21 نوفمبر 2011 23:40
ينمو قطاع التشييد والبناء في الدولة بنحو 20 % خلال العام الحالي، مقارنة بالعام 2010، وذلك نتيجة استئناف العمل في مشاريع عقارية كبرى وعودة شركات التطوير العقاري إلى طرح مشاريع عقارية جديدة تناسب الاحتياجات الحالية للسوق العقارية، بحسب مشاركين في معرض الخمسة الكبار، الذي بدأ فعالياته في دبي أمس.
وأكد المشاركون أن الإمارات تستحوذ على نسبة تصل إلى نحو 35% من حجم سوق التشييد والبناء في دول الخليج، مشيرين إلى أن الحصة الإجمالية للإمارات والسعودية وقطر تتجاوز نحو 80% من حجم القطاع في المنطقة.
وأضاف هؤلاء، أن المشروعات العملاقة التي تنفذها إمارة أبوظبي في مجال البنية التحتية والتوسع العمراني، ساهمت بشكل رئيسي في دعم مؤشرات الطلب في قطاع التشييد والبناء في الدولة خلال العام الحالي.
وافتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رسمياً معرض الخمسة الكبار “بيج فايف 2011”، الذي يعتبر الحدث الأكبر في صناعة البناء والتشييد في المنطقة ويشارك في فعاليات الدورة الحالية 2500 عارضا من 75 دولة وتستمر فعالياته خلال حتى 24 نوفمبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وتستحوذ الشركات الإمارتية العارضة على 16% من إجمالي المشاركات بواقع 400 شركة، فيما تبلغ نسبة المشاركات الخليجية في المعرض نحو 60%، بواقع 1500 شركة من دول الخليج في فعاليات المعرض.
وقال الدكتور أحمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين ورئيس مجلس إدارة شركة بالحصا للمقاولات في تصريحات لـ”الاتحاد”، إن الإمارات تستحوذ على نسبة تتراوح بين 30 % و35% من حجم سوق التشييد والبناء في دول الخليج، مشيراً إلى أن الحصة الإجمالية للإمارات والسعودية وقطر تتجاوز نحو 80% من حجم القطاع في المنطقة.
وأضاف: إن قطاع التشييد والبناء تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية، لافتاً إلى أن دائرة الأراضي والأملاك في دبي أعلنت مؤخراً أنه من المتوقع استكمال 100 مشروع عقاري خلال العام 2011.
وذكر بالحصا، أن عمليات إعادة الأعمار في ليبيا تشكل فرصا جيدة لشركات المقاولات الإماراتية التي شاركت على مدار العقود الثلاثة الماضية في إحداث طفرة عمرانية غير مسبوقة في الدولة.
وأكد بالحصا أن جمعية المقاولين تشجع شركات المقاولات المحلية على تنفيذ عملية إعادة الإعمار في السوق الليبية، والتي تمر حالياً في المرحلة الانتقالية، مؤكداً على أن الشركات الإماراتية تمتلك الخبرة الكاملة للقيام بالمشاريع بجميع المشاريع الإنشائية؛ نظراً إلى الخبرات الكبيرة التي كونتها خلال السنوات الماضية، والتي جعلتها تمتلك خبرة فريدة ومميزة في هذا المجال.
ومن جانبه، أكد أنيس ساجان المدير الإداري لشركة الدانوب لبيع مواد البناء في تصريحات على هامش مشاركته في فعاليات معرض الخمسة الكبار، أن مبيعات الشركة من مواد البناء خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي نمت بنسبة 25%، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، مستفيدة من افتتاح 10 مستودعات جديدة خلال العام 2011.
وتوقع أن تواصل الشركة نمو مبيعاتها من مواد البناء العام الحالي، لترتفع مبيعاتها حوالي 30% بنهاية العام، مقارنة بالعام 2010، خاصة مع افتتاح المزيد من المستودعات خاصة في أبوظبي ودبي.
وأضاف: أن قطاع التشييد والبناء في الدولة سجل نمواً بواقع 20% خلال الفترة المنقضية من العام الحالي، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، متوقعاً استمرار نسب النمو عند نفس تلك المستويات خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.
وأشار إلى استفادة القطاع من استمرار تنفيذ المشاريع العقارية الكبرى في إمارة أبوظبي واستئناف العمل في مشاريع عقارية في دبي وعودة شركات التطوير العقاري إلى طرح مشاريع عقارية جديدة تناسب الاحتياجات الحالية للسوق العقارية.
وقال ازدشير خليل مدير عام شركة الفنار لتجارة المعدات والآليات الثقيلة ووكيل شركة “كيه في إم”، الدنماركية، إن الطلب على معدات تصنيع مواد البناء في الإمارات وحدها ارتفع بنسبة تتراوح بين 20 % و 25% خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي، مضيفاً أن منطقة الشرق الأوسط وخاصة الخليج كانت الأسرع عالميا في تجاوز تداعيات الأزمة واستعادة عافيتها خلال العامين الماضيين؛ نظراً لضخامة المشاريع العقارية الجاري تنفيذها في كل من الإمارات والسعودية قطر.
وأوضح أن ارتفاع مستويات الطلب على معدات البناء لم يأت مصحوبا بارتفاع مماثل في أسعار بيع أو تأجير المعدات ومنتجات ومصانع البلوك والأسفلت والقوالب نتيجة زيادة المعروض واحتدام المنافسة في السوق، لافتاً إلى أن السوقين الإماراتية والسعودية تشهدان أعلى معدل طلب على هذه المنتجات في المنطقة التي تتنافس عليها كبرى الشركات الأوروبية.
وذكر أن مشروعات البنية التحتية التي تنفذها دول المنطقة وخصوصاً الإمارات، فضلاً عن الاستثمارات التي يتم ضخها من قبل شركات القطاع الخاص، ستدعم مستويات الطلب والنمو خلال العامين المقبلين لتصل إلى معدلاتها الطبيعة التي تم تسجيلها قبل بداية الأزمة.
ولفت إلى أن مشاركة أكثر من 2500 عارضاً من 75 دولة في معرض الخمسة الكبار تعد مؤشراً قوياً على أهمية المنطقة ودورها الحيوي في مشروعات التشييد والبناء في الإمارات ومنطقة الخليج، حيث تتسابق الشركات العارضة على استعراض إمكانياتها لتلبية حاجة صناعة التشييد والبناء.
وأكد: أن المشروعات التي تنفذها إمارة أبوظبي خصوصاً في مجال البنى التحتية والتوسع العمراني ومشروعات تطوير جزر السعديات وياس والريم، تدعم مؤشرات الطلب في قطاع التشييد والبناء بشكل كبير.
ومن ناحية أخرى، يقدم المعرض عناصر جديدة ذات قيمة مضافة على مدار أربعة أيام، مع تنظيم 130 ندوة مجانية حول المنتجات، تتضمن الجديد من ابتكارات المنتجات، من بينها أبحاث ودراسة حالات واقعية.
كما يشهد المعرض مبادرة جديد تحت اسم “مؤتمر البناء الأخضر” لعام 2011 الذي يبدأ فعالياته اليوم، حيث يناقش بعض الخبراء البارزين قضية الاستدامة في تشييد المباني، وأفضل الأساليب والحلول للمستقبل.
ويلقي الخطاب الرئيسي في الافتتاح كل من: أدريان سميث، مدير شركة أدريان سميث أند جوردون جيل للهندسة المعمارية، وتتضمن أعماله معالم معمارية معروفة كبرج جين ماو في شنغهاي، روس ووف في بوسطن، وبرج خليفة بدبي، إلى جانب جان ميشيل كوستو، المستكشف البحري والناشط البيئي ومخرج الأفلام والتربوي.
وقال آندي وايت، مدير الفعاليات في معرض بيج فايف “إن معرض الخمسة الكبار “بيج فايف” يشكل معيارا لصناعة البناء والتشييد من حيث التوجه، والأداء، والمنظور”، مشيراً إلى تركيز المعرض على المنتجات المبتكرة والقادرة على الاستمرار.
وتابع: إن الشركة المنظمة للمعرض حرصت على تقديم عدد من الشروحات والتقارير التي تضمن قيما مضافة حقيقية للمشاركين، عازياً نمو عدد المشاركات في المعرض إلى تزايد أهمية منطقة الشرق الأوسط في مجال صناعة البناء والتشييد الدولية وضخامة المشاريع التي تشهدها الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر، ما يمثل فرصا هائلة لقطاعات التشييد والبناء المختلفة.
وأضاف: أن العديد من الشركات الأوروبية تتطلع إلى تصدير منتجاتها إلى الشرق الأوسط، لذلك فإن معرض الخمسة الكبار سيخصص حلقات نقاشية خاصة للشركات العالمية التي تتطلع للحصول على معلومات حول كيفية استخراج الرخص التجارية واعتماد اتفاقات التوزيع المختلفة وغيرها من الإجراءات التي تسهل من مهمتهم في مجال التصدير.
وتوقع مدير الفعاليات في معرض الخمسة الكبار أن يتجاوز عدد الزائرين للدورة الحالية للمعرض 50 ألف زائر، وهو الرقم الأعلى منذ انطلاق فعاليات المعرض الذي انطلق منذ أكثر من 30 عاماً، مستندا في ذلك إلى ضخامة عدد الشركات العارضة ووجود أكثر من 29 جناحاً وطنياً من 77 دولة.
ولفت إلى أن الشركة المنظمة للمعرض لم تقدم أية خصومات للعارضين خلال الدورة الحالية، حيث تم التركيز على مضاعفة القيمة المضافة المقدمة للعارضين، حيث يوفر المعرض بيئة مثالية لتبادل المعلومات والخبرات ومساعدة المشاركين على ابتكار الحلول.
المصدر: دبي