تركيا تحذر من جر سوريا المنطقة إلى الاضطرابات

أكد الرئيس التركي عبد الله جول مجدداً أمس أن سوريا بلغت نقطة اللا عودة في حملة القمع التي يشنها نظام الرئيس بشار الأسد على المتظاهرين المطالبين برحيله. وقال في كلمة أمام مؤسسة ويلتون بارك البريطانية التي تُعنى بالسياسة الخارجية في لندن “للأسف بلغت سوريا نقطة اللا عودة، والمنطقة بأسرها يمكن أن تنجر من جراء الأزمة إلى الاضطرابات وإراقة الدماء”. وقال جول “إن مصير سوريا حيث يلوح شبح حرب أهلية أمر مهم للمنطقة بأسرها إذ تقع سوريا على خطوط تماس طائفية”، وأضاف “في الواقع ليس فقط بالنسبة لسوريا بل أيضاً بالنسبة إلى المنطقة بأسرها، علينا مسؤولية الدفاع عن وحدة الأراضي والوحدة السياسية للبلدان بأي ثمن”. وحذر جول “من أنه لا ينبغي السماح للانقسامات الحديثة والقديمة بين البلدان وداخلها في المنطقة أن تتجذر”، وأضاف “ان تعريف هذا النضال الديموقراطي بموجب خطوط طائفية ودينية وعرقية سيجر المنطقة بأسرها إلى الاضطرابات وإراقة الدماء”. وقال جول “بذلنا جهوداً هائلة في السر والعلن لإقناع الزعامة السورية بقيادة الانتقال الديمقراطي، لكن وعلى الرغم من كل هذا يواصل نظام البعث استخدام القمع والعنف ضد شعبه..العنف يولد العنف، والآن وصلت سوريا للأسف إلى نقطة اللا عودة”. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر في تصريحات بعد لقاء جول مساء أمس الأول “من أن اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا هو أمر محتمل فعلاً”. وأضاف “ان تركيا التي تبنت نهجا حازما جدا حيال سوريا أثبتت والجامعة العربية نهجا قياديا يستحق الترحيب”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر يوفر سبيلا لوضع حد لوحشية هذا النظام الذي أفلس معنويا”. وتابع “على العالم اليوم أن يدعم هذا التحرك عبر ممارسة ضغط على النظام السوري، والوقوف إلى جانب حركات المعارضة التي من شأنها تمثيل جميع السوريين خلال مرحلة انتقالية”. إلى ذلك، أصدرت الحكومة التركية أمس تحذيراً لمواطنيها العائدين من السعودية لتفادي العودة براً عبر سوريا بعد هجوم وقع على حافلة تقل حجاجاً أتراكاً هذا الأسبوع أسفر عن إصابة حاجين بجروح. وقالت وزارة الخارجية في بيان “تواجه سوريا في الوقت الحالي صعوبات في الحفاظ على النظام العام، وهو ما يؤثر سلباً على السلامة على الطرق، وعليه ولأسباب أمنية من الضروري أن يسافر مواطنونا العائدون من الحج جواً، لكن وفي حالة عدم القدرة على تفادي السفر براً يجب إجراء الرحلات عبر سوريا خلال ساعات النهار”. كما نصحت الأتراك بعدم التقاط الصور خلال وجودهم في سوريا والاحتفاظ بالكاميرات والهواتف المحمولة داخل حقائبهم، وقالت إن بعض من التقطوا صوراً في سوريا واجهوا مشكلات.