محمد عبدالسميع (الشارقة)
قدمت فرقة مسرح أوال البحرينية مشاركتها في مهرجان المسرح الخليجي في دورته الثالثة، حيث عرضت على مسرح قصر الثقافة بالشارقة، أمس الأول، مسرحية «نوح العين» من تأليف الكاتب جمال الصقر وإخراج أنور أحمد وتمثيل: أحمد مبارك، وحسن عبدالرحيم، وعبدالله وليد، ويعقوب القوز، وياسين قازاني، ومنى فيروز، وحمد عتيق، ومحمد سعد، وعبدالله سويد.
«نوح العين» عرض من المسرح الواقعي الاجتماعي، يمزج بين أصول الكتابة الدرامية والإبداع في الخروج عنها من دون أي تنظيرات، يناقش قضية اجتماعية من خلال العودة إلى الزمن، ويصور الحياة الاجتماعية بقصد بيان الصراع وتطور الحدث الدرامي، نستحضر فيه حياة الآباء والأجداد، ونتعرف إلى واقع اجتماعي سادته قيم ومواقف مليئة بالمروءة والشهامة التي افتقدنا منها الكثير في عصرنا الحاضر، ونحن في أشد الحاجة إلى استعادتها والتمسك بها.
تحكي المسرحية عن «السقا» و«العين»، تلك العلاقة الكبيرة التي ربطت «السقاي»، جسد دوره «أحمد مبارك»، ببئر الماء في «الفريج»، والذي يقوم بعمله بصورة يومية وبهمة عالية ليوفر لأهالي المنطقة ما يحتاجونه من المياه العذبة، والسقا كان يلعب دوراً اقتصادياً محورياً، فإذا غاب توقفت معه حياة الفرجان، كما أنه لم يتوقف عن عمله هذا حتى في أحلك الظروف التي مر بها سكان المكان، بل وكان في أحايين كثيرة يوزع الماء على الناس دون مقابل. كان يحب عمله الذي ارتبط به بشكل عجيب، وعرف بين الناس بأنه رجل شهم، وفيّ، يحب الخير ويتمتع بأخلاق عالية، لذلك كان أهل الحي يسمحون له بدخول بيوتهم حتى صار ينتمي لكل بيت من بيوت الفريج، إلا أن بيتاً واحداً في المنطقة كان يستأثر بحب السقا، ذلك المنزل الذي كانت تقطنه «نيمة»، (جسدت دورها الفنانة منى فيروز)، ابنة التاجر العم عبدالرحمن (جسده المخضرم حسن عبدالرحيم)، لأن السقا وقع في حب نيمة لتبادله الفتاة البسيطة شديدة الحياء والرومانسية المشاعر ذاتها، لما رأت منه من الشهامة وحب الخير وكل الصفات الطيبة التي تنتمي إلى ثقافة المكان، غير أن ذلك الحب يتعرض للكثير من المصاعب، خاصة من «مسعود» (جسد دوره الممثل يعقوب القوز) الذي كان هو الآخر يحب «نيمة»، ويريد الزواج منها، وكان يفتعل المشاكل مع السقا، ويحط من قدره وعمله الذي يقوم به أمام الناس.
وقد اشتبك معه في إحدى المرات وأصابه في يده، وكاد الأمر أن يتطور لولا تدخل أهالي الفريج، خاصة «سبت»، الشاب الطيب المسكين شقيق مسعود، الذي يختلف عنه في طباعه، لتطلب نيمة من السقا أن يدخل إلى البيت لتداوي جروحه، وخضع السقا لطلبها بعد إلحاح شديد منها، ليذهب مسعود ويخبر والد نيمة العم عبدالرحمن، بأن السقا يوجد مع ابنته في البيت وحدهما، لتثور ثائرة الأب ويقوم بطرد السقا.
وتأخذنا الحكاية إلى صوت امرأة يأتي من بيت مسعود، تغني عن الماضي بشدو حزين. إنها والدة مسعود، التي يتضح بعد ذلك أنها أيضاً أم السقا، بعد أن يكشف حجي مبارك «عبدالله السويد» المستور، ليتفاجأ الناس بأن السقا ومسعود إخوة من أم واحدة، إذ كانت المرأة متزوجة من رجل كريم عطوف، أنجبت منه السقا، ولأنها كانت في غاية الجمال، قام أحدهم باختطافها وقتل زوجها، وتزوجها فأنجبت منه مسعود وسبت.