أبوظبي (الاتحاد) - تستضيف مدينة العين فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة "الصقارة"، خلال الفترة من 11 وحتى 17 ديسمبر المقبل، التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات والمجلس البريطاني للصقارة، برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
وقال محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن تنظيم مهرجان البيزرة يأتي احتفاء بتسجيل منظمة اليونيسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وامتداداً لمؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة الأول الذي افتتحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ديسمبر من عام 1976 للمحافظة على الصقارة كأحد أهم ركائز التراث الوطني وإبراز جهود دولة الإمارات في الحفاظ على البيئة وصون التراث.
وأشار إلى أن المهرجان يحتفي أيضاً بتسجيل مدينة العين كجزء من التراث العالمي المادي لليونيسكو، بجانب الترويج لأبوظبي كوجهة مميزة للسياحة الثقافية وكمنبر لحوار الثقافات والشعوب.
من جانبه، أوضح عبدالله القبيسي مدير المهرجان مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الهيئة تكثف استعداداتها التنظيمية واللوجستية والترويجية والإعلاميـة لاستضافة هذا الحدث الفريد الذي وصفه خبراء دوليون بأنه أكبر تجمع للصقـارين في العـالم على مدى التاريخ، خاصة مع تعدد فعالياته التراثية والفنية والثقافيـة والبحثية، وتشير التوقعات إلى أن المهرجان سوف يستقطب الآلاف من الزوار والسياح، فضلاً عن اهتمـام المئات من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
وقال الدكتور نك فوكس المشرف الفني للمهرجان عضو مجلس إدارة جمعية تراث الصقارة في المملكة المتحدة، إن الصقارة لم تشهد يوماً تظاهرة عالمية كبرى مثل هذه، وربما لن تشهد مثلها أبداً، مشيراً إلى أنه توقع مشاركة 65 بلداً فقط تنتشر فيها ممارسة الصقارة، لكن بعد الإعلان عن تنظيم مهرجان الصداقة تلقت إدارته ردوداً من حوالي 80 بلداً، حيث سيشارك ممثلون عن حوالي 75 منها في هذه الدورة ما يجعل المهرجان جديراً بأن يكون "أولمبياد الصقارة".
وتوقع فوكس حضور حوالي 700 صقار من الخارج، لافتاً إلى أن "منتدى الصقارة الدولي" المصاحب للمهرجان هو الأكبر والأوسع نطاقاً حتى الآن بمشاركة حوالي 90 متحدثاً.
من ناحيته، أوضح يفغيني شيرغالين أمين جمعية تراث الصقارة أنه سيتحدث خلال المنتدى حـول جهـود الجمعـية في إتاحة جميع القطع الأثرية المهمة حول تاريخ الصقارة أمام العالم على الإنترنت. مشيراً إلى أنه خلال السنوات الست الماضية حصلت الجمعية على حوالي تسعة آلاف صورة حول الصقارة في 75 بلداً بعضها قديم وفريد من نوعه.
وأضاف أن برنامج الجمعية للمنح في مجال دراسات الصقارة أجرى خلال شهر فبراير الماضي مسحاً إلكترونياً لحوالي ألف صورة للأغلفة وقوائم المحتويات الخاصة بكتب غير صادرة بالإنجليزية موجودة لدى محفوظات الصقارة في ولاية إيداهو الأميركية.
وفي المنتدى الدولي للصقارة المصاحب لفعاليات المهرجان، يتحدث كل من باتريك بيلات وكاترين تساغاراكيس - أوستروفسكي حول إنشاء أرشيف الصقارة في الشرق الأوسط، حيث لا تزال ثروة الشرق الأوسط من المخطوطات المعنية بالصقارة غير مستغلة إلى حد كبير.
ويتحدث أس كنت كارني المدير المؤسس لأرشيفات الصقارة عن الدروس المستقاة من الجهود الأميركية على مدى ربع قرن، حيث يؤكد الاعتراف العالمي بالصقارة في عام 2010 باعتبارها تراثاً ثقافياً معنوياً على مستوى العالم، ويسلط الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على الجزء المعنوي من هذا التراث، ويحمل اعتراف اليونسيكو في طياته متطلبات للاستمرار في صون هذا التراث، حيث يمكن استخدامه لتحسين الجهود المحلية في مجال المحفوظات.
خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية لعبت "أرشيفات الصقارة" كأحد برامج صندوق الشاهين في الولايات المتحدة دوراً متفرداً وفاعلاً في جمع وحفظ الأدلة المادية حول تاريخنا، وهذا الجهد هو الأول من نوعه في الأميركتين، ومؤخراً على مستوى الصقارة في جميع أنحاء العالم.
وتعرض ورقة ياسوكو نيهونماتسو لكتب الصقارة اليابانية التي مثلت أدوات مهمة لتعزيز ثقافة الصقارة في اليابان، وتوضح وجهات نظر اليابانيين الذين يفهمون الصقارة على أنها شكل من أشكال الفن أو الأدب.
وحول تطبيقات تعليم الصقارة عبر شبكة الإنترنت يتحدث لين - تشين هسيانغ عن منتدى الصقارين الصينيين عبر الإنترنت الذي يهدف إلى تناقل التراث الصيني في مجال الصقارة وشرعنة الصقارة في الصين وتعليم الصقارين وتدريبهم على صون الصقور والصقارة، ومن الأهداف الأخرى إنشاء "صيدليات للجوارح" في شرق الصين وغربها وشمالها وجنوبها.