23 مارس 2009 00:55
«الله يسلم الاياويد» عبارة ترددها أمي كلما سمعت عن حادث سيارة ما، تتمنى أن يبقى الناس بخير، وليست بالطبع الوحيدة، فالكل يتمنى أن لا تحصل أي حوادث مرورية، وما أسابيع المرور السنوية والقوانين المشددة يوماً فيوماً إلا تأكيد على هذا التوجه.
في كل عام تصدر تشريعات جديدة لردع المتهورين، مع ذلك هناك أمور لا تراعى عند وضع القوانين، فمثلاً تغطي شركة «ساعد» الحوادث الطفيفة في شوارع أبوظبي الخارجية، وبحجة «لولا إهمال المتسبب لما حصل الحادث»، فرضت رسما قدره 500 درهم على المتسبب، كلام جميل لكنها حجة غير مقنعة لعدة أسباب فلا أحد أبداً يرغب بالتسبب في حادث، ثم إن المبلغ كبير على بعض فئات مستخدمي الطرق ممن يعملون في مهن بسيطة أو بالنسبة لسائقي المنازل، والأهم أنه يطبق حتى على المتضررين من حوادث ضد مجهول!
فمثلاً بينما كان أحد الأشخاص عائداً من دبي إلى أبوظبي قبل فترة وفي منطقة «سيح شعيب»، صدمته قطعة معدنية طارت بالتأكيد من إحدى الشاحنات أمامه، تفاجأ بها وتوقف ليتصل بالشرطة الذين أرسلوا له دورية «ساعد» وطلبوا منه دفع 500 درهم! ولأن العطب الذي أصاب سيارته لا يمكن إصلاحه دون تقرير الشرطة دفع المبلغ صاغراً ساخطاً متبرماً.
هذا في ما يخص «ساعد»، فما بالكم بالأمور الأخرى مثل المخالفات التي أصبحت رسومها تقض المضاجع بسبب الرادارات المتحركة التي تخالف بسرعات منخفضة بحجة صيانة الشارع، أما يكفي أن التحويلات المرورية صارت كعنق الزجاجة الذي يحتجز الناس كل صباح فتأتي الرادارات لتقتص من جيوبهم.
ومؤخرا شن رجال المرور حملة على تلوين زجاج السيارات «المخفي»، ولهم العذر في ذلك ما داموا يرتكزون على القانون، لكن وكما يبدو نسي إخوتنا في الشرطة إعلام الناس بالحملة التفتيشية هذا أولا وقرروا معاقبة من يزيد تلوين زجاج سيارته على 30? بنفس العقوبة التي تحرر على من يلون سيارته 100? «شامل» كل زجاج السيارة !
لسنا ضد نظام السير والمرور، ولا نريد إلا أن تكون الحركة المرورية «انسيابية» وجيدة في كل مكان، لكننا نتمنى أن تخطط آليات تنفيذ القرارات وأن تصاغ بما يراعي الجميع النظام والشوارع ومستخدمي الطرق، «والله يسلم الأياويد».
فتحية البلوشي