محمد حامد (دبي)
من بين أكثر من 190 دولة، و7500 رياضي من أصحاب الهمم، وما يقرب من 3 آلاف مدرب، و20 ألف متطوع، وما يزيد على نصف مليون متفرج، سوف يكون لبعض الدول والكيانات الصغيرة سكاناً، ومساحة، الحضور اللافت في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، بل إنه سيكون بمثابة الرسالة التي تفوق في مضمونها مجرد التنافس في الحدث الإنساني والرياضي الأكبر في العالم، حيث يتخطى ذلك في حالة برمودا مثلاً إلى ما لم تفعله جميع بعثات ومنتخبات وألعاب برمودا للأسوياء على مدار تاريخها، فالفرصة مواتية للجزر البعيدة التي تقع في المحيط الأطلسي، وتحديداً بمنطقة الكاريبي، لكي تكشف عن وجهها الإنساني والرياضي للعالم من خلال بوابة أبوظبي.
برمودا سوف تكون حاضرة في الأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» بالعدد الأكبر من الرياضيين أصحاب الهمم قياساً بأنها واحدة من أصغر الدول المشاركة في الحدث، حيث من المقرر أن يبلغ عدد من يمثلون برمودا 13 متسابقاً في 5 ألعاب، ومن المعروف أن أرخبيل الجزر الذي يطلق عليه اسم برمودا لا تتجاوز مساحته 53 كم، ويبلغ عدد السكان 65 ألفاً، وبالنظر مثلاً للبعثة الصينية أو الهندية أو غيرها من دول العالم التي تشتهر بعدد سكانها الكبير، فلن يكون هناك بلد في الأولمبياد الخاص يتم تمثيله بالنسبة الأكبر من عدد السكان مثل برمودا التي تعد أقدم إقليم تابع للتاج البريطاني في مناطق وعالم ما وراء البحار.
كارين ووليري رئيس الأولمبياد الخاص في برمودا، تسابق الزمن من أجل ضمان أفضل إعداد ممكن للمنتخب المكون من 13 لاعباً ولاعبة، سوف يتنافسون في الفروسية، والتنس، والبولينج، وغيرها، وأشارت كارين إلى أن أبوظبي سوف تمنح برمودا فرصة تاريخية لكي تتحول بصورتها الذهنية العالقة في أذهان العالم من مجرد مكان يثير الخوف والغموض بسبب اختفاء السفن والطائرات، إلى بلد يهتم بأصحاب الهمم، ويسابق العالم في الجانب الإنساني، بدليل الحضور الكبير، والتمثيل المشرف في الأولمبياد الخاص.
وأضافت كارين: «أولمبياد أبوظبي على وجه التحديد بما يضمه من عدد كبير من المتنافسين، وعدد أكبر من المتطوعين، والجماهير، وما يتميز به من جذب الاهتمام العالمي بصورة لافتة كما نتابع، سوف يكون فرصة تاريخية بالنسبة لنا للحصول على فرصة للتغيير إلى الأحسن، هذا سيحدث في حياة 13 متسابقاً سوف نذهب بهم إلى أبوظبي، ومن المؤكد أننا نسعى كذلك إلى الفوز بعدد من الميداليات، لجذب أنظار العالم إلى برمودا من زوايا وانطباعات أخرى بعيداً عن الانطباع الشهير».
وأضافت: «هذه البطولات الرياضية الإنسانية ليست للمعاقين، بل هي للقادرين كما نرى، إنه شعارنا الدائم، لدينا نماذج مبهرة في قوة الإرادة، والرغبة الدائمة في التعلم، والتغلب على المشكلات الذهنية، وتجاوز مشكلات وصعوبات التعلم، ولا يوجد مجال يمكن أن تتضح فيه هذه القدرات مثل التنافس الرياضي، كما أن الجانب الاجتماعي والإنساني لهذه الأحداث والبطولات الرياضية كبير جداً، وأنا على ثقة من أن 13 رياضياً من أصحاب الهمم يمثلون برمودا سوف يعودون من أبوظبي بتجربة لا تنسى، وسوف يقومون بتكوين صداقات جديدة مع بقية اللاعبين من مختلف بلدان العالم، فضلاً عن التعرف على ثقافات جديدة من شأنها توسيع مداركهم».
واختتمت كارين حديثها لموقع وصحيفة «رويال جازيت» قائلة: «ابني سوف يمثل برمودا في أولمبياد أبوظبي، أنا فخوره به حقاً، أنا على ثقة بأن مكاسبنا من هذا الحدث سوف تكون كبيرة، بل هي مكاسب بلا حدود، ليس فقط فيما يتعلق بالحصول على ميداليات أو تحقيق انتصار رياضي، بل إنها تتجاوز ذلك لتحقيق أفضل دعاية في الجانب الآخر من العالم لبرمودا، وكذلك نشر الوعي في برمودا بقضية الإعاقات الذهنية، وجعل المجتمع بكامله ينخرط في تقبل ودمج هذه الفئة، من أبوظبي سوف نحقق كل هذه المكاسب، انتظرونا في مارس المقبل، فسوف نقول كلمتنا أمام العالم أجمع، وعبر البوابة الأكثر تأثيراً، لأنها ببساطة بوابة الرياضة والإنسانية».