29 يناير 2011 22:03
على مالكي الحيوانات الأليفة التي تعيش في المنازل مسؤولية لناحية وضعها الصحي ومخلفاتها في المنزل وخارجه، وهذا ما أدركه طوني مع الوقت، إلى أن برز مجدداً اهتمام بلدية أبوظبي بالتوعية حول مخاطر عدم العناية الصحية والبيئية لدى مالكي الكلاب على المجتمع ككلّ، ولذلك أسبابه الصحية والطبية التي تشرحها لنا مديرة مستشفى أبوظبي للصقور الطبيبة البيطرية الدكتورة مارجيت مولر.
تقول مولر «فضلات الكلاب ليست بالمسألة العابرة وأن تركها في الطرقات من دون مسؤولية يسبّب انتقال الديدان وبويضاتها إلى الإنسان، خصوصاً الصغار الذين لا يتنبّهون لما يلمسونه».
جدية التعاون
تؤكد بلدية أبوظبي جدّيتها في التعامل مع اللامسؤولية، التي يمارسها من دون إدراك، مالكو الحيوانات المنزلية، وهي بناء على اهتمامها بالمحافظة على المدينة وعلى المقيمين فيها، بدأت بإعلانات توعية تصل إلى فرض غرامات على المخالفين، كما تؤكد مستشفى أبوظبي للصقور في مركزها لرعاية الحيوانات المنزلية أهمية متابعة كل حيوان أليف في المنزل صحياً والالتزام بتأمين اللقاحات وعدم ترك مخلفاته وراءنا من دون تحمّل المسؤولية.
ويقول مصدر من بلدية مدينة أبوظبي إنها تحرص على «جعل العاصمة واحدة من أفضل المدن في العالم وتعمل على توفير مستوى معيشة عالي الجودة لكل سكانها وزوارها، وتبذل البلدية في هذا المجال، جهوداً حثيثة للحفاظ على مظهر المدينة ونظافتها والتوعية بأهمية المشاركة المجتمعية لتأمين بيئة نظيفة وآمنة مستدامة لجميع أفراد المجتمع وممتلكاتهم بما في ذلك الحيوانات الأليفة التي يقتنونها، فخصصت أماكن لترييضها تكون آمنة ومناسبة بما ينسجم مع جهود البلدية في تحقيق بيئة مستدامة نظيفة وآمنة».
وإزاء حرص البلدية على تأمين الراحة لكل مرتادي الأماكن العامة، غير ممانعة من اصطحاب الكلاب إلى تلك الأماكن، شرط الالتزام بالقانون، ويشير المصدر إلى أن الهدف من فرض البلدية على مالكي الكلاب مثلاً ربطها بحزام أثناء اصطحابها يعود إلى تجنّب التسبب بإزعاج مرتادي تلك الأماكن، وكذلك لسلامة الكلاب نفسها خشية أن تخرج إلى الشارع وتقع ضحية حوادث دهس أو أن تضل طريقها وتصبح سائبة في الطريق، ومن المتعارف عليه أن هذه الحيوانات اعتادت على نمط من المعيشة والرفاهية ولا تستطيع التأقلم والعيش في الطرقات ما يشكّل خطراً عليها».
وإذ تحرص بلدية مدينة أبوظبي على نظافة البيئة والأماكن العامة حماية للمجتمع ومحافظة على سلامته، فإنها تعتبر ترك مخلفات الحيوانات الأليفة على الأرصفة والطرقات سبباً رئيسياً لتجمع الحشرات والذباب والديدان، كما أن هذه المخلفات (فضلات الكلاب مثلاً) بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والديدان والتي بدورها تنقل التلوث إلى أماكن أخرى مما يشكل ضرراً للبيئة والمجتمع.
إجراءت سلامة
ترى البلدية «إن الأضرار الصحية تكمن في انتقال المسببات المرضية من مخلفات هذه الحيوانات إلى الإنسان، خصوصاً الأطفال أثناء اللعب على العشب الأخضر أو الأرصفة فهذه المخلفات تحتوي على جراثيم وبيض طفيليات خطرة على صحة الإنسان إذا تلوث بها طعامه أو شرابه، وقد توجد هذه المخلفات على الشواطئ وبين الأعشاب في الحدائق مما يسهل وصولها إلى مرتادي هذه الأماكن العامة، كما أن هذه المخلفات تتسبب بنقل الأمراض بين الكلاب نفسها وهذا يعتبر من الأضرار الصحية الخطيرة».
من المتعارف عليه، أن كل مالك لحيوان أليف مهما كان نوعه، عليه إخضاعه للفحوص الدورية وبانتظام، فضلاً عن تلقيحه باللقاحات المتعارف عليها لدى الأطباء البيطريين، وتنصح البلدية في هذا المجال مقتني الكلاب والحيوانات الأليفة ضرورة إخضاعها لفحوص طبية وإعطائها التحصينات اللازمة حسب نصيحة الأطباء البيطريين وذلك لسلامة أصحاب هذه الحيوانات وعائلاتهم، خشية أن تنتقل إليهم بعض الأمراض التي قد تحملها هذه الحيوانات.
وفي جديد عمل البلدية في هذا المجال، سعيها لتنظيم إجراءات امتلاك الكلاب والحيوانات الأليفة، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وهذا يشمل التحصينات الدورية والتسجيل ووضع الشرائح الإلكترونية وذلك للمحافظة على الحيوانات بصحة جيدة ولحماية صحة الإنسان والمجتمع والبيئة.
وتؤكد البلدية أن أي إجراء تتخذه يهدف لتأمين صحة وسلامة المجتمع والمحافظة على المرافق العامة ليستفيد منها الجميع، لذا فالغرامات والمخالفات ليست هدفاً، وإنما وسيلة للحد من التجاوزات ومنعها، وأن من يتجاوز ويتسبب بضرر للبيئة والمجتمع سيكون عرضة لاتخاذ إجراءات جزائية بحقه والتي تشمل الإنذارات أو الغرامات المادية إذا اقتضى الأمر.
مربو الحيوانات
يقيم طوني مارتين بعيداً - نوعاً ما - عن الحدائق العامة والكورنيش، حيث المجال ليس مفتوحاً للتنزه مع الكلبة التي اقتناها صغيرة من محل لبيع الحيوانات الأليفة قبل عامين، ومذ دخلت الكلبة «لوسي» إلى منزل الزوجين طوني وفايزة انقلب نظامهما الروتيني رأساً على عقب.
طوني وبعد عامين من اقتناء لوسي والاهتمام بها مع زوجته، ينتظر حالياً قدوم مولوده الأول، ولا يبدي أي تخوّف من لوسي على صحة مولوده. ويقول طوني «لقد التزمت تماماً بما ينصح به الأطباء البيطريين، وبالإضافة إلى اللقاحات ثمة علاجات دورية للديدان في جسمها، كما أننا نحافظ على نظافتها ونلتزم بمسؤولية اقتنائنا لها. لقد اشتريتها من أحد المحال وكانت صغيرة ومنذ البداية كانت لديها الشريحة الإلكترونية المزروعة في رقبتها والتي تعرّف بنوعها وسنها وبتاريخها الطبي».
ويضيف «كانت البداية عبء، إذ على المرء أن يتحمّل عبء التنزه مع الكلبة لأربع مرات في اليوم، صباحاً وعند العودة من العمل ومساء وقبل أن أنام، إنه ليس بالأمر السهل. كما هناك الفحوص الدورية لدى الطبيب البيطري، والقراءات التي أجريناها أنا وزوجتي حول أفضل الأساليب للعناية بالكلبة. حين أقوم بتنزيهها أربطها بالحزام فثمة من يخافون من الكلبة إذا ما انطلقت من دون حزام في الشارع، مع أنني أعرف أنها لن تهرب منّا وقد تعوّدت كثيراً علينا. كما أحمل دوماً العدّة الخاصة بفضلات الكلاب، فلا أدعها تقوم بقضاء حاجتها على الرصيف أو على التراب أبداً وقد درّبتها انتظار وضع الكيس البلاستيكي كي تقضي حاجتها، فأربطه جيداً وأرميه في حاوية النفايات».
أما لماذا يهتم بهذا الأمر، فهذا لأن طوني وفايزة أيضاً قرآ عن الضرر الذي يسبّبه بقاء الفضلات أو اختلاطه بالتراب والعشب وبالتالي احتمال تعرّض الأطفال له وقد يحتوي على ديدان تسبّب لهم الأمراض.
من هنا، لا يبدي طوني تخوفاً من بقاء الكلبة لوسي في المنزل مع قدوم المولود الجديد، وذلك لإحاطته تماماً بكل المعلومات المتعلقة بالصحة العامة والبيئة المحيطة.
صناديق خاصة
أسوة بمعظم المدن الأوروبية الكبيرة، تقترح الدكتورة مارجيت مولر، مديرة مستشفى أبوظبي للصقور والذي يضمّ مركز العناية بالحيوانات الأليفة، أن تقوم بلدية أبوظبي بوضع صناديق خاصة لرمي فضلات الكلاب لتشجيع مقتني الكلاب على تحمّل المسؤولية ورمي الكيس البلاستيكي الذي يحتوي على الفضلات في هذه الصناديق دون سواها، معتبرة أن هذا الإجراء بسيط جداً وسهل تطبيقه في أبوظبي، وله مفاعيله الإيجابية المهمّة في إطار المحافظة على صحة القاطنين في المدينة وعلى بيئة نظيفة.
وتشير الدكتورة مولر إلى أن فضلات الكلاب مسألة مهمّة جداً وليست عابرة، لأنها قد تحتوي على ديدان، خصوصاً إذا كان مقتنو الكلاب لا يقومون بإعطاء حيواناتهم المضادات للديدان بشكل دوري كي يريحوا الكلاب من الديدان وبيوضها. وتقول «من الجانب الصحي، إذا لمس الأولاد عرضاً فضلات الكلاب وهم يلعبون في الأماكن العامة وفي الحدائق ووضعوا أيديهم في فمهم أو حتى ابتلعوا من الفضلات - ونعرف أن الأولاد يقومون أحياناً بوضع أشياء كثيرة في أفواههم ويبتلعونها- فإنهم سيتعرضون لهذه الديدان وبيوضها ويصابون بالمرض».
وتؤكد أن تنظيف الكلاب الدوري من الديدان عبر المضادات التي تعطى لها لن يعرّض المحيط للخطر، ولكن هذا لا يمنع أن يتحمّل مقتنو الكلاب المسؤولية بشكل عام ويدربون كلابهم على عدم قضاء الحاجة على الأرصفة وفي الأماكن العامة المكتظة بالناس أو في الحدائق على الأعشاب، وإلا عليهم تعويدها انتظار صاحبها لوضع الأكياس البلاستيكية المخصصة للكلاب، فحتى لو كنّا متأكدين أن فضلات الكلاب لا تحتوي على الديدان وبيوض الديدان، يجب الالتزام بعدم الإساءة للبيئة وللنظافة العامة بشكل عام، وهذه مسؤولية على مقتني الكلاب أن يلتزم بها وإلا فليستغني عن فكرة اقتناء كلب وتعريض نفسه وعائلته والمحيط للمخاطر».
المصدر: أبوظبي