13 نوفمبر 2011 00:40
أظهرت التنمية الزراعية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن الارتقاء بالزراعة لم يأت من فراغ، وإنما حملت الاستراتيجيات التي وضعت منذ قيام الاتحاد، أبعاداً واضحة لتحقيق الأمن الغذائي، ومن أهم ما ورد أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خلال خطاباته طوال عمر المسيرة، قد وجه بالتركيز على الأمن الغذائي، كي تصبح دولة الإمارات مستقلة غذائياً.
إن التخطيط الاستراتيجي للتنمية الزراعية ضاعف أعداد المزارع، وحقق قفزات نوعية في مجال الإنتاج ونمواً في المحاصيل، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجهها الدولة في ما يتعلق بالتصحر ومكافحته؛ ولذلك شهدت الدولة على مدار السنوات الأربعين نمواً في الغطاء النباتي، كما ازداد معدل المصانع التي تعتمد على تصنيع المنتج المحلي من الخضار والفاكهة، وبرزت تجارة التمور محلياً وأثمرت عن الطلب على التمور المنتجة في الإمارات عالمياً.
صاحب السمو رئيس الدولة، حرص منذ بداية المسيرة ومنذ عهد مؤسس الدولة والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله، على دعم التنمية الزراعية، وتقديم كل الدعم للنهوض بالقطاع الزراعي، وتنويع مصادر الدخل الخاصة بهذا القطاع، وقد برز ذلك من خلال الخطابات والكلمات التي تعكس أهمية الزراعة، حيث كان يشير إلى حجم ما تحقق في المجالات الزراعية، حتى أصبحت الإمارات تحتل مكانة إقليمية ودولية بفضل تجاربها الزراعية وبفضل حجم المنجزات في هذا الجانب، حيث هناك الكثير من المشاريع الضخمة والخطط المتعلقة باستصلاح الصحراء.
اليوم وبعد 40 عاماً، استطاعت الدولة بفضل من الله ومن ثم من مؤسسي الدولة، وبمتابعة مستمرة من حكام الإمارات بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، أن تنجح في تصدير بعض المحاصيل، ولم تعد الزراعة اليوم مجرد القضاء على الرقعة الصفراء بالمساحات الخضراء، وإنما أصبحت الدولة تنتج ما كان الكثير منه يستورد، ويعمل الجميع اليوم للإبقاء على حرفة الزراعة بكل الإمكانات المتوافرة؛ لأنها تشكل قمة التنمية المستدامة في مجال الأمن الغذائي.
نحن اليوم بحاجة لكل السبل والجهود الصادقة للمحافظة على المكتسبات، ولكن ليس لأجل التفاخر بها بقدر العمل على تنمية تلك المكتسبات بشكل علمي، ولن يتأتى لنا ذلك بمنأى عن المزارع الصغير، فذلك المزارع هو العنصر الأول الذي يشكل عجلة النمو الزراعي، وهو بحاجة للدعم لأجل أن يستطيع مقاومة كل الظروف والتحديات البيئية التي تجتاح العالم.
قبل أن نختم هذا العام، وندلف على عام جديد من عمر اتحاد الإمارات، نتطلع إلى آليات جديدة ومدروسة لتسويق المنتج المحلي قبل المستورد داخل الدولة، خاصة أن المزارع المواطن يواجه تحديات بيئية إلى جانب الغلاء، ما يؤدي لرفع قيمة المنتج في ظل احتكار بعض الجنسيات للسوق المحلي، وذلك بدوره يؤدي إلى خسائر عند أصحاب المزارع الصغيرة، ولأجل تنمية زراعية ناجحة بكل المقاييس لا بد من دعم للمزارعين، خاصة من يعيشون على الراتب التقاعدي وأصحاب المساعدات من الشؤون الاجتماعية.
المحررة