يظل البر المكان السياحي الذي يحتضن الكثير من العائلات الإماراتية والسياح الأجانب والشباب برماله الصفراء الممتدة على مناطق واسعة، حيث جعل لمرتاديه مكاناً ممتعاً يتمتع الناظر إليه بحبات الرمل الذهبية، التي تغري الزائر بصعود تلاله، حيث تتميز في هذا الوقت باعتدال الجو، كما يسمح بنصب الكثير من الخيم، وإقامة مختلف السباقات، كركوب الدراجات وصعود سيارات الدفع الرباعي على التلال الناعمة، ما يؤدي إلى أجواء من الترفيه العائلي شريطة اتباع قواعد الأمن والسلامة.
(دبي) - مع اعتدال الجو وانخفاض درجات الحرارة ونسمة الهواء الربيعية، قررت الكثير من العائلات في إجازة عيد الأضحى المبارك، قضاء أوقات في المخيمات البرية، فتناثرت الخيام في كل مكان مُشكلة لمسات جمالية للمناطق البرية، مثل منطقة عوافي والعقة بإمارة الفجيرة ومنطقة مزيرع برأس الخيمة، بينما البعض الآخر من الشباب والكثير من العائلات وجدن رمال الصحراء وحبات الرمل الصفراء فرصة لممارسة هواية ركوب دراجات البانتشي في أجواء حماسية وتصعيد سيارات الدفع الرباعي على أعلى عرقوب في منطقة البداير بإمارة دبي ومنطقة عوافي برأس الخيمة، ووسط تلك الأجواء يبقى البر خيار الكثير من الزائرين خلال أيام العيد.
إلى ذلك يجد إبراهيم راشد سويدان 23عاماً أن التمتع بأجواء البر شيء يبعث في النفس الراحة، ويعتبر فرصة طيبة لتغيير الجو، وفي أيام العيد بالذات تحلو الأجواء البرية، ويستطيع الشخص تغيير روتينه اليومي خلال إجازة العيد، كما أن الخروج إلى البر في الأعياد، له وقع خاص في النفس، من خلال المكوث في البر، والتمتع بأجوائه النقية بالسير على حبات الرمل في جو عليل يسوده الصفاء بعيدا عن زحمة الطرق وضجيج المدن، ليمارس الجميع هوايته المحببة بركوب الدراجات، والصعود فوق الرمال لأعلى عرقوب، واستعراض المهارات القيادة بشكل آمن.
صعود العرقوب
في حين يعلل خلفان مصبح موظف حكومي سبب وجوده في البر مع عائلته، خاصة في العيد وبالذات في منطقة البداير بدبي، التي تقع على طريق المدام المؤدية إلى دبي، أن هذه المنطقة في الأيام العادية تستقطب عشرات الأسر المواطنة والمقيمة، وأعداداً كبيرة من السياح الأجانب لكن الوضع في العيد يختلف، حيث يتوافد الكثير من الناس على هذه المنطقة السياحية، التي أصبحت معروفة عند الجميع بأنها الوجهة الأولى لطالبي الراحة والسكنية للاستمتاع برمالها الذهبية.
ويضيف، في البر استمتع بدفء العائلة، فهو يجمع شمل الأسرة، لأن ظروفنا في الأيام العادية لا تسمح لنا بالخروج في نزهات، لكن أيام العطل والإجازات، فالبر هو الفرصة الوحيدة للقاء الأهل والأحبة، وقضاء الأبناء أوقاتاً يجدون فيها كل المتعة والترفية من خلال الصعود إلى العراقيب.
لوحات فنية
وأكثر ما يعجب أبناء صالح سعيد البادي، رب أسرة، في المنطقة هي «عراقيب بداير» المتمثلة بلوحات فنية تنفرد بها المنطقة، وفوق حبات الرمال تنتشر أشعة الشمس لتمنح من يقبل على زيارة منطقة البداير إحساساً آخاذاً ومنظراً يبعث السرور في النفس، بينما الوقت يمر بسرعة متناهية دون أن يشعر الجميع بذلك.
ويضيف، كل من يقبل على زيارة هذه المنطقة سيجد الكثير من العائلات قد حجزت مكانا لتقضي لحظات جميلة، وقد يجلب البعض من العائلات الدراجات معهم، أو يقومون بتأجيرها من محال التأجير المنتشرة في المنطقة والتي تؤجر بالساعات حسب نوعية الدراجات التي تتوفر بأحجام صغيرة وكبيرة، موضحاً أن العيد في منطقة البداير له طعم مختلف، خاصة حين يقضى الجميع أمتع الأوقات في أحضان الطبيعة الرملية، فالمتأمل في روعة المكان يتملكه شعور وإحساس فريدان يفرضهما جمال المنظر الذي يستهوي القلوب، فيترك في نفوس كل من وقفوا في ظلاله أثراً جميلاً وشعوراً رائعاً، ومشهداً قلما تجد له مثيلاً.
منطقة سياحية
ويقول علي راشد الكندي إنه اعتاد في كل عيد أن يقضي أجمل الأوقات في منطقة البداير على تلالها وكثبانها الرملية، حيث تعد البداير منطقة جذب سياحي لكل من يسكن إمارات الدولة، لكن في المناسبات السعيدة ترتدي حلة جديدة، حيث تستقبل زائريها بحبات الرمال الصفراء الناعمة، التي تتطاير لتشكل كثباناً رملية ولوحة فنية بديعة، مشيراً إلى أن كل أفراد العائلة يجدون هذه المنطقة ملاذا للابتعاد عن مشاغل ومعترك الحياة وصخب المدينة وللترويح عن النفس، حيث تبقى من أفضل الأماكن التي يرغب الإنسان في البقاء فيها طويلاً، وأيضا في قضاء إجازته فيها، حيث متعة ممارسة رياضة قيادة الدراجات النارية فوق الرمال، لافتاً إلى أن المنطقة تعتبر مكاناً سياحياً من الدرجة الأولى تستقطب الكثير من السياح والزوار من مختلف الجنسيات.
عوافي
ومع نسمات الجو العليل والأجواء الطبيعية والمعتدلة والأجواء الغائمة اختار الكثير من الناس على الجانب الآخر قضاء بعض الأوقات الممتعة في منطقة عوافي برأس الخيمة، حيث تنتشر بين أركانها الخيام والعزب التي تجذب كثيراً من العائلات والأصدقاء، لقضاء ليلة لا تنسى في أجواء ملؤها الهدوء والطمأنينة، قد تسرق ممن يعايشها التفكير في مشاريع أخرى، فيعيش في كنفها أياماً عديدة، كما يحافظ أبناء المنطقة على تواجد شبه دائم في المكان ذاته، خاصة مع الإقبال الكبير الذي تشهده المنطقة في أيام الأعياد بالذات.
وأعرب الشاب خليفة سعيد الحساني عن فرحته الغامرة لعشقه لطلعات العرقوب في منطقة عوافي، مشيراً إلى أنه درج على نصب المخيمات البرية التي تتسم بالجو الرائع والمناظر الخلابة والجذابة التي تجذب المواطن لقضاء يومه وسطها، لذلك كما يضيف الحساني، مع إجازة العيد كثيرا ما نشد الرحال برفقة الأصدقاء إلى البر لنصب الخيام، أما بالنسبة للجو خاصة في فترة النهار، فيعتبر معتدلاً قياساً بالمناطق الأخرى التي تعتبر مغلقة من كثرة المباني خلافا للطبيعة البرية المفتوحة تماما من جميع الجهات، لتمر خلالها النسمات والرياح الخفيفة، وأن وقت العصر يتبدل الجو تماما إلى البرودة ما يمكننا من الاستمتاع بالجو الجميل، من خلال ركوب الدراجات وسط ضحكات وتشجيع الأصدقاء لمن يفوز أولاً في السباق.
أحضان الطبيعة
بينما فضلت عائلة منى عبد الرحمن عبد الله، هذا العام قضاء إجازة العيد في رأس الخيمة، خاصة في منطقة عوافي السياحية، لتحظى بساعات من المرح والانبساط في أحضان الطبيعة الخلابة والكثبان الرملية التي تشتهر بها المنطقة.
وتضيف، من خلال زياراتنا الدائمة لهذه المنطقة، فإنه منذ بداية الدخول إلى منطقة عوافي تنتشر الكثير من محال الأكلات الشعبية، كالهريس واللقيمات والرز باللحم والدجاج ، كما يوجد هناك اكشاك صغيرة تبيع شاي الكرك والزنجيل والمشروبات الباردة والحارة، بينما محال تأجير الدراجات تتنفس الصعداء في العيد، حيث يزداد إقبال الكثير من العائلات على تأجير الدراجات لتمتع بركوبها واعتلاء كثبان الرمل التي تجسدها تضاريس المكان، حيث التعرجات التي تجعل من ركوب الدراجات وصعود تلك الكثبان غاية في المتعة، ومع وجود الكثير من العزب التي تزين المنطقة يمينا ويسارا ، فإن كل من يزور المنطقة لا يشعر إلا بالمتعة والجمال من قبل المواطنين والمقيمين والسياح الذين يقطعون المسافات الطويلة ليحظوا بساعات من المرح والانبساط في أحضان الطبيعة الخلابة، وهي لا تقف عند ذلك الحد، بل تمنحك فرصة لقضاء ليلة جميلة.
أما سيف غانم 33عاما، فيري أن الشباب هم أكثر من تسعده فرحة إجازة عيد الأضحى في قضاء أوقات مسلية في البر، حيث تعد منطقة عوافي متنفساً حقيقياً لكثير من العائلات لبعدها عن صخب المدينة، ولكسر الروتين بالمكوث في العزب التي أنشأتها الأسر والجلوس على الكثبان الرملية الناعمة، لافتاً إلى أن الطبيعة السائدة شجعتنا على الخروج إلى هذه المنطقة لنقضي أوقات الإجازة بكل سعادة، فهي تشكل راحة نفسية، ومتعة للنفس، وتجدداً للنشاط.
تصعيد الدراجات
أما زميله سيف الزعابي، فأوضح أنه من رواد منطقة عوافي في الأعياد والمناسبات الوطنية، حيث إن هذه المنطقة تشهد زيارة الكثير من المواطنين وأصحاب العزب، والتي تكتظ بالسيارات والدراجات منذ اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، وأضاف،بعد تحسن الخدمات في المنطقة باتت عوافي مقصد العائلات في العطلات، بعد أن كانت تشهد في السابق إقبالاً فقط من الشباب هواة تصعيد السيارات على التلال واستخدام الدراجات.