برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تستضيف مدينة العين فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة «الصقارة»، وذلك خلال الفترة من 11 وحتى 17 ديسمبر المقبل، بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وبالتعاون مع نادي صقاري الإمارات والمجلس البريطاني للصقارة.
ويأتي هذا الحدث الدولي المهم بعد 35 عاماً على مؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة، والذي دعا له ورعاه المغفور له بإذن الله تعالى، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث أقيم المهرجان الأول خلال الفترة من 10 إلى 18 ديسمبر عام 1976م بهدف صون الصقارة وجعلها تحظى باهتمام كافة شرائح المجتمع.
وقد أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس برنامجاً حافلاً يتضمن العديد من الفعاليات المتنوعة التي يشهدها مهرجان الصقارة العالمي الثاني بمشاركة 172 صقاراً من 60 دولة لكل منها جناح خاص بها، و93 متحدثاً في المنتدى والمؤتمر الدولي للصقارة، و82 ممثلاً رسمياً لدى منظمة اليونسكو، و51 عارضاً ومؤدّ في ساحة العروض، و19 مدرباً للصقور، 45 رساماً ونحاتاً، و47 مصوراً فوتوغرافياً، و30 وفداً إعلامياً دولياً، فضلاً عن مشاركة جمعية مستشاري الحيارة البرية الدوليين، الرابطة العالمية للصقارة، والمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية.
وأكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ تنظيم هذا الحدث العالمي يهدف للاحتفاء بالصقارة كتراث إنساني عالمي، وإبراز الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في تسجيل الصقارة كتراث إنساني في القائمة التمثيلية لليونسكو، فضلاً عن الاحتفاء بتسجيل مدينة العين كجزء من التراث العالمي المادي لليونسكو، الترويج لدولة الإمارات كدولة حديثة تعتز بتراثها وثقافتها، والترويج لأبوظبي كوجهة مميزة للسياحة الثقافية وتوفير منصّة متميزة لحوار الثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة.
ويأتي المهرجان في دورته المرتقبة احتفاءً باعتماد اليونسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، بعد سنوات من المساعي والجهود الدولية المتواصلة التي قادتها دولة الإمارات من خلال هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والمؤسسات الإماراتية المعنية.
وعن الفعاليات أوضح عبدالله القبيسي مدير المهرجان ومدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ المهرجان يوفر فرصة فريدة للصقارين والمهتمين بالصقارة لتبادل الخبرات بشكل مباشر من خلال مخيم الصقارين الذي ينطلق من 11 ولغاية 13 ديسمبر بمنطقة رماح في العين، حيث يقدم المخيم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء للصقارين .
كما سيتم التدرّيب على ركوب الخيل والإبل التي ستعرض فيما بعد في موقع قلعة الجاهلي بعد انتهاء فترة المخيم، وستكون هناك فرصة للتعارف وتبادل الخبرات بين الصقارين الإماراتيين والدوليين، والتنافس أيضا في سباقات الهجن وكلاب الصيد العربي “السلوقي”، والصيد باستخدام الصقور المكاثرة في الأسر “من نوع جير حر وجير شاهين” .
وخلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر المقبل يقدّم 93 خبيراً دولياً ومتخصصاً في الصقارة أوراق عمل بحثية في كل ما يتعلق بالصقارة وللخطط المستقبلية التي وضعتها اليونسكو لصون الصقارة واستدامتها كتراث إنساني، وذلك من خلال منتدى ومؤتمر دولي تنظمه الهيئة في فندق العين روتانا، حيث يضم المنتدى 3 ورش عمل تتطرق للعديد من الموضوعات التي تهم الصقارين، من خلال 76 ورقة عمل علمية.
كما تبدأ الفعاليات في قلعة الجاهلي من 15 وحتى 17 ديسمبر، وتشتمل على خيام مخصصة للدول المشاركة في المهرجان تعكس اهتمامهم بالصقارة، وتعرض للحرف التقليدية المرتبطة بها، وجناح لدولة الإمارات يضم مبادرات الجهات الحكومية المتعلقة بالصقارة والصيد المستدام، وحلبة لبرنامج عروض الدول، وبرنامج للفعاليات والأنشطة التعليمية والأسرية، ومعرض للفائزين في مسابقات الرسم والتصوير الفوتوغرافي، أجنحة لعرض المبادرات الدولية لصون الصقور، وسوق لمعدات الصقارة والحرف التقليدية.
وتشمل المسابقات مواضيع مفتوحة أو مقيدة، وتتناول العلاقة الإنسانية بين الصقار وطائره، والتحليق والطيران، وأنواع الطرائد، وتربية السلالات المختلفة، والمناظر الطبيعية، والهوية الوطنية للدول المشاركة، وأعمال النحت والحلي والخط والأزياء المرتبطة بالصقارة. إلى ذلك، أكد باتريك موريل المسؤول في الرابطة العالمية للصقارة أنّ الشيخ زايد طيّب الله ثراه قد حظي بالكثير من التقدير في العالم أجمع كأحد الصقارين الرواد والذي كان له تأثير كبير على عالم الصقارة، بينما كنا في الغرب لا نزال في بداية الطريق.
وأشادت الرابطة العالمية للصقارة في بيان لها بنجاح جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في نجاح أكبر عملية تسجيل لعنصر من عناصر التراث المعنوي على مدى تاريخ اليونسكو.
وقال ديتر شرام الرئيس الفخري للمجلس العالمي للحفاظ على الصيد والحياة البرية، إنه لا يسَع المجتمع العالمي للصيادين المناصرين للبيئة، إلا أن يقدر عاليا الدور الحاسم الذي نهضت به الإمارات لتحقيق هذا النجاح الباهر، كأحد نماذج الحفاظ على التراث الإنساني المشترك بين بلدان العالم.