محمد نجيم (الرباط)
وصف الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري عادته في المواظبة على كتابة عموده الأسبوعي «كرياضة ذهنية لسدِّ ثقوب الذاكرة، وإراحة الذهن والضمير، وممارسة شيء في الحياة كمواطن تجاه وطنه». وأكد صاحب «الجبل الصغير» أنه تمرن منذ زمن طويل على كتابة العمود الصحفي كطقسٍ يومي لازمه مدة طويلة قبل أن يحترف كتابة الرواية، بما تتطلبه من جهدٍ ونفس سردي طويل.
وشدد خوري في ندوة بمعرض الدار البيضاء للكتاب، أدارها الأديب والناقد المغربي عبد الفتاح الحجمري، على أن الكتابة الصحفية، بوصفها «مختبراً حقيقياً للكتابة ومدرسة كبرى»، علمته الشيء الكثير، وجعلته يتعرف إلى قاع المجتمع .
وتحدث خوري عن رحلته مع الكتابة الروائية التي حفر عميقاً في تربتها وأنبت فيها العديد من الروايات، منها: الجبل الصغير، يالو، أبواب المدينة، إلى أحدث رواياته: أولاد الغيتو.. اسمي آدم، التي قال: «إنها ولدت بعد أن سمع عنوان الرواية، من طرف بعض الجنود الإسرائيليين الذي يطلقون هذا النعت على أصحاب الأرض الفلسطينيين».
وأشار خوري إلى أن الذاكرة العربية مُصابة بثقوب كبيرة، تنسى التفاصيل الصغيرة التي تؤدي إلى الأحداث الكبيرة، معتبراً أن من حسنات الأدب والكتابة الروائية والسردية عموماً أنها توثق للأحداث قبل أن تنسى، ويعمل الأدب على سد ثقوب الذاكرة، خاصة في هذا الزمن الصعب والمتحول.
وعن علاقته بالشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، قال:«إنها كانت قوية»، مؤكداً أنه استفاد جداً من احتكاكه بدرويش.