حوار: ناصر الجابري (أبوظبي)
أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، أن القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، نجح في تحقيق مجموعة من مستهدفاته الرئيسة خلال العام الماضي، ومنها إطلاق هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي والتي ساهمت في رفع مستوى دخل الأسر، إضافة إلى إنشاء هيئة «معاً» للمساهمات المجتمعية لتعزيز المشاركة المجتمعية، وتفعيل 10 مؤسسات اجتماعية ناشئة لأصحاب الهمم، ضمن برنامج الحاضنة الاجتماعية الأولى.
وكشف معاليه في حوار لـ «الاتحاد»، أن مبادرة «لحظات أبوظبي»، إحدى مبادرات برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، استقطبت أكثر من 321 ألف شخص، بينما قامت الدائرة، انطلاقاً من اختصاصاتها، بتنظيم دور العبادة بترخيص 18 داراً للعبادة خلال العام الماضي وترخيص نحو 170 فعالية، كما تقوم حالياً بمنح إجراءات الترخيص الخاصة بـ 3 غرف عبادة متعددة الأديان لغير المسلمين في أبوظبي.
وأشاد معاليه بتوجيهات القيادة الرشيدة ومتابعتها الحثيثة ودعمها المتواصل للقطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، حيث شهد القطاع نقلة نوعية بالتزامن مع إنشاء دائرة تنمية المجتمع والتي تقوم بالإشراف والمتابعة على ضمان آلية عمل القطاع، والذي يضم 9 جهات رئيسة، تتشارك جميعاً التطلعات والأهداف في تحقيق رؤية الدائرة المتمثلة في تحقيق الحياة الكريمة لجميع أفراد المجتمع، عبر مجموعة من المبادرات والبرامج المختلفة التي تستهدف تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة التي تتواكب مع رؤية أبوظبي 2030 وتتماشى مع رؤية مئوية الإمارات.
وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي: حددنا خلال العام الماضي 3 محاور رئيسة لعمل الدائرة، تتمثل في مستوى معيشة لائق لكافة أفراد المجتمع، وأسرة متماسكة تشكل نواة لمجتمع متسامح وحاضن لشتى فئاته، إضافة إلى مجتمع نشط مسؤول، لافتاً إلى أن تصور الدائرة تجاه السنوات الـ 10 المقبلة يشتمل على عدد من المستهدفات، منها مسكن ملائم لجميع مواطني إمارة أبوظبي، وحياة كريمة لكافة أفراد المجتمع باختلاف الشرائح العمرية، إضافة إلى دور فاعل لجميع أفراد المجتمع.
وأضاف معاليه: من المستهدفات أيضاً أطفال وشباب لديهم الشعور بالأمان والسعادة، باعتبارهم قادة المستقبل والثروة الحقيقية وراية الوطن المستقبلية، إضافة إلى تفعيل دور أصحاب الهمم وإدماجهم مجتمعياً، ومنح فرصة أخرى لذوي الماضي المضطرب لتشجيعهم على العودة للحياة الأسرية المستقرة، وتقديم الدعم اللازم لكبار المواطنين لإشراكهم والاستفادة من خبراتهم وتقدير مكانتهم باعتبارهم الجيل المؤسس، والوصول إلى ترسيخ الثقافة الصحية كأسلوب حياة، نظراً لأن الفرد النشط سيكون قادراً على الإنتاجية والإقبال على مختلف مسارات الحياة، وهو ما يوثر إيجاباً على مستوى جودة حياة الفرد.
وأشار معاليه إلى أن التطلعات تشمل تطوير المواهب الرياضية القادرة على التنافس عالمياً في مختلف المحافل، وهو الأمر الذي يبدأ من المدارس وضمن الشباب، بهدف ترسيخ مكانة الرياضة، لافتاً إلى وجود تطلعات أخرى، منها تفعيل القطاع الثالث الذي يتكون من مؤسسات ربحية تسعى لمصلحة المجتمع، وتكون مساندة في تقديم الخدمات والحلول للتحديات الاجتماعية المختلفة.
إنجازات 2019
وحول إنجازات القطاع الاجتماعي خلال عام، منذ الإطلاق الرسمي لدائرة تنمية المجتمع، قال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي: بهدف تحقيق الحياة الكريمة لكافة أفراد المجتمع، أطلقنا برنامج الدعم الاجتماعي والذي يمثل «شبكة أمان» للأسر المحتاجة التي تغير وضعها المالي لأسباب مختلفة، لافتاً إلى أنه لا توجد عائلة في أبوظبي تقل عن خط الدعم الذي أقررناه، باستثناء الأفراد الذين تعثروا مالياً بسبب تراكم الديون، حيث تمت دراسة كافة الطلبات التي وردت للبرنامج وتقديم الدعم المطلوب للمستفيدين، أما المقترض فالقرض يعد خياراً شخصياً لهم، كما أن الدعم الاجتماعي يحلل مستوى دخل الأسرة كراتب وعائد عام، دون النظر إلى مستوى الاقتطاع من الدخل.
وأشار معاليه إلى أنه تم إطلاق برنامج رحلة أجيال الذي استهدف كبار المواطنين، إضافة إلى «أهل النشاط» لتعزيز مستوى اللياقة الخاص بأصحاب الهمم، كما تعمل 10 مؤسسات اجتماعية منطلقة من الحاضنة الاجتماعية الأولى لخدمة أصحاب الهمم، من إجمالي نحو 360 فكرة تم تقديمها عبر البرنامج في دورته الأولى، كما تم البدء في الدورة الثانية من الحاضنة الاجتماعية وهي الخاصة بالصحة النفسية، كما يوجد صندوق الاستثمار الاجتماعي المعني بتلقي الهبات والمشاركات الاجتماعية من المؤسسات، حيث يتم تسخير العائد منها واستثمارها وتوجيهها للتحديات الاجتماعية.
ولفت معاليه إلى أنه ضمن محور تنظيم دور العبادة وترخيصها، وضعت دائرة تنمية المجتمع كافة السياسات المنظمة لهذا القطاع، كما تم الإشراف على كثير من الإجراءات التشغيلية لدور العبادة ومنها الأنشطة اليومية والتي تعدد منها تصريح رجال الدين العاملين في دور العبادة، والفعاليات الدينية والمجتمعية الخاصة بدور العبادة والتي بلغ عددها 70 تصريحاً خلال 2019، حيث منحت الدائرة 170 ترخيصاً للأنشطة، إضافة إلى ترخيص 18 داراً للعبادة، وتمضي قدماً في دراسة الطلبات المقدمة.
وبين معالي رئيس دائرة تنمية المجتمع أن الدائرة نجحت في تجاوز التوقعات المستهدفة من الفترة التجريبية لمبادرة «لحظات أبوظبي»، حيث فعلت المبادرة في 5 مناطق بدلاً عن منطقتين، حيث تم استقطاب ما يزيد على 321 ألف زائر، وسيتم رفع دراسة للمجلس التنفيذي قريباً تختص بالآثار الاجتماعية التي تم رصدها خلال فترة التنفيذ الماضية، للاستفادة من التجربة الماضية في إعداد المزيد من البرامج المجتمعية وتطويرها ضمن المبادرة.
ولفت معاليه إلى أنه تم تدشين غرفتين للعبادة متعددة الأديان لغير المسلمين في مطار أبوظبي ومستشفى كليفلاند كلينك، كما توجد 3 غرف أخرى تحت الترخيص حالياً، انطلاقاً من جهود الدائرة لتعزيز قيم التسامح والتعايش، كما تم تسجيل نحو 806 من المهنيين ومنشآت الرعاية الاجتماعية والذي يهدف إلى رصد واقع القطاع حالياً، وضمان وجود المهنيين العاملين الذين يتمتعون بالكفاءة والقادرين على منح النصيحة الاجتماعية المطلوبة، وبحث احتياجات المنشآت الاجتماعية ومتطلباتها لتطوير الخدمات المقدمة منها.
دراسات متنوعة
أكد معالي مغير الخييلي، أنه تم الانتهاء من إعداد دراسة استراتيجية أصحاب الهمم وتم رفعها للمجلس التنفيذي للاعتماد، إضافة إلى الانتهاء من إعداد دراسة حول الإدمان وتأثيراتها ووضع استراتيجية بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية، حيث تم رفعها أيضاً للمجلس التنفيذي لمناقشتها، كما تم إعداد دراسة حول التعثر المالي وتراكم الديون، باعتباره عاملاً مؤثراً على طبيعة الأسرة، حيث سيتم استعراض نتائج الدراسة لاحقاً، بعد بحثها مع الجهات المعنية.
وأشار معاليه إلى أنه تم إعداد استراتيجية حول تكاملية الخدمات، بهدف خدمة الإنسان والنظر إلى الحالة باعتبارها حالة شاملة للعائلة، نظراً لدور التكاملية في تعزيز جودة الحياة وتسريع منظومة العمل الخاصة، بما يتوافق مع الرؤى والأهداف الاستراتيجية الخاصة بتقديم الخدمات التي تتواكب مع متطلبات العصر وتتواءم مع توقعات المواطنين.
ودعا معاليه، جميع أفراد المجتمع للمشاركة الفاعلة في تحقيق رؤى وتطلعات القطاع الاجتماعي، حيث يستمر القطاع في مبادراته وبرامجه التي تستهدف الإنسان والأسرة، إضافة إلى الدراسات والبحوث العلمية التي تتبع أقصى معايير المنهجية العلمية في تحديد مستلزمات واحتياجات الأسر المختلفة.