30 نوفمبر 2011 14:00
أعلنت الحكومة التركية امس عن تجهيز حزمة من العقوبات ضد سوريا، مؤكدة استعدادها لأي سيناريو بما في ذلك إقامة منطقة عازلة لاحتواء اي تدفق جماعي للاجئين، كما اشارت الى عزمها تحويل مسار الشاحنات لتمر عبر العراق من خلال تدشين بوابات حدودية جديدة. في الوقت نفسه دعت الحكومة الروسية الى الكف عن توجيه انذارات الى سوريا، والعمل على ايجاد تسوية سلمية للنزاع على غرار ما حصل في اليمن، مؤكدة معارضتها اي حظر على شحن الاسلحة، وعزمها ارسال سفن حربية الى سوريا اعتبارا من ديسمبر المقبل.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي امس “إن العقوبات التركية على سوريا جاهزة، وستعلن قريبا بعد لقاء مع الرئيس التركي عبدالله جول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوجان”، واضاف “عملنا على صياغة العقوبات، وناقشنا عملنا مع وزراء معنيين، واكتمل عملنا والعقوبات جاهزة وستعلن خلال الساعات المقبلة”. في وقت قالت فيه صحيفة صباح التركية دون ذكر مصادر “إنه سيجري تعليق حسابات الحكومة السورية في البنك المركزي التركي، وستوقف المبيعات الرسمية للدولة السورية، وسيفرض حظر للسفر على الرئيس بشار الأسد وأفراد عائلته”.
واوضح أوغلو “ان بلاده لا تريد بحث خيار عسكري للتدخل في سوريا، وتتمنى ألا يكون مثل هذا التدخل ضروريا أبدا”، إلا أنه أضاف أن تركيا مستعدة لأي سيناريو بما في ذلك إقامة منطقة عازلة لاحتواء اي تدفق جماعي للاجئين”، وقال “إذا بدأ يتدفق مئات الآلاف في اتجاه الحدود العراقية واللبنانية والتركية.. ربما لا يتطلب ذلك من تركيا فحسب، بل من المجتمع الدولي كله اتخاذ بعض الخطوات مثل إقامة منطقة عازلة..لا نريد أن يحدث هذا، لكن علينا أن نبحث هذا السيناريو ونستعد له”.
وقال أوغلو “إن الأسد يرتكب الأخطاء ذاتها التي ارتكبها الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين في القمع الذي لا يسفر سوى عن المزيد من المعارضة”، واضاف “إن دمشق ما زال امامها فرصة لقبول ما اقترحته الجامعة العربية بإيفاد مراقبين دوليين”، مجددا تأكيد “انه ليس هناك اي مجال لبقاء أي نظام يعذب شعبه”.
وقال وزير النقل التركي بينالي يلدريم “إن بلاده ستباشر علاقاتها التجارية مع منطقة الشرق الاوسط عبر العراق في حالة تدهور العنف في سوريا”، وراى “ان العقوبات لن تضر بالشعب السوري”، واضاف “نعتزم إرسال شحنات عبر بوابات حدودية جديدة في العراق إذا تدهورت الأوضاع في سوريا، وسيجري دعم النقل عبر العراق والأردن إلى السعودية واليمن ودول الخليج أكثر والعمل في هذا المسار سيزيد كثافة”. وذكر أن الرحلات الجوية المدنية لن توقف، وستستمر خدمات الخطوط الجوية التركية إلى دمشق لكن تركيا ستواصل فرض حظر للاسلحة على سوريا. بينما قال وزير الطاقة تانر يلدز “إنه لن تفرض قيود على الامداد بالكهرباء لأن هذا احتياج أساسي”.
وفي المقابل، دعت روسيا امس الى الكف عن توجيه انذارات الى سوريا بعد اقرار وزراء الخارجية العرب عقوبات ضدها. ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله “الاهم الآن هو الكف عن التحرك بواسطة الانذارات ومحاولة اعادة الوضع الى العمل السياسي”، مشددا على وجوب ايجاد تسوية سلمية للنزاع على غرار ما حصل في اليمن.
وقال لافروف “ان جميع الدول بما فيها تلك التي تطالب الان باتخاذ اجراءات بحق سوريا كان لها موقف مختلف تماما حيال اليمن، حيث استمرت المفاوضات حول خطة تسوية سلمية اقترحها مجلس التعاون الخليجي على مدى اشهر”، واضاف “في نهاية المطاف وبعد ابداء صبر ومثابرة وممارسة ضغوط مماثلة على جميع اطراف العملية تمكنت الاسرة الدولية من الحصول على توقيع هذه الخطة”.
وشدد لافروف على انه من الضروري اعتماد مثل هذا النهج بالنسبة للمشكلة السورية؛ لأن الانذارات التي تلجا اليها بعض الدول وعلى الاخص الجامعة العربية لا تحل هذه المشكلة. واكد ايضا ان موسكو لن تلتزم بحظر على شحن الاسلحة لسوريا بعد تجربة عمليات القصف على ليبيا، وقال في ختام لقاء مع نظيرته ايسلندية اوسور سكارفيدينسن “انني اصف المقترحات التي نسمعها احيانا حول فرض حظر شامل على شحنات الاسلحة الى سوريا بانها غير نزيهة لأن تطبيق حظر السلاح سيقطع الإمدادات عن حكومة الأسد ولكن ليس عن معارضيه”.
وأضاف “نعلم كيف سارت الأمور في ليبيا عندما طبق حظر السلاح فقط على الجيش الليبي، في حين حصلت المعارضة على السلاح وتحدثت دول مثل فرنسا وقطر علانية عن الأمر بدون خجل”.
وذكرت وكالة الانباء الروسية “ايتار تاس” نقلا عن مصدر عسكري “ان روسيا سترسل اعتبارا من ديسمبر المقبل سفنا حربية الى سوريا”. وقال المصدر في هيئة اركان القوات المسلحة “ان حاملة الطائرات الاميرال كوزنتسوف والسفينة الحربية الاميرال تشاباننكو ستتوجهان على الارجح بعد العاشر من ديسمبر الى المحيط الاطلسي والبحر المتوسط، حيث من المقرر ان تزورا في نهاية ديسمبر مرافئ سوريا”.
المصدر: أنقرة، موسكو