قد يكون الوزن أحد العوامل التي ترفع مخاطر الوفاة بعد الخضوع لعملية جراحية، لكن ليس بسبب السمنة أو زيادة الوزن هذه المرة، وإنما بسبب النحافة. فقد كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتمتعون بمؤشرات كتلة جسمية طبيعية أو الذين يُعانون النحافة هم أكثر عُرضة للوفاة بعد عملية جراحية.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد دراستهم بيانات 189,533 من الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية وكانت مخاطر تعرضهم للوفاة معلومة. وأشار الباحثون في دراستهم التي نُشرت في العدد الأخير من مجلة “أرشيف الجراحة” أن 3245 من بين هؤلاء المرضى (1,7%) تُوُفوا في الشهر التالي للجراحة. وقسم الباحثون المرضى إلى خمس مجموعات بناء على مؤشر الكتلة الجسمية لكل واحد منهم بهدف المقارنة. فكانت النتيجة أنْ وجدوا أن الكتلة الجسمية لخُمُس هؤلاء المتوفين كانت أقل من 23,1. وتَجدُر الإشارة إلى أن مؤشر الكتلة الجسمية يُعتبر طبيعياً إذا كان يتراوح ما بين 18,5 و24,9، وزائداً إذا كان ما بين 25 و29,9، وناقصاً (نحافة) إذا كان أقل من 18,5، ومفرطاً (بدانة) إن كان أكثر من 30. وبلغت نسبة المرضى الذين كانت مؤشرات كتلهم الجسمية تقل عن 23,1 ممن تُوُفوا 2,8%، لكنها كانت أقل من 1% لدى من كانت مؤشرات كتلهم الجسمية تصل إلى 35,3 أو أكثر. ولُوحظ أيضاً أن مخاطر وفاة المرضى الذين كانت كتلهم الجسمية تقل عن 23,1 كانت أكبر مما هي عليه لدى من تتراوح كتلهم الجسمية بين 26,3 و29,6. وقد اكتفى الباحثون بعرض نتائج الدراسة التي أنجزوها دون أن يقدموا أية نظريات يمكنها تفسير سبب ارتفاع مخاطر الوفاة لدى المرضى النحيفين أو معتدلي الوزن عقب خضوعهم للجراحة بالمقارنة مع المرضى زائدي الوزن والبُدناء.
عن “واشنطن بوست”