السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدمة العاطفية تنكسر على "صخرة" العمل والمصارحة

الصدمة العاطفية تنكسر على "صخرة" العمل والمصارحة
27 نوفمبر 2011 14:31
يختلف تقبل الصدمات العاطفية من شخص لآخر، على حسب تعامله معها، ففي الوقت الذي ينجح فيه البعض في تخطي هذه الصدمة واستكمال حياته، يواجه آخرون صعوبات في تقبلها وقد يفشلون في التعامل معها.. فكيف نواجه الصدمات العاطفية من وجهة نظر علماء الاجتماع ومواصلة الحياة مرة أخرى؟. تؤكد ناريمان حلمي، 30 عاماً غير متزوجة، أن النساء أكثر عرضة للصدمات العاطفية من الرجال، لأن طبيعتهم العاطفية تجعلهم أكثر عرضة وتأثراً بالصدمات على خلاف الرجل الذي يتعامل مع الصدمة العاطفية على إنها مجرد مرحلة وانتهت من حياته. وتشير ناريمان إلى تعرضها قبل ذلك لصدمة عاطفية بعد قصة حب لمدة عام وانتهت بالفشل، وتعترف أنها كانت تعاني في البداية من أثار الصدمة، لكنها أصبحت أكثر تماسكاً الآن لكنها تخشى دخول تجربة مشابهة تنتهي بنفس المصير المؤلم. أما أكمل نواس، 34 عاماً، فيشير إلى أن اثر الصدمة العاطفية يختلف تبعاً لشخصية كل إنسان، فهناك شخصيات تتعامل مع الصدمة بشكل مبالغ فيه وتعتبرها نهاية لحياتهم حتى أن بعضهم يلجأ للانتحار، في حين يتعامل آخرون معها على أنها تجربة ومرت في حياتهم. ويقول نواس إن فشل التجارب العاطفية في حياة الرجل لا ينتهي من وجهة نظره قبل الدخول في علاقة جديدة، رغم أن الرجل يبدو الأكثر تماسكاً لأنه ليس من السهل أن يعلن عن فشله في تجربة حب. وتعتقد لمياء زيدان، 29 عاماً، أن التغلب على الصدمات العاطفية يكون عن طريق مواجهة النفس بأخطاء العلاقة الفاشلة لأن البعض قد يواجه الصدمة بالهروب ومن ثم يعجز عن احتوائها. وتروي تجربتها مع قصة حب استمرت لمدة عامين، ثم فترة خطوبة لمدة 8 أشهر، حيث كانت تعتبر هذا الخطيب كل حياتها رغم أنها لم تقدر على التغاضي عن ضعف شخصيته الشديد في مواجهة عائلته، حيث انتهت العلاقة بينهما بالانفصال، ولا تنكر معانتها جراء هذا الانفصال إلا أنها استطاعت تخطي صدمتها عن طريق انخراطها بشكل كبير في العمل. ويذهب أحمد نصر الدين، 37 عاماً متزوج، إلى أن المرأة أكثر تأثراً بالصدمات العاطفية لأن الرجل غالباً يكون محور حياتها، على عكس الرجل الذي لا تحتل قصة الحب في قلبه أكثر من جزء، لذا فالرجل هو الأكثر قدرة على تخطي الأزمات العاطفية. ويرى نصر الدين أنه كلما تقدم العمر بالإنسان عموماً، كلما كان أكثر قدرة على مواجهة الصدمات بعكس صغار السن، مثل المراهقين، الذين لا يتقبلون الصدمة العاطفية ويعانون الكثير. وأشارت دراسة أجريت في جامعة "جونز هوبكينز" الآميركية، وشملت 19 شخصاً يعانون من ظاهرة القلوب المحطمة، إلى أن هناك آثار جسدية واضحة نتيجة الصدمة العاطفية ظهرت على هؤلاء تتمثل في ارتفاع مستوى الإفرازات والهرمونات مثل "الأدرينالين" المرتبطة بالتوتر وحدوث اضطرابات في القلب. ويقول د. أيمن بعد الفتاح، أستاذ علم الاجتماع، وأخصائي العلاقات الزوجية، إن آثار الصدمة العاطفية يختلف بالطبع على حسب شخصية كل طرف، وإن كان النساء بشكل عام أكثر عرضة وتأثراً بها، فهناك من يعانى من أثار الصدمة أياماً أو أشهراً، وهناك من يصاب باضطراب نفسي على أثر هذه الصدمة. ويضيف د. عبد الفتاح أنه الأفضل دائماً التحدث عن الأزمة العاطفية والبوح بها مع النفس أولاً كوسيلة لمواجهتها ثم لأحد المقربين، لأن المواجهة تخفف دائماً من وطأة الصدمة، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة إيجاد التفسيرات المنطقية لفشل العلاقة ومواجهة النفس بها أيضاً حتى يتم تفادي الأخطاء التي حدثت في هذه العلاقة في حياتنا المقبلة. ويشير د. ايمن عبد الفتاح، إلى أن رد الفعل المؤقت تجاه الصدمة العاطفية يطلق عليها "الصدمة الاعتيادية"، وهي التي تستمر لفترة قصيرة، في حين أن هناك نوعا آخر من الصدمات يطلق عليها "الصدمة المرضية"، وهي التي تستمر لفترات طويلة ويصاحبها العديد من الانفعالات التي تصل أحياناً إلى الاكتئاب ويرافقها تغيرات عاطفية وسلوكية تجاه الجنس الآخر. ويضيف د. عبد الفتاح، أن ردود الفعل تختلف لمقاومة الصدمة، فهناك من ينشغل بإحياء بعض هواياته القديمة المحببة إلى نفسه، وهناك آخرون ينغمسون في العمل كبديل لهم عن حالة الفقدان التي يتعرضون لها على أثر فشل علاقتهم العاطفية. وينصح د. عبد الفتاح بضرورة النظر إلى الحياة على أنها سلسلة من التجارب الحياتية وأن العاطفة هي ليست كل الحياة بل هي جزء منها، محذراً من انسياق البعض وراء تجارب عاطفية هرباً من فشل تجربتهم الأولى حيث لا يكون الشخص مؤهلاً للاختيار الصحيح، ومن ثم يدخل في تجارب فاشلة مرة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©