الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف تكسب صديقاًً جيداً؟

كيف تكسب صديقاًً جيداً؟
21 فبراير 2020 03:02

يمتلئ التراث الإنساني بأمثال وحكم تعلي من شأن الصداقة واحدة من أنبل العلاقات الإنسانية.. فالصديق وقت الضيق، والفقير الحقيقي من لا صديق له.. إلا أن إيقاع الحياة العصرية جعلنا أكثر انشغالاً، وتراجعت فرص تكوين صداقات على حساب زمالة العمل أو العلاقات الرسمية أو العابرة.
فما هي الوصفة المثالية التي يمكن اتباعها لتكوين علاقة صداقة جيدة؟

كن -أنت نفسك- صديقاً جيداً!
في كتابه الكلاسيكي «كيف تكسب الأصدقاء؟» ينصحك ديل كارنيجي أن تكون شخصاً يحب الناس صحبته.. أن تسأل الناس عن آرائهم وأفكارهم وتستمع إليهم، لأن الناس يشعرون بشعور طيب عند الحديث عن أنفسهم، ويحبون من يتيح لهم هذه الفرصة.. وينصح أيضاً بجعل مجالستك مصدر مشاعر إيجابية لمن معك، بدلاً من التفرغ للشكوى والتذمر والسلبيات فقط.. لأن الناس ينجذبون تلقائياً إلى من يشعرون بقربه بمشاعر طيبة.. بالإضافة لذلك، إن حدث نقاش حول موضوع ما، حاول أن تفهم وجهة نظر الشخص الآخر، ولا تسع لإفحامه والانتصار عليه في الجدال ليصبح النقاش مصدر تبادل للأفكار، وليس مساحة للصراع.

صادق من يشبه عقله عقلك!
من المفيد توسيع دائرة العلاقات، والتعرف على طيف واسع من الناس، إلا أن صديقك الحميم الذي تثق فيه وتحب قضاء وقت أطول معه، هو من لديك معه «أرضية مشتركة» تسهل التواصل بينكما رغم اختلافكما الطبيعي في أمور أخرى. حسب دراسة نشرت في دورية بيرسونال رليشنشيبس، فإن هذه الأرضية المشتركة قد تكون تشابهاً في القيم أو الاهتمامات أو طريقة التفكير أو الذكريات المشتركة.. هذا يخلق التآلف والترابط، ويساعد في قضاء وقت أطول معاً لا تطغى عليه الخلافات وعدم الانسجام.

افتح قلبك!
حسب نظرية الاختراق الاجتماعي، تبدأ العلاقات بتبادل معلومات شخصية سطحية للتعارف، ثم تنتقل تدريجياً مع زيادة قوة العلاقة، لتبادل معلومات أكثر عمقاً وحميمية وأصدق تعبيراً عن مكنونات النفس.. وهناك دراسات كثيرة تؤكد أن «المكاشفة self disclosure» من مكونات الصداقة الحقيقية.. أي اعتراف الأصدقاء لبعضهم ومصارحتهم بأمور شخصية، في إطار الدردشة والفضفضة وتجاذب أطراف الحديث.. فهذا ليس فقط دليلاً على الصداقة، بل تقوي العلاقة لأنها دليل على الحب والثقة في الشخص الآخر، وتشجع الطرف الآخر على التعبير عن نفسه هو الآخر.. وبالطبع، ينبغي أن تحدث هذه المكاشفة من الطرفين، ومع الشخص المناسب وفي حدودها الملائمة.. كي تنشأ صداقة حقيقية.
كما يجب أن يحدث هذا تدريجياً، لا في وقت مبكر في العلاقة.. فمتى يكون الوقت مناسباً لها؟

219 ساعة!
نحتاج إلى قضاء وقت مع الناس كي تتعمق العلاقة بيننا وتتحول إلى صداقة.. لكن، كم هذا الوقت بالتحديد؟ قام باحثون في جامعة ميدويسترن بحساب عدد الساعات التي يحتاجها المرء لتكوين صداقة جيدة، عن طريق متابعة طلاب التحقوا بالجامعة حديثاً، وأشخاص بالغين انتقلوا لمدينتهم مؤخراً، ليعرفوا كم من الوقت احتاجوا لتكوين صداقات في هذا المكان الجديد.. فوجدوا في تلك الدراسة التي نشرت نتائجها في (جورنال أوف سوشيال آند بيرسونال رليشنشيبس) أن الناس يحتاجون لقضاء عدد معين الساعات لتكوين صديق، لكن الوقت يختلف حسب المرحلة العمرية وحسب قوة هذه العلاقة المرجوة.. فقد استغرق الطلاب 43 ساعة، لتحويل معارفهم إلى صداقة عارضة، بينما تطلب ذلك من البالغين 94 ساعة.. واحتاج الطلاب إلى 57 ساعة للانتقال من الصداقة العابرة إلى الصداقة الحقيقية، بينما يحتاج البالغون في المتوسط إلى 164 ساعة… واحتاج الطلاب 119 ساعة لتحويل الصداقة لصداقة حميمة، بينما احتاج البالغون إلى 219 ساعة لتحقيق ذلك.. وكما تلاحظ، الموضوع أسهل بالنسبة للطلبة، نظراً لوجودهم في مكان واحد بأنشطة مشتركة تقارب بينهم، بينما يكون الأمر أصعب في الحياة العملية..
باختصار، كلما زاد الوقت الذي يقضيه شخصان معاً، أصبحت علاقتهما أقرب.
وفي النهاية، تذكر أن ليس المهم عدد الأصدقاء، بل جودة وعمق هذه الصداقات.. صديق واحد يلبي دعوتك إذا احتجت مساعدته، أفضل من ألف صديق على مواقع التواصل لا يأتون لعيد ميلادك رغم قبولهم الدعوة!

أحداث الحياة
تؤثر أحداث الحياة على مستوى السعادة بالإيجاب أو السلب، ويختلف التأثير حسب نوع الحدث؛ وفاة صديق، أو الإقالة من العمل، أو الترقية، أحداث كبرى تؤثر في مستوى السعادة، لكن أغلب الناس يعتادون التعايش معها تدريجياً.. بينما أحداث مثل وفاة شريك الحياة أو الإفلاس أو الإنجاب، هي أحداث أعمق أثراً تحتاج لمجهود أكبر لتجاوزها.

(نشرت الدراسة في دورية بوبيوليشن هيلث)

صحة المراهق
اكتشف علماء أن المراهقين الذين يشعرون بالرضا عن حياتهم، وبزيادة في مشاعرهم الإيجابية، كانوا يتمتعون بصحة جسدية جيدة مقارنة بغيرهم.. وهو ما يشير للتأثير المتبادل للسعادة على الصحة الجسدية.

(نشرت الدراسة في دورية تشايلد إنديكيتورز ريسيرش)

الذكاء العاطفي
في تجربة علمية، وجد باحثون أن الأشخاص الأذكياء عاطفياً، يكون أداؤهم أفضل من غيرهم في مواجهة الضغوط والمهام الصعبة، لكن بشرط أن يكون لديهم شعور مرتفع بالكفاءة الذاتية والثقة بالنفس.

(نشرت التجربة في دورية بيرسوناليتي آند إندفيديوال ديفرنسيس)

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©