مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
ما إن عادت الأمطار التي انقطعت عن السهول والوديان لشهور طويلة إلى الهطول مرة أخرى حتى اكتست مناطق رأس الخيمة بسندسها الأخضر الذي كانت تتميز به في السابق لتستعيد جانباً من تألقها الذي تميزت به في الماضي، عبر العديد من المزارع والمروج التي كانت تجذب للأهالي من مختلف مناطق الدولة للاستمتاع بمناظرها البديعة والتي بدأت شيئاً فشيئاً تختفي مع تراجع معدلات الأمطار قبل نحو 5 سنوات. غمرت الفرحة الأهالي مع استعادة المناظر الخلابة في هذا السهل الممتد الذي يفوح منه عبق التاريخ، وهو ما يشعر به الزائر منذ لحظة دخوله للمنحى الدائري الذي يوصل مناطق متفرقة برأس الخيمة حيث تبدأ ملامح الخضرة بالظهور ليجد نفسه بين أحضان الطبيعة الخلابة الهادئة التي تحاصر بعض المناطق الشمالية مثل شمل والمناطق المحاذية لها بسلسلة جبلية، لتهب معها نسمات الهواء العليل والذي يجعل طقس المنطقة معتدلاً طوال العام حيث لا تزيد درجات الحرارة عن 10 درجات في الكثير من فترات الشتاء.
ولم يقتصر جمال المنطقة على هذه المسطحات الخضراء بل يشاهد الزائر لمنطقة شمل الكثير من الشواهد التاريخية التي تحكي حضارات قديمة تعود إلى 4500 سنة، والتي اكتشفت فيها مواقع مهمة وجدت خلف الواحة القريبة من الجبال، كما تضم المنطقة المقابر الأثرية التي تمثل عصر «أم النار».
ويقول المواطن حسن الشميلي، من أهالي المنطقة، أن شمل كانت من المناطق القليلة التي تغطيها الخضرة طوال العام في السابق، مما جعلها مقصداً للزوار والمتنزهين والسياح الذين يأتون إليها من معظم مناطق الدولة ليستمتعوا بالمناظر الطبيعية التي تتميز بها المنطقة، مشيراً إلى أن وادي حقيل كان في السابق يمد معظم المزارع بالمياه خاصة في فترات الأمطار التي كانت تساهم أيضاً في رفع منسوب المياه الجوفية.
وأضاف: كانت تلك المناطق تضم العديد من الاستراحات المعروفة للمسؤولين الذين يفضلون قضاء وقت من العام بها سواء في الصيف أو في الشتاء.
وقال علي الشميلي، من أهالي المنطقة، إن انتشار المساحات الخضراء كان على مد البصر في منطقة شمل، وكانت الخضرة تغطي كامل المساحات المحصورة بين الجبل والبحر، وبخاصة أن أهالي تلك المناطق لديهم خبرات كبيرة بالزراعة.