23 مارس 2009 01:39
تعكف لجنة المد الأحمر في وزارة البيئة والمياه على وضع اللمسات الأخيرة لمشروع الخطة الوطنية لإدارة ظاهرة المد الأحمر، تمهيداً لرفعه الى معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، تحتوى على إجراءات جديدة لحماية محطات تحلية المياه ومعايير لإنشاء المزارع السمكية·
وقال الدكتور سالم الظاهري، مدير عام الهيئة الاتحادية للبيئة رئيس لجنة المد الأحمر، في تصريح لـ '' الاتحاد''، '' المشروع يتضمن إجراءات لحماية محطات تحلية المياه، منها عمل مسح للبحوث والدراسات العلمية المنشورة ذات العلاقة بتأثير المد الأحمر والطحالب الضارة على محطات التحلية''·
وأشار إلى ان إجراءات تشتمل على إعداد دراسة مكتبية لحساب وتقدير كميات السميات الإحيائية في المياه المحلاة المنتجة، واستخدام البيانات الوبائية لتحديد المستويات الفعالة لسموم الهائمات في مياه الشرب·
كما تتضمن تنظيم دورات تدريبية للعاملين في محطات التحلية حول تصنيف، وكيفية استخدام التقنيات الحديثة لتحليل السميات الإحيائية من أجل إجراء الفحوصات اللازمة على مياه مآخذ محطات التحلية، علاوة على إعداد خطة تنفيذية بشأن الإجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها من قبل محطات التحلية·
وفيما يتعلق بمعايير إنشاء المزارع السمكية وحمايتها، ذكر الدكتور الظاهري، أن هذه المعايير تتضمن اقتراح الأماكن المناسبة للاستزراع السمكي مستندة الى الآثار السلبية على الأحياء القاعية والأسماك·
كما تحتوي المعايير على وضع قائمة بأنواع الأسماك المحلية التي تستخدم في صناعة الاستزراع السمكي بحيث تكون مقاومة لظاهرة المد الأحمر، بالإضافة إلى وضع خطة عمل للتعامل مع نفوق الأسماك في الأقفاص وإجراءات التخلص منها بصورة آمنة·
وأشار إلى أن مشروع الخطة يؤكد على أهمية تضافر جهود جميع الجهات المعنية في الدولة، والاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية من أجل الحد من التأثيرات السلبية التي تنطوي عليها هذه الظاهرة·
وأضاف أن المشروع يهدف بصورة أساسية الى حماية صحة الإنسان، وحماية مصادر المياه والثروات البحرية وتنسيق عمليات المراقبة التي تضمن الاستجابة الفورية في حالة حدوث ظاهرة المد الأحمر أو ازدهار الطحالب السامة وحالات نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، إضافة الى توفير البيانات ذات الصلة بالثروة السمكية بصورة تسمح بإدارتها بطريقة كفؤة·
ويهدف مشروع الخطة أيضاً الى حماية وتنمية صناعة الثروة السمكية وحماية المنشآت السياحية والأنظمة البحرية ومصادر المياه ومحطات تحلية المياه، علاوة على تنمية وتأهيل الكوادر الوطنية العاملة في مجال التعامل مع ظاهرة المد الأحمر وتأثيراتها السلبية·
وذكر الدكتور الظاهري أن جميع الجهات المعنية في الدولة ساهمت في وضع مشروع الخطة الوطنية من خلال سلسلة من الاجتماعات التنسيقية كان آخرها الاجتماع الموسع الذي تم عقده في دبي في الأسبوع الماضي وضم حوالي 50 شخصاً يمثلون هذه الجهات·
واشار إلى أن اللجنة ستضع اللمسات الأخيرة على مشروع الخطة فور انتهاء المهلة التي حددها الاجتماع لتلقي ملاحظات وآراء هذه الجهات، والتي ستنتهي يوم الخميس المقبل، ثم تقوم برفعها، بعد تعديلها في ضوء تلك الملاحظات والآراء، الى معالي وزير البيئة والمياه·
ويتكون مشروع الخطة من مجموعة من العناصر الأساسية تتضمن، آلية الاستجابة ومتطلبات المراقبة، وتصنيف السميات الإحيائية وتقييم سمية الأصداف البحرية·
كما يتضمن المشروع تطوير برنامج النمذجة الرقمية واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والتخفيف والوقاية من الآثار الناجمة عن المد الأحمر، ووضع معايير لإنشاء المزارع السمكية وحمايتها من تأثيرات هذه الظاهرة، بالإضافة الى وضع برنامج إرشادي لحماية محطات تحلية المياه ووضع برنامج للاتصال الإعلامي والتعليمي والإرشاد والتوعية والتدريب·
ولم يستبعد الظاهري ان تختفي الظاهرة خلال الأسابيع القادمة ولكن حويصلاتها موجودة بالقاع، أي يمكن ظهورها في حالة توفر المغذيات والظروف البيئة المناسبة لنموها·
وأقر الظاهري بوجود توسع وانتشار لأماكن تواجد الظاهرة، مشيرا إلى أنها ظهرت الأسبوع الماضي مرة أخرى في أم القيوين بينما كانت متركزة خلال الفترة الماضية في منطقة الساحل الشرقي·
ولفت رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المد الأحمر، إلى ان الجهات المعنية اتخذت خطوات عملية للتقليل من تأثيرات الظاهرة، ولم يتم الانتظار حتى إقرار الخطة الوطنية·
وذكر ان هناك العديد من الإجراءات التي اتخذت كحلول عاجلة، منها ما أصدرته لجنة تنظيم الصيد بالساحل الشرقي وجمعيات الصيادين بمنع الصيد من الشاطئ حتى 8 أميال بحرية، وأيضا منعت لجنة تنظيم الصيد برأس الخيمة الصيد في أماكن المد الأحمر ورفع القراقير في المنطقة المتأثرة بالمد·
كـمـا مـــنـــع الصــــيــــد في إمـــــــــــارة أم القيوين من الشاطئ وحتى مسافة 3 أميال·
وأشار الظاهري إلى انه يوجد تنسيق وتواصل مع جميع جمعيات الصيادين لتحريك القراقير إلى أماكن ابعد تفاديا للتأثيرات الخاصة في أماكن المد التي تتركز في الغالب في الأماكن القريبة من الشاطئ·
وتعرف ظاهرة المد الأحمر بأنها عبارة عن هوائم نباتية (طحالب) تتواجد في مياه البحر وتنمو في حالة توافر الظروف البيئية المناسبة، ويؤدي تحلل تلك الهوائم النباتية إلى نفوق الأسماك وأضرار أخرى، وهي في الأصل ظاهرة طبيعية تحدث من آن لآخر في جميع دول المنطقة·
وبدأت الظاهرة في دولة الامارات في شهر سبتمبر من العام الماضي ثم انحسرت في شهر يناير الماضي، لتعاود الظهور مرة أخرى·
المصدر: دبي