الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

توظيف التراث في المسرح الخليجي دون الطموح

توظيف التراث في المسرح الخليجي دون الطموح
18 فبراير 2019 03:17

عصام أبو القاسم ( الشارقة )

عُقد نهار أمس الأول، في فندق هيلتون الشارقة، الملتقى الفكري المصاحب للمهرجان، الذي يقام هذا العام تحت موضوع «المسرح الخليجي والموروث الشعبي»، وجاءت الجلسة الثانية منه تحت عنوان: «ما الذي حققه وضع التراث في قلب الممارسة المسرحية الخليجية، وكيف تأثرت خبرات صناع العروض واستجابات الجمهور بمرور السنين وتنوع التجارب؟».
وقدمت خلال الجلسة أربع أوراق، هي: «أبو الفنون واستلهام التراث الشعبي، تجربة علي الشرقاوي.. نموذجاً» لعبدالله سويد، من البحرين، و«المسرح الخليجي والموروث الشعبي.. رؤى واتجاهات واستشرافات» ليوسف الحمدان من البحرين، و«الموروث الشعبي المغنى كأداة جذب جماهيري» لجاسم البطاشي «سلطنة عمان»، و«توظيف الموروث الشعبي في العروض المسرحية الكويتية المعاصرة» للدكتورة سكينة مراد من الكويت، وأدار الجلسة الدكتور فيصل القحطاني من الكويت.
استهلت الجلسة بمداخلة للفنان عبدالله سويد الذي أكد على أن توظيف التراث في المسرح العربي بشكل مجمل لم ينجز بالكفاية اللازمة، فمعظم المشتغلين في المجال المسرحي لم يركزوا بعمق في دراسة الموروثات الشعبية، مشيراً إلى جملة من التجارب التي تميزت ببلاغتها في استثمار المفردات التراثية كتابة وإخراجاً، من الإمارات والبحرين.
أما يوسف الحمدان فتحدث عن ارتباط التراث بالمسرح الخليجي في البدايات وصولاً إلى أواخر الثمانينيات، وقال إن هذا التواصل بين المسرح والتراث ظل أسيراً لفكرة استخدام الموروث الشعبي بشكل بسيط وميكانيكي، لا يرقى إلى الرؤية الجمالية المرادة من ذلك الاستخدام، وقد طغى الموروث البحري بشكل خاص على أغلب تجارب استحضار التراث في العرض المسرحي.
وتوقف الحمدان عند بعض تلك التجارب الخليجية، التي أسهمت في تشكيل رؤية جديدة للموروث الشعبي الخليجي الأدائي، وأولى تلك التجارب إنجازات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تتجه، حسب الحمدان، اتجاهين: أحدهما الدعم لكل ما من شأنه أن يرفع من قيمة هذا الموروث وفاعليته في حياتنا المعاصرة، وانفتاحه على المنجز الإبداعي الحاضر، ومساهمته في صناعته، أما الاتجاه الثاني فهو أعماله الإبداعية المسرحية التي تستلهم التاريخ العربي وتتمثله لتقديم رؤية معاصرة لحياتنا، والإشارة اللماحة إلى واقعنا، وأزماتنا وصور الخروج منها، كما توقف الحمدان عند أعمال إسماعيل عبدالله، الذي استلهم التراث الشعبي، فهو يعتبر أهم وأكثر من جعل من الموروث الشعبي بمختلف عناصره ومفرداته وأنواعه، موضوعاً رئيساً في أعماله.
ورقة جاسم البطاشي «الموروث الشعبي المغنى كأداة جذب جماهيري»، جاءت على شكل عتاب للمسرح العربي والخليجي بشكل خاص، الذي تخلى عن موروثه الشعبي، خاصة الأغاني الشعبية، التي تصنع الفرحة، والتي جعلت من أهل الخليج أمة فرح وسعادة، لصالح دراما مسرحية مستوردة في كل تفاصيلها، وتشيع فيها المأساوية والسوداوية، وكل أشكال الحزن.
وخلص البطاشي إلى أن السبيل الوحيد لاستعادة الجمهور، هو العودة إلى الاستخدام الواعي لذلك الموروث الفرجوي الشعبي الثر.
الدكتورة سكينة مراد حددت مفهوم التراث الشعبي والإطار التاريخي لاستلهامه في المسرح عربياً، ثم تاريخ تناوله كويتياً، في مرحلة مبكرة كما نرى لدى صقر الرشود وحسين الحداد، وفؤاد الشطي، ورأت الدكتورة سكينة مراد أن بعض المسرحيين اتخذوا التراث جزءاً من العمل الفني في بعض المسرحيات، وليس مادةً أساسية في الحدث الرئيسي في النص، وبعضهم الآخر اعتمده كمصدر أساسي للنص، كما وظف بعضهم الآخر الموروث الشعبي بنقله كما هو في الواقع، دون أن يضفي عليه شيئاً من إبداعه، وهناك تجارب عالجت الموروث معالجة فنية معاصرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©