل صعوبة كبيرة. وحول كيفية العمل يوضح الحوسني «في البداية تطلب الأمر تحديد المكان الذي سيوضع فيه العلم، وقد راعيت في اختياري للمكان عدة عوامل أولها أن يكون آمناً من التيارات البحرية فوق سطح البحر وتحت سطحه، وأن يتم اختيار منطقة رملية خالية من الشعاب المرجانية، وألا تكون محمية بحرية، كما راعيت أن تكون الرؤية واضحة في المكان الذي سوف أعمل فيه ليتم التصوير تحت الماء بشكل واضح وبكل سهولة». ويستطرد الحوسني: «بعد أن حددت مكان العمل وهو خلف ميناء خورفكان نزلت إلى البحر وحددت عمقه، الذي تراوح بين 12 و15 متراً، ثم بدأت بتحضير المواد الخام التي ساستخدمها في صنع العمل، فاخترت نوعا قويا من القماش يقاوم التيارات البحرية وقوة دفع المياه، كما أحضرت أدوات لتثبيت ربطتها في أحد أطراف العلم لكي تثبت تحت سطح الماء، وأحضرت كذلك أوزاناً ثقيلة ربطتها في الطرف الآخر من العلم لكي تسحبه وتستقر به في القاع، وقد استغرق ذلك مدة ساعتين ونصف الساعة، وخلالها استطعنا تنفيذ الفكرة دون أي معاناة أو صعوبة تذكر حتى تمت الفكرة بنجاح، وقد بلغ طول شعار «روح الاتحاد» مترين وعرضه متر ونصف المتر، وعلم الإمارات طوله متران».
ويتابع الحوسني: «لفت انتباهي الكثير من الأماكن ولكن هذا المكان الذي وضعت فيه العلم يعتبر من أكثر الأماكن المناسبة نظرا لخلوه من الشعب المرجانية ولنظافته، إلى جانب أنه يتميز بوضوح الرؤية ما يسهل عملية وضع العلم، موضحاً «أنا سعيد بما صنعته ومستعد لعمل التجربة مرة أخرى في أي وقت، وما قمت به أنا وزميلي هو نوع من رد الجميل لهذا الوطن وهو ما يمثل لفتة بسيطة أحببنا أن نشارك بها في الاحتفال بمرور 40 عاماً من عمر الاتحاد».