31 يناير 2012
أبوظبي (الاتحاد) - بداية أردنا التعرف إلى أسباب انتشار زيادة الوزن من خلال وجهة النظر الطبية، حيث أكد الدكتور عباس السادات اختصاصي الطب العام أن انتشار «السمنة» في المدارس يرجع لأسباب عديدة، يأتي على رأسها عدم ممارسة الرياضة العادية بعمل مجهود بدني دون حتى التخصص في لعبة محددة، وأكد أن النسبة الأكبر من الطلبة لا يمارسون الرياضة، الأمر الذي يترتب عليه عدم بذل مجهود يمكن الطالب من حرق السعرات الحرارية الزائدة الداخلة للجسم، ومن ثم تتراكم هذه السعرات في شكل شحوم ودهون تؤدي إلى زيادة الوزن.
أضاف السادات أن مرض «السمنة» له أسباب أخرى، منها أنه مرض يرتبط بالبيئة التي ينشأ فيها، وأن الإمارات من الدول التي يتنامى فيها بشكل سريع، وأشار إلى أن الجهل بثقافة الغذاء أحد أهم أساب هذه الظاهرة بشكل عام، وانتشار الوجبات غير الصحية، وعدم وجود رقيب على الطفل، الأمر الذي يجعله فريسة سهلة لهذا المرض.
وأضاف: من دون شك، فإن دور الأسرة والمدرسة لا يقل أهمية، فيجب على المدرسة أن توعي الطلبة بأهمية الغذاء السليم وطرقه من خلال برامج محددة وحصص خاصة بهذا الشأن، وعلى الجانب الآخر يجب أن تكمل الأسرة هذا الدور بزيادة المعرفة والتثقيف الغذائي وعدم إفشال الدور الذي تقوم به المدرسة، بإتاحة الفرصة أمام الطالب بالحصول على كميات من السعرات الحرارية تفوق الحد، من خلال تعدد الوجبات وعدم اشتمالها على الغذاء الصحي المفيد.
وعاد السادات ليؤكد أن الجانب الرياضي يجب أن يكون في مقدمة الأولويات التي تهتم بها الأسرة والمدرسة على حد سواء، وقال: من غير المنطقي أن يعيش الطفل بدون رياضة حتى ولو كان يحصل على الغذاء الصحي والنموذجي فمن دون رياضة لا يصح جسده، ويكون أكثر عرضة لمرض السمنة، وأمراض أخرى تأتي بناء على عدم ممارسة الرياضة.
وتطرق للحديث عن آثار زيادة الوزن على الصحة العامة للأطفال، وقال: هناك آثار سلبية ربما لا يفطن إليها الكثيرون حالياً لكن بكل تأكيد، تعد السمنة سبباً رئيسياً في أمراض الجهاز الحركي وأمراض القلب، فالطفل “السمين” يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب أكثر من الطفل العادي الذي يتميز بجسد صحي، كما أكد أن للسمنة آثاراً على الجهاز التناسلي وتقلل من القدرة الجنسية بعد البلوغ.
وطالب السادات بضرورة السعي بخطوات سريعة نحو الحد من هذه الظاهرة باتخاذ عدد من التدابير المهمة على رأسها الإسراع بتفعيل الدور الرياضي داخل المدارس على الأقل الجانب البدني فقط، وثانياً عمل لقاءات دورية تجمع إدارات المدارس بأولياء الأمور وتعريف الجانبين بمخاطر هذا الظاهرة من خلال أطباء متخصصين، كما طالب بضرورة تفعيل الجانب الطبي في المدارس وقيامه بالدور المناسب للحد من هذه الظاهرة، وعدم اقتصار دوره على معالجة الحالات الطارئة، مؤكداً أن الرياضة تعد الوصفة رقم 1 في «روشتة» العلاج التي يضعها للكثير من المرضى، لا سيما الأطفال البدناء، أو الذين يعانون مشكلات صحية، سببها عدم مزاولة الرياضة، والركون إلى الخمول.