29 يناير 2011 22:29
فورت بينينج (أ ف ب) - باتت الفاكهة والحليب تحل مكان المشروبات الغازية والحلويات؛ فيعتاد الجنود الجدد في بعض القواعد العسكرية الأميركية على تناول أطعمة صحية حتى يصبحوا جنودا أكثر كفاءة، هم الذين كانوا لا يزالون قبل بضعة أسابيع من مستهلكي المأكولات الجاهزة والسريعة. وفي أحد مقاصف معسكر فورت بينين في ولاية جورجيا (الجنوب)، يمر الجنود حاملين بنادقهم بنظام أمام أطباق الفطور المعروضة وسط صمت تام.
والمجندون يبلغون بالكاد العشرين من عمرهم يعكسون صورة مجتمع مصاب بالبدانة يتجه أكثر فأكثر إلى عدم الحركة، ويستفيدون من مساعدة ثمينة جدا لاختيار وجبة متوازنة؛ فالبطاقات الخضراء والصفراء والحمراء تشير إلى القيمة الغذائية للأطعمة. فهنا العنب والتفاح والشمام المقطع مسبقا مع بطاقة خضراء. أما البيض المخفوق الذي يبقى دائما متوافرا، فقد زود ببطاقة صفراء تماما كما اللحم المقدد إذ هو مصنع من الحبش وليس من الخنزير المشبع بالدهون. لكن الحلويات اختفت والبطاقات الحمراء النادرة لا نجدها إلا مع الأجبان.
وبعد ساعة من التمارين البدنية في الهواء الطلق في حين أن الشمس لم تشرق بعد، تكون أطباق الجنود ممتلئة بما توفر. ويبدو أن الجنود تعلموا الدرس، فراحوا يتناولون الفواكه واللبن والحبوب. وقبل أن ينخرطوا في صفوف الجيش، وكان هؤلاء يقصدون مطاعم الوجبات السريعة «من أربع إلى سبع مرات أسبوعيا. الأمر الذي يعني استهلاكا كبيرا للدهون»، بحسب ما يقول مستهجنا الجنرال مارك هرتلينج المسؤول عن هذا البرنامج في قيادة التدريب والعقيدة.
وكان سلاح البر انطلق في هذا البرنامج بعدما لاحظ أن اللياقة البدنية للمجندين تدهورت منذ حوالي عشر سنوات عندما ارتفعت نسبة البدانة بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 24 عاما من 14% إلى 23%.
ويشرح الجنرال هرتلينج أنه «في أواسط التسعينيات، تخلت غالبية المدارس الابتدائية والثانوية في الولايات المتحدة عن الحصص الإلزامية للتربية البدنية. وفي الفترة الزمنية نفسها ومع انتشار ألعاب الفيديو، راح الناس يستخدمون أصابعهم في اللعب بدلا من الركض والقفز». ويضيف «اليوم ثلاثة أرباع الأشخاص الذين هم في سن الالتحاق بالجندية، لا يستطيعون ذلك نظرا لعدم تحصيلهم التعليم اللازم على خلفية ماض إجرامي أو مشاكل عقلية. أما ربع هؤلاء فلا يستطيعون الالتحاق لأنهم لا يملكون اللياقة البدنية المناسبة».
من جهته، يلفت روبرت بودنيك، القيم على مطعم المعسكر، إلى أن مجندا واحدا من أصل خمسة يحتاج إلى خسارة بعض الوزن، بعد دخوله إلى السلك العسكري. ويبدو النظام الغذائي العسكري الجديد فعالا.