السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صير بني ياس درة «جزر الصحراء» و جنة الفصول الأربعة

صير بني ياس درة «جزر الصحراء» و جنة الفصول الأربعة
28 نوفمبر 2011 00:49
تعتبر جزيرة صير بني ياس واحدة من أكبر الجزر الطبيعية مساحةً في إمارة أبوظبي، وهي القلب النابض لجزر الصحراء، وتعد من المحميات الطبيعية المهمة، وتقع جزيرة صير بني ياس على مسافة 240 كم الى الغرب من أبوظبي وتبعد 9 كم عن رأس جبل دانة، وتوجد بها مجموعة من الجبال العالية وتتميز بعمق قاع البحر، إذ يصل الى حوالى 46 قدماً، مما سهل إقامة ميناء لتصدير البترول الخام المستخرج من حقول مريان وبوحصا في الداخل، والذي تنتهي خطوط أنابيبه عند جبل الظنة على الشاطئ المواجه لجنوب الجزيرة، التي تمتد على مساحة 87 كيلومترًا مربعًا، وتُعد إحدى الوجهات العالمية النادرة، التي تقدم تجربة سياحية شاملة تغطي الجوانب البيئية والترفيهية والرياضية والأثرية أيضًا. والجزيرة واحة صحراوية خضراء وسط مياه الخليج الشفافة، يطلق عليها «جنة الفصول الأربعة»، حيث يمتزج خريف الشجر الحالم، مع ربيع الورود العطرية في الرياض المتنوعة، ويعانق دفء الرمال الساحرة مع حبات المطر في الشتاء. ونظراً لطبيعة أرضها الخصبة ووقوفاً في منطقة بحرية بحرية واسعة المدى، لذا كانت تعتبر مصيف لتمازج التراث فيها مع عبق التاريخ الأصيل. مشروع التخضير الجزيرة اختارها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ لتكون محمية طبيعية مهمة، وأدخلها مشروع التخضير عام 1971 كي يجعل منها واحة غناء وارفة الظلال، وجعل منها حديقة كبيرة هادئة تزهو بكافة أنواع حيوانات الجزيرة العربية الصحراوية والمحمية من الصيد كالظباء والوعول والغزلان التي تتوالد في الجزيرة. فقد شهدت الجزيرة طيلة الأربعة عقود الماضية في ظل دولة الاتحاد، عملاً مكثفاً وجهداً مضنياً للحفاظ على ثرواتها ومقدّراتها، تم البدء بأول برامج تربية الحياة البرية وإكثارها على جزيرة صير بني ياس منذ العام 1971. وفي عام 2009، نقلت هيئة البيئة أكثر من عشرة آلاف حيوان من الجزيرة وإعادتها للحياة البرية، وأصبحت اليوم منتزه للحياة البرية العربية، وموطناً لعشرات الآلاف من الحيوانات والطيور التي تحيا حرة طليقة آمنة في الطبيعة المحمية، حيث يعيش الآن أكثر من 15,000 حيوان اتخذوا من جزيرة صير بني ياس بيتاً لهم. وفيها أيضاً أُستنبتت عدة ملايين من الأشجار والنباتات، واعتمدت برامج للإكثار خاصة بأنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، وتم ترتيب الأنشطة السياحية والترفيهية والاستجمامية. وقد تم تنفيذ مشاريع ضخمة لتطويرها زراعياً وعمرانياً وحضارياً، مما جعلها حديقة مفتوحة ترتع في جنباتها أنواع عديدة من الحيوانات البرية والطيور الجميلة النادرة، وتضم مزارع فسيحة لأجود أنواع الفاكهة والحمضيات مثل البرتقال والعنب والكمثرى والمانجو والتين والمشمش، إضافة الى أشجار النخيل وأشجار الغاف والسدر والأراك وغيرها. والزائر لجزيرة صير بني ياس، بإمكانه الاستمتاع باكتشاف الطبيعة عبر عدد من الأنشطة المشوقة، والمصممة لتعرض البيئة الاستثنائية لها، بدءاً من رحلات المشي على الأقدام في الطبيعة الهادئة مروراً بالإبحار في قوارب صغيرة عبر الممرات المائية، وحتى الاقتراب من الحيوانات الصحراوية عبر رحلات الطبيعة والحياة البرية أو قيادة الدراجات على قمم الجبال. ففي جزر الصحراء تزرع شجرة قرم لكل زائر تطأ قدماه أرض جزيرة صير بني ياس، لفائدها الكبيرة على البيئة حيث تقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء، ولها القدرة على منع تآكل السواحل، وتأمين المأوى والغذاء للأسماك والكائنات البحرية الأخرى. وتضم الجزيره أكثر من 18000 نخلة منتجة للتمور، و2.5 مليون شجرة ونبتة منها شجيرات الزيتون، التي تشتهر بها شواطئ البحر المتوسط. الدير الأثري في ظل الاهتمام السياحي بالجزيرة، أعلن مؤخراً مشروع جزر الصحراء، الوجهة السياحية البيئية الفريدة من نوعها، والتي تقوم بتطويرها شركة التطوير والاستثمار السياحي، عن افتتاح الدير الأثري المسيحي أمام زوار جزيرة صير بني ياس. ويعتبر هذا الدير، الذي يعود إلى القرن السابع الميلادي، الوحيد المكتشف حتى الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي منطقة جنوب شرق شبه الجزيرة العربية. ويتزامن افتتاح هذا الموقع الأثري الجديد، والذي جرى اكتشافه للمرة الأولى عام 1992، مع بدء مرحلة جديدة من عمل علماء الآثار، حيث تم اكتشاف غرف الرهبان والمطابخ وأقفاص الحيوانات وغرف التخزين والساحة والكنيسة، ويعتقد العلماء أن هذا الدير بُني في القرن السابع الميلادي، من كنيسة الشرق المعروفة أيضًا باسم «الكنيسة السريانية الشرقية.»، وأن الاكتشافات الأثرية بالجزيرة تشير إلى أنها استوطنت بالبشر منذ أكثر من 7500 سنة، واكتُشف حتى الآن أكثر من 36 موقعاً أثرياً في الجزيرة منذ أن بدأت أعمال المسح والتنقيب الأثرية في الجزيرة. وتتضمن هذه المكتشفات مدفناً دائرياً يعتقد أنه يعود إلى أربعة آلاف عام، وبرج مراقبة محصن، ومسجداً، وأدلة على وجود نشاط قديم لصناعة اللؤلؤ. وسيتم تقييم هذه المواقع في المستقبل، وسيعمل العلماء لاحقاً على دراسة وتقييم هذه المواقع، وربما استئناف التنقيب فيها ليتم افتتاحها أمام الجمهور. وتتضمن المكتشفات واللُقى الأثرية الثمينة في الموقع حتى الآن أكثر من 15 نوعاً من الفخاريات، إضافة إلى الزجاجيات والأواني المستخدمة في الاحتفالات والشعائر الكنسية وقطع من الجص المزخرف بعناية، مما يوفر لعلماء الآثار كنزاً ثميناً من المعلومات عن سكان جزيرة صير بني ياس في القرن السابع الميلادي وأنماط حياتهم. وهذه التحف الأثرية النفيسة تم حفظها بعناية شديدة لضمان حمايتها، وسيتاح عرضها أمام الزوار في المستقبل. تنوع بيئي فريد تعتبر جزيرة صير بني ياس موطناً لأكثر من 23 فصيلاً من الحيوانات النادرة منها الزرافات وغزال المها العربي الذي يعتبر واحداً من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، ولاتزال الجزيرة موطنأً لأكثر من 500 رأس تجوب المكان بحرية تامة، كما تستوطن الدلافين والسلاحف البحرية، السلاحف البحرية وغزال الرمال، والظبي ذو العلامة السوداء وماعز يوريال والماعز الوحشي، وكائنات أخرى المياه المحيطة بالجزيرة، وتعتبر موطنا مثاليا للطيور البرية المستوطنة والمهاجرة، حيث يتواجد فيها نحو 60 نوعاً من الطيور مثل الفلامنجو، ونورس البحر، وطائر الغاق النادر، والبط ذي الأجنحة السوداء، والزقزاق البري، والنكات، ومالك الحزين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©