8 نوفمبر 2011 23:35
يستعد مركز خدمات المزارعين إلى البدء في تنفيذ فكرة المزارع النموذجية المتكاملة في المنطقة الغربية والتي تستخدم فيها الممارسات الزراعية الجيدة التي يسعى المركز إلى تعميمها في مزارع المواطنين.
وأوضح المركز أن هذه المزارع ستشتمل على زراعة النخيل والخضراوات والأعلاف إلى جانب الثروة الحيوانية، وهي بذلك تختلف عن المزارع النموذجية الإرشادية، التي انتهى مركز خدمات المزارعين من تطبيق فكرتها على 35 مزرعة وموقعاً في المنطقة الغربية، ويعرض من خلالها أفضل الممارسات الزراعية من أنظمة الري المتطورة، بالإضافة إلى زراعة أنواع من الخضراوات القادرة على مقاومة الآفات الشائعة محلياً والتي تؤثر على كمية ونوعية المنتج الزراعي.
وأشار المركز إلى أن كفاءة الإنتاج الزراعي تستند أساسا على المزارع المتكاملة المنتجة للتمور والأعلاف والإنتاج الحيواني على حد سواء، وتطبيق مثل هذه الممارسات يحقق الوصول للاكتفاء الذاتي ما يعود إيجابا على أصحاب المزارع في العمل الدائم من أجل المحافظة على معدل الاكتفاء الذاتي أو زيادته.
كما ينتج عن ذلك بيئة صحية لكل من التربة الزراعية والثروة الحيوانية، بتغذية الحيوانات وعلفها من فائض الإنتاج الزراعي، واستخدام الروث في تسميد الأرض بشكل مجاني.
وأوضح مركز خدمات المزارعين أن المزارع النموذجية تنقسم إلى نوعين الأول، وهي المزارع الإرشادية التي تعرض تقنيات محسنة أو جديدة للمحاصيل الموجودة وإدخال محاصيل غير تقليدية، فضلاً عن إدخال أصناف جديدة مقاومة للآفات التي تصيب الزراعات المحلية.
وتقوم فكرة المزارع النموذجية الإرشادية على تخصيص مواقع داخل مزارع المواطنين لعرض أفضل الممارسات الزراعية، بحيث تكون نموذجاً لتعريف المزارعين المواطنين في إمارة أبوظبي بأفضل الممارسات الزراعية، بالإضافة إلى إظهار قدرة وكفاءة تكنولوجيا الزراعة والري الحديثة على تحسين استخدام المياه في الزراعة ومضاعفة الإنتاج، حيث يتم تزويد المزرعة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الزراعة والري الحديثة.
وينفذ مركز خدمات المزارعين المزارع الإرشادية على ست مزارع ثلاث منها لإنتاج الخضراوات واثنتين لتحسين إنتاج الأعلاف، ومزرعة متكاملة لأنظمة الري الحديثة.
أما النوع الثاني، وهو المزارع المتكاملة التي تقوم فكرتها على تحسين التقنيات القائمة والمستخدمة في الزراعة التقليدية، وتحسين استخدام الأسمدة والري وتحسين محاصيل الخضراوات وصولاً إلى أفضل الممارسات الزراعية المتبعة دولياً، إضافة إلى تربية الثروة الحيوانية فيها، وزراعة الأعلاف في مساحة منها.
وفيما يخص مزارع النخيل، لفت المركز إلى وجود 50 مزرعة نخيل تطبق فيها أساليب جديدة لاستخدام الأسمدة في محاولة لضبط الآفات الزراعية، وفي هذا الإطار تم عقد ورش عمل شارك بها أكثر من 120 مزارعاً وعاملاً في المزارع لتعريفهم على أفضل البرامج لتسميد النخيل إلى جانب الري.
ويطبق المركز تقنيات جديدة في زراعة الخضراوات، وبالأخص على منتجات الطماطم والبروكلي بواقع 6 مزارع تطبق فيها تقنيات أقل استهلاكاً للمياه، وأنظمة ري تساهم في زراعة بذور أكثر في المنطقة الواحدة، وتقنيات تساعد في نمو منتج البندورة بشكل طولي وليس أفقي بما يسهل عملية قطافها.
يشار إلى أن نسبة اعتماد الزراعة في إمارة أبوظبي على مياه الآبار بلغت 95% مما جعل نسبة المياه العذبة في هذه الآبار لا تتجاوز 1%، كما نتج عنه ارتفاع معدلات النترات بالمياه وازدياد الأعماق المطلوبة للوصول إلى المياه، إضافة إلى توقف عدد كبير من الآبار عن العمل لنضوب المياه فيها.
وتشير الأرقام إلى أن كفاءة الري في مزارع بأبوظبي لا تتجاوز 30% بسبب ممارسات الري الخاطئة؛ لذا لا بد من اتباع آليات وخطط عمل ترفع نسبة الاستفادة من مياه الري، لتصل إلى 85 - 90%، وذلك من خلال تقنين استخدام مياه الري وتحديد التدفق المائي المناسب لشبكات الري ومواعيد الري المناسبة، وإدخال أنواع جديدة أقل استهلاكاً للمياه وأكثر تحملاً للملوحة.
ويتم تشغيل أنظمة الري في مزارع المنطقة الغربية كافة يدوياً، حيث يقوم العمال بفتح وغلق "مكابح" تشغيل النظام يدوياً مما يترتب عليه هدر كميات كبيرة من المياه، لذلك حرص مركز خدمات المزارعين على توفير نظام آلي للري في المزارع النموذجية يتم تشغيله بصورة "أوتوماتيكية" وفقاً لأوقات محددة مسبقاً من قبل صاحب المزرعة وحسب حاجة كل محصول للمياه.
كما يتم توفير عدادات مياه لقياس كفاءة استخدام المياه وآليات التحكم فيها يجري تركيبها في المزرعة لقياس كميات المياه المستخدمة في الري ويمكن لصاحب المزرعة أو خبراء مركز خدمات المزارعين التحقق من كفاءة نظام الري وتطويره من خلال قراءة هذه العدادات.
يشار إلى أنه تم إنشاء مركز خدمات المزارعين بإمارة أبوظبي بموجب القانون رقم 4 لسنة 2009 وبمبادرة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وذلك بهدف تحقيق السياسة العامة لحكومة أبوظبي في المجال الزراعي.
ويتولى مركز خدمات المزارعين تقديم المشورة والخدمات الفنية للمزارعين للحد من الآثار الضارة للممارسات الزراعة على البيئة، كما يُعنى بتطوير مراكز التسويق وتقديم الدعم اللوجستي والخدمات المالية والمساعدة الفنية والقانونية للمزارعين، بالإضافة إلى تحسين صورة المنتج المحلي والعمل على سهولة الوصول إليه وقبوله.
المصدر: أبوظبي