29 يناير 2011 21:58
تمثل زيادة أسعار الوقود عبئاً مستمراً على كاهل قطاع النقل الجوي، لكن من المفترض أن تساعد الجهود المبذولة لإلقاء هذه التكاليف على عاتق المسافرين، في المحافظة على وتيرة التعافي التي بدأت منذ أواخر العام 2009، بالرغم من هشاشتها.
ويقول ريتشارد أندرسون المدير التنفيذي لشركة “دلتا” للطيران “تعتبر الزيادة المتسارعة في أسعار الوقود منذ شهر سبتمبر، من أكبر القضايا التي نواجهها في الوقت الراهن. وعلى ضوء الأسعار الحالية، من المنتظر أن تضيف هذه الزيادة نحو مليار دولار إلى تكاليف الشركة في العام 2011”.
وسعت خطوط الطيران جاهدة في غضون العامين الماضيين للعودة إلى مربع الأرباح بفضل تعافي الاقتصاد العالمي المعتدل، حيث تتطلب حركة السفر وأسعار التذاكر انتعاش أقوى.
وأعلنت “دلتا” مؤخراً عن صافي دخل بلغ نحو 19 مليون دولار في الربع الأخير من 2010، أي بنسبة 2% للسهم الواحد، مقارنة بخسارة 25 مليون دولار أو 3% للسهم الواحد في السنة الماضية. وتجاوزت الأرباح توقعات المحليين بنسبة صغيرة، بينما كان أداء المبيعات قوياً بارتفاعه 14% إلى 7,8 مليار دولار. وتفيد الأنباء الواردة في وسائل الإعلام إلى انخفاض أسهم “دلتا” إلى 12,12 دولار للسهم.
ويتوقع المحللون أن تبلغ أرباح خطوط الطيران الأميركية مجتمعة نحو 400 مليون دولار. وأشار “اتحاد النقل الجوي العالمي” في آخر تقاريره، إلى أنه بينما تستمر دورة أرباح خطوط الطيران عادة بين 7 إلى 10 سنوات، فمن المتوقع أن يعوق ارتفاع أسعار وقود الطائرات والنفط، النمو السلس الذي من المتوقع أن يشهده العام 2011.
ويتوقع الاتحاد تراجع أرباح القطاع من 15,1 مليار دولار في 2010، إلى 9.1 مليار دولار في العام الجاري في ظل ارتفاع أسعار النفط من 79 دولاراً للبرميل، إلى متوسط سعر يبلغ نحو 84 دولاراً للبرميل الواحد.
ومن المعروف أن خطوط الطيران تملك مساحة واسعة للمناورة، حيث التزمت شركات عديدة بخفض الأسعار من خلال عمليات التحوط، وأن زيادة الكفاءة في تسيير الطائرات ستوفر فرصاً للادخار كفيلة بتعويض ارتفاع أسعار الوقود.
وتخطط “دلتا” إلى إيقاف 100 طائرة أخرى من أسطولها عن العمل معظمها من فئة 50 مقعداً التي تستخدم في الرحلات المحلية وذلك خلال فترة العام ونصف القادمة، بالإضافة إلى عدد الطائرات البالغ 100 طائرة التي أوقفتها بالفعل في العامين الماضيين.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت “دلتا” أنها بصدد طلب ما بين 100 إلى 200 طائرة صغيرة لتحل محل القديمة في أسطولها الذي يضم أقدم الطائرات العاملة في قطاع الطيران الأميركي.
وفي حالة مقدرة قطاع الطيران المحافظة على توفير العرض واستمرار الاقتصاد في مسيرة التعافي، يتوقع مايكل لينبيرج الاقتصادي في “دويتشه بنك” أن “يستوعب القطاع معظم الزيادات التي تحدث في أسعار الوقود من خلال رفع أسعار النقل الجوي”.
وقامت خطوط الطيران الأميركية في الشهر الماضي بزيادة أسعار تذاكر الرحلات الداخلية بنحو ثلاث أضعاف، ونحو 50 دولاراً على الرحلات الدولية قبيل حلول أعياد الكريسماس.
ويقول بعض المحللين في “جي بي مورجان” إنه وفي حالة بقاء أسعار النفط عند متوسط 80 دولاراً للبرميل، ربما لا يزال في مقدور خطوط الطيران تحقيق أرباح كبيرة. أما إذا بلغت الأسعار 100 إلى 120 دولاراً للبرميل، فليس أمام شركات الطيران خيار غير المكافحة من أجل البقاء في القطاع.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
ترجمة: حسونة الطيب