الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصديق الحميم و«الشلة» يشكلون الإطار المرجعي للمراهق

الصديق الحميم و«الشلة» يشكلون الإطار المرجعي للمراهق
30 يناير 2011 19:29
أبوظبي (الاتحاد) - تمثل مرحلة المراهقة نقطة انطلاق الفرد من الإطار الأسري الضيق إلى نطاق المجتمع بشكل عام. ليس في العلاقات الفردية التي ترتبط بالآخرين فحسب، بل فيما يتعلق بالنظم الاجتماعية السائدة من عادات وتقاليد وأعراف وغيرها، وقد أطلق بعض العلماء على هذه المرحلة الفطام النفسي، ويقصدون بذلك أن ارتباط الفرد نفسياً بالأسرة يبدأ يقل بشكل كبير، فيبدأ المراهق بالشعور بالارتياح مع أفراد خارج نطاق الأسرة أكثر مما يرتاح مع والديه وإخوته. هذا الانفصال النفسي لا يحدث بشكل مفاجئ إنما بشكل تدريجي. تشير سماح طلال عبدالمولى في «موقع فريق النجاح» إلى أن هناك عدداً من التغيرات والظواهر الاجتماعية في المراهقة، منها ظاهرة الصديق الحميم، وتتمثل هذه الظاهرة في ارتباط المراهق بشخص واحد من خارج الأسرة، هذا الشخص يتميز بأنه يكون مماثلاً له في الجنس ومقارباً له في السن، وتتميز العلاقة بالقوة، وظاهرة الثلة «مجموعة الرفاق»، وتظهر بشكل واضح في النصف الثاني من المراهقة، وخصائص هذه المجموعة التجانس بين أفرادها، فهم من نفس الجنس وأعمارهم متقاربة وخلفياتهم الاجتماعية وميولهم ومستوياتهم الدراسية متقاربة، هذا التجانس يزداد مع الوقت بسبب تأثر بعضهم ببعض ومسايرتهم للسلوك الغالب في المجموعة، وانسحاب الأفراد البعيدين بعض الشيء عن غالبية المجموعة في بعض الصفات. ومحدودية العدد، وأنها شديدة التماسك. وتمارس ضغطاً على أفرادها، فنظرا لحاجة المراهق من الناحية النفسية لهذه المجموعة، نجده مضطراً لمسايرتها في سلوكها حتى لوكان هذا السلوك غير مرض. دور المجموعة تؤدي «الشلة» أو المجموعة دوراً مهماً من الناحية النفسية والاجتماعية لنمو المراهق، ويمكن أن نلخصه في تحرر المراهق من قيود الكبار الحسية والمعنوية. والشعور بأن له قيمة واعتباراً عندما يكون مع المجموعة. وتمنحهم الفرصة للنمو الاجتماعي، وهذا ما يفسر سر تعلق المراهق بمجموعته. ويتلخص دور الآباء والمربين تجاه هذه الظاهرة، بإعطاء الابن المعايير التي على ضوئها ينبغي اختيار الصديق وذلك حتى يتبنى الابن هذه المعايير ويراعيها عند الاحتكاك بالآخرين، وحتى يحدث هذا التبني لابد من تكرار هذه المعايير بين الحين والآخر بطريقة مباشرة وغير مباشرة، كسؤال الطفل عمن يلعب معه. فقد يجد الأب أن ابنه قد ارتبط بمجموعة تبين أن سلوكها غير جيد، فما الأسلوب المناسب للتعامل معها؟ إن ذلك يعتمد على عمر المجموعة، فإذا كانت المجموعة حديثة التشكل، فإن عزل الابن عن المجموعة، أو تفريق المجموعة حل مناسب، شريطة إيجاد بديل لهذه المجموعة يلبي الحاجات النفسية لأفرادها، أما في المجموعات ذات العمر الطويل نوعاً ما فإن سحب أحد أعضاء المجموعة أو تفريقها لن يكون مجدياً ولا بد في هذه الحالة من محاولة إصلاح المجموعة والتأثير على القياديين فيها، وكذلك محاولة التغيير التدريجي في سلوك المجموعة لأنهم سيرفضون أي تدخل مباشر. ويسود اعتقاد بين الناس مفاده أن الأصدقاء هم المؤثرون في حياة المراهق، وأن تأثيرهم يفوق تأثير الأسرة بكثير، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحا في كل الأحوال، لفد بينت الدراسات أن مدى تأثير كل من الأسرة والأصدقاء يعتمد على عدد من العوامل تأتي في مقدمتها ثلاثة عوامل: - طبيعة العلاقة التي تربط المراهق بأسرته، فعندما تكون علاقة المراهق جيدة بأسرته أو لا يشوبها التوتر فإن تأثير الأسرة يكون أقوى. - هناك علاقة طردية بين الوقت الذي يمضيه المراهق مع أسرته ومقدار تأثير الأسرة، إلا أن مجرد كمية الوقت ليست كافية، وإنما نوعية النشاط المتبادل بين المراهق وأسرته، فإذا كان الغالب عليها اللوم والتهديد والاحتقار فلن يكون لهذا الوقت الذي يمضيه المراهق داخل أسرته أي أثر في زيادة تأثيرها فيه. - مجال التأثير: فقد أظهرت الدراسات أن تأثير الأسرة والأصدقاء يختلف من مجال لآخر، ففي مجال الأمور المهمة كالأمور الدينية، والمعتقدات، والأمور التعليمية كنوع المجال الدراسي الذي يلتحق به فإن تأثير الأسرة أقوى، مع الأخذ بالاعتبار ما ورد في العاملين السابقين. أما المجالات الذوقية والمزاجية فإن تأثير الأصدقاء أكبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©