5 مارس 2008 00:03
تنفرد أندية الإمارات عن غيرها من الأندية العربية والخليجية بكثرة تغيير اللاعبين الأجانب دون أسباب أو معايير منطقية في أغلب الأحيان، وقد يأتي معظم التغييرات لامتصاص غضب الجماهير أو للتخلي عن تحمل مسؤولية الإخفاق واكتشاف فشل الصفقات التي يصفها مسؤولو الأندية أحيانا بالمدوية·
ولأن أغلب أنديتنا تقع دائما فريسة سهلة لوكلاء اللاعبين والسماسرة، فإن معظم صفقات اللاعبين الأجانب تأتي على غير ما تتمناه الأندية أو ما يتوافق مع مستوى الطموحات، وتضطر إدارات الأندية في أحوال كثيرة إلى اللجوء للخيار الصعب بالاستغناء عن اللاعب رغم ما يخلفه ذلك من خسائر مادية بملايين الدراهم·
والأمر يحدث مرتين كل عام·· الأولى مع بداية الموسم وبعد أن يعلن أي ناد نجاحه في التعاقد مع لاعب ما يصفه الكثيرون وقتها بأنه ''سوبر'' يعود ليكتشف فشل الصفقة وأن من حضر إليهم لم يف بطموحاتهم ثم يكون القرار هو البحث عن غيره في أقرب فرصة وهي فترة الانتقالات الشتوية التي ينتظرها الكل وقتها على أحر من الجمر للخلاص من اللاعب الفاشل واستقدام البديل المنقذ، وتفتح بالتالي الخزائن التي لا تفتح أو تغلق إلا لهذا الغرض فقط·
وغالبا ما يكتشف المعنيون بالأمر وبمرور عـــدد مـــن المباريــات أن البديـــل المنـــقذ هـــو الآخر صفقة فاشلة أو ''مضروبة '' ويجب التخلص منه في أقرب وقت ممكن، ويبدأ العد التنازلي للأيام والشهور والكل ينتظر نهاية الموسم بفارغ الصبر لاستقدام بديل آخر وتعاود العجلة دورانها من جديد وتهدر ملايين أخرى·
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى يستمر هذا الحال وإلى متى تهدر ملايين الدراهم في صفقات فاشلة للاعبين أجانب، كل ما يفعلونه هو تعبئة الجيوب والاستمتاع بجو الإمارات مع التسليم أحيانا بأن هناك البعض منهم يجانبه التوفيق في إثبات وجوده لأسباب لا تتعلق بمستواه الفني·
هل يتدخل اتحاد الكرة وبالتنسيق مع الأندية لوضع ضوابط معينة أو معايير لاستقدام اللاعبين الأجانب للحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد مستقبل الكرة الإماراتية للارتقاء بمستوى الدوري من جهة والحد من إهدار الملايين كل موسم من جهة أخرى في ظل إقامة أول دوري للمحترفين في الموسم المقبل·
وأمامنا تجربة ناجحة للاتحاد الإنجليزي في هذا الشأن كانت سببا في حدوث ارتفاع كبير في المستوى الفني حتى أصبح الدوري الإنجليزي هو الأفضل على مستوى العالم عندما قنن التعاقد مع اللاعبين الأجانب ووضع لهم تصنيفا عالميا من خلال اتحاداتهم واشترط وجودهم في منتخباتهم الوطنية ووجود عدد من المباريات الدولية في رصيدهم·
''الاتحاد الرياضي'' ناقش القضية مع عدد من الخبراء والمدربين واتفقت معظم الآراء على أن الأمر يمكن تقنينه ووضع ضوابط محددة من الأندية واتحاد الكرة لكنه سيصطدم بالعديد من الصعوبات والمشاكل، خاصة وأن الواقع الكروي بعيد كل البعد عن الاحتراف، ومن الصعب في الوقت نفسه تطبيق الكثير من المعايير والضوابط التي يضعها الاتحاد الإنجليزي، وإن كان من الممكن الاستفادة منها·
عبد الله صقر:
واقعنا الرياضي مازال يعيش الهواية
يقول عبدالله صقر المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني الأول إن تطبيق هذه التجربة سيكون صعبا لأن وضع تصنيف محدد للاعب الأجنبي الذي يأتي إلينا سيرهق خزانات الأندية ولن تستطيع أغلبها الوفاء بأسعار اللاعبين لأنها في هذه الحالة لن تجلب إلا اللاعبين الكبار الذين يلعبون دوليا مع منتخباتهم والذين ينتمون إلى دول مصنفة عالميا وأسعار هؤلاء النجوم لن تقدر عليها أنديتنا·
ويرى أن لجنة الاحتراف باتحاد الكرة هي المعنية بهذا الأمر ويجب أن تضع له الأسس والمعايير مع مراعاة واقعنا الرياضي الذي مازال يعيش الهواية وبعيد كل البعد عن الاحتراف، لأننا سنصطدم حتما بأسعار اللاعبين الكبار إذا أردنا التعاقد مع لاعبين مصنفين كما يحدث في الدوري الإنجليزي·
أضاف: إذا أردنا النجاح لهذه التجربة فإنه يجب تطبيقها بالتدريج وخوض التجربة بدقة حتى يكون الحكم عليها صحيحا ويمكن في النهاية اختيار الأفضل منها ووضع الضوابط والمعايير التي نريدها والتركيز أولا على السلوكيات والأخلاقيات في اختياراتنا للاعبين الأجانب حتى يكونوا قدوة للاعبينا·
واستدرك صقر: لكن من الممكن في بداية الأمر وضع المعايير التي تناسبنا من خلال التنسيق بين الإتحاد والأندية بالتعاقد مع لاعبين معروفين مثلا وليسوا مجهولين وأن تكون أعمارهم مناسبة وأعتقد أن الأمر بهذا الشكل سيكون ممكنا·
عبد الله مسفر:
نريد قواعد لانتقال اللاعبين المحليين أولاً
يرى عبدالله مسفر مساعد مدرب المنتخب الوطني الأسبق ومدرب فريق العربي الحالي صعوبة الانتقال من الهواية إلى الاحتراف مرة واحدة دون الخوض في تجارب عديدة لوجود عوائق من الصعب التغلب عليها، كما يرى أنه يجب أولا وضع ضوابط لانتقال اللاعبين المحليين أولا لأن هذا هو الأهم لنا في الوقت الحالي من خلال تحديد نوعية اللاعب وسنه وما إذا كان يصلح للعب في الدرجة الأولى أو الثانية·
وقال: أعتقد أن وضع معايير وضوابط للاعبين الأجانب أمر ليس سهلا في الدوري الإماراتي، لأن أغلب أنديتنا فقيرة ماديا ولن تستطيع تحمل نفقات استقدام لاعبين كبار مصنفين عالميا من أصحاب الأعمار الصغيرة، وهناك مثال حي لدينا في نادي الجزيرة وهو اللاعب فيليب كوكو الذي حضر إلى الجزيرة وهو كبير سنا أو بمعنى أدق في سنوات الاعتزال، أي أنه حضر من أجل المال في دوري لايتطلب منه المجهود الذي يبذله في ناد أوروبي لايعترف إلا باللاعبين القادرين على تحمل الجري المتواصل·
أضاف: يجب هنا أولا تحديد الهدف من وضع هذه الضوابط وهل أريد رفع المستوى الفني للدوري فقط أم أسعى إلى تحقيق عائد مادي كبير بجانب رفع المستوى الفني، بمعنى جعل الدوري حقلا تسويقيا يدر الملايين على الأندية والاتحاد معا، وهل إذا وضع اتحاد الكرة هذه الضوابط والمعايير بالفعل ستلتزم بها الأندية·
واختتم قائلا: أرى أن مشكلتنا الحقيقية هي في سوء الاختيار من قبل الأندية لأن الاختيارات تتم بشرائط الفيديو والـ (سي دي)، ولذلك يجب أن أضع يدي أولا على الخطأ ثم أضع ما أشاء من ضوابط ومعايير·
عبد الرحيم جاني:
مطلوب شروط
غير تعجيزية
يقول عبدالرحيم جاني عضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة إن اللاعب الأجنبي مثل البضاعة·· هناك الغالي وهناك الرخيص وبصراحة أنديتنا لن تستطيع شراء الأغلى المصنف عالميا لأن الإمكانيات المادية لن تسمح خاصة أننا مازلنا في البداية وننتظر إقامة دوري المحترفين في الموسم المقبل·
أضاف: أعتقد أن عدم توفيق بعض الأجانب ليس معناه أن كل اللاعبين فاشلون ولكن من الممكن بالفعل أن يتم وضع شروط لاستقدام أفضل اللاعبين الأجانب من خلال لجنة الاحتراف بشرط ألا تكون الشروط تعجيزية للأندية وأن تكون هذه الشروط بموافقة الأندية نفسها حتى نضمن عدم وجود مشاكل في التطبيق، وأرى أن دولة اللاعب وناديه السابق لابد أن يكونا أيضا محل تقدير من لجنة وضع الضوابط·
منذر عبدالله:
لايمكن إجبار الأندية على شراء لاعبين جيدين
يقول منذر عبدالله مساعد مدرب المنتخب الوطني والوحدة الأسبق إن الفكرة جيدة بالفعل لكن تطبيقها غاية في الصعوبة، لأننا سنصطدم حتما بأسعار النجوم العالميين الذين لا تستطيع أنديتنا شراءهم، وإذا حدث ووضع اتحاد الكرة هذه الضوابط والمعايير فلن يمكنه إجبار الأندية على الالتزام بها، ومن الممكن وضع بعض المعايير الأخرى المناسبة مثل تقييد حرية اللاعب الأجنبي الذي سبق له اللعب بالإمارات في العودة للعب من جديد إذا ثبت فشله والتعاقد مع لاعبين أفضل من المحليين حتى يستفيدوا منهم في حدود الأسعار التي يقدر عليها الجميع بواسطة لجان فنية متخصصة بعيدا عن السماسرة·
أضاف: أرى ضرورة وجود تنسيق بين الاتحاد والأندية من خلال لجنة خاصة مشتركة إذا أردنا بالفعل وضع ضوابط تلائم ظروفنا وتساهم في إنجاح دوري المحترفين·
جمعة ربيع:
انتقاء اللاعبين من خلال لجان فنية متخصصة
يقول جمعة ربيع المدير الفني السابق لمنتخبنا الوطني الأول والحالي لمنتخب الشباب، إننا في الإمارات لانستطيع شراء لاعبين أجانب مصنفين عالميا، لأن أنديتنا لن تقدر على أسعارهم المجنونة التي وصلت إلى أرقام خيالية، وأعتقد أن الاتجاه إلى اللاعبين العرب والأفارقة المجهولين مازال هو الحل الأمثل لأنديتنا وليس كل لاعب كبير يستطيع التألق في الدوري الإماراتي، لأنه قد يصعب عليه التأقلم مع الظروف المحيطة به وهذا ليس معناه فشله أو فشل النادي الذي استقدمه·
أضاف: أرى أنه يجب تشكيل لجان فنية في الأندية لتقوم هي بالاختيار بدلا من السماسرة الذين ''يضحكون على الإداريين'' بدلا من وضع ضوابط ومعايير محددة من اتحاد الكرة، لأن الأمر ليس سهلا ولايمكن تطبيقه إلا إذا طبقنا الاحتراف الكامل، وهذا الاحتراف يتطلب وجود منظومة احترافية في كل ناد مثل المدير الفني والمدرب والمساعد ومسئوول التسويق والمستشارين الفنيين وكل هذا غير موجود لدينا·
أحمد عبد الحليم:
تدخل الاتحاد سابق لأوانه
يقول أحمد عبدالحليم المدير الفني لفريق الوحدة إن هذه التجربة ناجحة في انجلترا لأسباب ومقومات كثيرة يصعب توافرها هنا، لأن الظروف مختلفة والمقارنة ستكون ظالمة للكرة الإماراتية وأعتقد أن الأندية هي التي يجب أن تضع هذه المعايير والضوابط أولا لأنها هى التي تدفع الأموال وتخسر إذا جاءت صفقات اللاعبين الأجانب فاشلة وليس اتحاد الكرة·
أضاف أنه يمكن أن تحدد بعض المعايير كاحتياجات الفريق من اللاعبين في بعض المراكز التي تعاني نقصا أو ضعفا لأن العبرة بما أحتاجه فعلا وليست بكم أملك من الأجانب ويمكن تحديد هذا الأمر بواسطة لجنة فنية داخل النادي أو من خلال المدير الفني المسؤول إلى أن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي ويتدخل بعد اتحاد الكرة بوضع الضوابط والمعايير التي تضمن بالفعل النهوض بالدوري ومستوى اللاعبين المحليين، وأعتقد أن تدخل اتحاد الكرة في الوقت الحالي مازال سابقا لأوانه ولن يؤتي ثماره·
3 أندية
لم تستبدل لاعبيها
ثلاثة أندية فقط لم تستبدل لاعبيها الأجانب هذا الموسم، وهي الشارقة والإمارات وحتا، ويضم الشارقة البرازيلي أندرسون والعراقي قصي منير والإيراني مسعود شجاعي، ويضم الإمارات الثلاثي الإيراني رضا عنايتي ورسول خطيبي ومهدي رجب زادة، فيما يضم حتا الكونجولي باتريك والفرنسي إحمادة حسن والبرازيلي جيري، وجميع هؤلاء اللاعبين تم التعاقد معهم من بداية الموسم في فترة الانتقالات الصيفية ومازالوا مع فرقهم وسيكملون الموسم حتى نهايته·
أجانب تم استبدالهم
في فترة القيد الثانية
في فترة القيد الثانية تم استبدال 12 لاعبا وكان للوحدة نصيب الأسد، حيث استبدل كل لاعبيه وهم الكرواتي أحمد الشربيني والبرازيليين داسيلفا وسيدني بثلاثي برازيلي هم جوزيل داروشا واليكساندرو وبينجا، واستبدل العين العراقي نشأت أكرم بالبرازيلي بدرينهو، واستبدل الجزيرة العاجى كالو بالمالي مامادو ديالو، واستبدل الظفرة المجري والتر بالغاني إدريسو، واستبدل الأهلي الفرنسى جريجوري بالإيرانى ميداودي، واستبدل الشباب الإيراني أولادي بالكولومبي ريكو، واستبدل الوصل البرازيلي ويزلي الذي لعب 3 مباريات فقط بمواطنه روجيرو، واستبدل النصر العاجي تراوري والبرازيلي روجر بالنيجيريين قودوين وإيداهور، واستبدل الشعب الإيراني ميثم باؤو بالتونسي عادل الشاذلي·
القائمة النهائية
للاعبين الأجانب
تضم القائمة النهائية للاعبين الأجانب لجميع أندية الدرجة الأولى كلا من: الجامبي عثمان جالو والمغربي سفيان العلودي والبرازيلي بدرينهو (العين) والبرازيليين جوزيل داروشا واليكساندرو وبينجا (الوحدة) والمالي مامادو ديالو والهولندي كوكو والعاجي توني (الجزيرة) والغاني إدريسو والمغربي أمين الرباطي والإيراني علي أكبر بور (الظفرة) والإيراني ميداودي والبرازيليين أوسانساو وسيزار (الأهلي) والإيرانيين جواد كاظميان وإيمان مبعلي والكولومبي ريكو (الشباب) والبرازيلي أندرسون والإيراني مسعود شجاعي والعراقي قصي منير (الشارقة) والبرازيليين دياز وروجيرو وأوليقيرا (الوصل) والبرازيلي ريناتو والنيجيريين قودوين وإيداهور (النصر) والتونسي عادل الشاذلي والإيرانيين علي سامراة ومعدنجي (الشعب) والإيرانيين رسول خطيبي ورضا عنايتي ومهدي رجب زادة (الإمارات) والكونجولي باتريك والفرنسي إحمادة حسن والبرازيلي جيري (حتا)·
المصدر: أبوظبي