السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشر خطوات لطرد شبحي القلق والكآبة من عطلتك

عشر خطوات لطرد شبحي القلق والكآبة من عطلتك
7 نوفمبر 2011 22:17
لا شك أن القلق والكآبة هما ضيفان ثقيلا الظل إنْ حلا في فترة عطلتك، فهما لا يُفسدانها فقط، بل يؤثران على صحتك أيضاً. ولعل التحلي بالواقعية والتخطيط المبكر والمسبق لبرنامج العطلة وطلب الدعم والمساعدة عند الحاجة إليهما هي أنجع الوصفات التي يمكن أن تُساعد على منع الإصابة بالقلق والكآبة، وجعلها العطلة مناسبة لسكينة النفس وراحة البال وخُلُو الذهن من كل ما يُكدر صفوه أو يُعكر وضاءته. جميع الناس يفرحون لقدوم العطل، ولكن العطل لا تبتسم وتتورد للجميع، بل قد تجلب للبعض ضُيُوفاً غير مرحب بهم مثل القلق والكآبة. وليس ذلك بمستغرَب ولا مستعجَب. فالعطلة لا تعني فقط الخلود للراحة والاستجمام، بل هي مرادفة أيضاً لقوائم من الحاجات والطلبات كالتسوق وتنظيف البيت وترتيب الفرش وإعداد الولائم ودعوة الأقارب والأصدقاء. غير أن اتباع بعض النصائح العملية يُتيح لكل من يقضي عطلة قصيرة أو طويلة التقليل من حجم القلق المتربص به أو الجاثم على نفسه، ويجعل العطلة تحلو أكثر أو تُصبح أفضل مما كانت متوقعة. وعندما يصل القلق منتهاه، فإنه يغدو من الصعب على أي شخص أن يتوقف ويستجمع شتات نفسه. ولذلك فإن القيام بما من شأنه تجنيبك القلق والكآبة في المقام الأول يُصبح أولويتك الأولى التي إنْ أهملتها دفعت ثمنها بقضاء أيام عطلة كئيبة. وفيما يلي نصائح بسيطة لتفادي الإصابة بالقلق والكآبة خلال العطل: أولاً - تعامل مع مشاعرك بواقعية وإيجابية. فإذا كان أحد أقاربك قد أصابه مكروه ما في صحته أو أهله فشعرت بأنك غير قادر على المكوث مع أحبائك، فاعلم أنه من الطبيعي جداً أن تعتريك مشاعر حزن أو أسى كهذه. ولا بأس أن تترك نفسك تعبر عن مثل هذه المشاعر بتقبُل وحرية، وأعلم في نهاية المطاف أنه لا يمكنك أن تُجبر نفسك على أن تكون سعيداً لأن العطلة قد حلت! ثانياً - تواصل مع من تحب. إذا كنت تشعر بالوحدة أو الملل أو العزلة، فلا تتردد في التواصل مع الغير ممن ترتاح إليهم وتطيب نفسك بالتحادث معهم، أو في حضور فعاليات اجتماعية أو دينية. فذلك من شأنه أن يمنحك شُعوراً بالدعم والمؤازرة والرفقة. كما يمكنك القيام بأعمال تطوعية لمساعدة الآخرين، فهذه كذلك طريقة جيدة لرفع معنوياتك وتوسيع دائرة صداقاتك وعلاقاتك. ثالثاً - كُن واقعياً. عطلة هذا العام ليست بالضرورة كاملة مثل عطلة العام الماضي. فأفراد الأسر المحيطون بك يتغيرون ويكبرون، والعادات والطقوس الاجتماعية عادة ما تتغير. ولذلك لا تتفاجأ لرؤية جزء كبير منها يتبدل، وكن مستعداً لمواكبة ذلك والتحلي بعقلية منفتحة لتقبل ما يُستجد من أعراف وعادات. رابعاً- ضع الاختلافات جانباً. حاول تقبل أفراد العائلة والأصدقاء كما هم، حتى إن كانوا دون توقعاتك كافة. وضع الشكاوى والاختلافات جانباً إلى أن يحين الوقت المناسب لمناقشتها، وكُن متفهماً إذا شعر الآخرون بالاستياء أو الانزعاج في حال جرى أمر ما بشكل خاطئ أو عكس ما خُطط له. فقد تكون أحوالهم غير مختلفة كثيراً عن حالك من حيث معاناتهم من آثار القلق والكآبة خلال العطلة أيضاً. خامساً - لا تتجاوز الميزانية المرصودة، وقبل أن تشرع في اقتناء الهدايا وشراء حاجات ومتطلبات العطلة من طعام ومستلزمات، حدد ميزانية النفقات التي تحتاج إليها باعتدال ودون تبذير ولا تقتير، ثم التزم بهذه الميزانية. لا تُحاول شراء السعادة بالإكثار من الهدايا، وبدلاً من ذلك، يمكنك تجريب بدائل أخرى مثل التبرع باسم شخص ما لجهة معينة، كما يمكنك تقديم هدايا رمزية غير مكلفة، فالهدية الأفضل ليست بالضرورة هي الأغلى ثمناً. سادساً - خطط مسبقاً. حدد مبكراً الأيام التي تحتاج إلى تخصيصها للتسوق وتدبير أغراض البيت وزيارة الأصدقاء والقيام بغير ذلك من الأنشطة، ولا تذهب للتسوق إلا بعد أن تضع قوائم مشترياتك، فذلك يكفيك عناء الجري بين ردهات المركز التجاري في آخر لحظة لإحضار المشتريات المنسية. ولا تنسى الاستعانة بآخرين في حال كنت تُرتب دعوة أصدقائك وأقاربك لحضور حفلة أو وليمة. سابعاً - تعلم قول كلمة «لا». فالإجابة بكلمة «نعم» في الوقت الذي يتعين عليك فيه قول «لا» يُخلف لديك شُعوراً بالاستياء والتذمر. وأعلم أن الأصدقاء والزملاء سيتفهمون ويتقبلون كونك غير قادر على المشاركة في أي مشروع أو نشاط. ثامناً - لا تُفرط في عاداتك الصحية. ولا تجعل العُطل تكون فترة حرية مطلقة تتحرر فيها من كل «القيود». فالإفراط في تلبية حاجات النفس لا يزيد الطين إلا بلة ولا يُشعرك إلا بالذنب وبمزيد من القلق. فاحرص على تناول وجبات صحية ولا تُطلق العنان لشهيتك عند حضور حفلة أو سهرة في أكل الحلويات والسكاكر والجبن والمشروبات غير الصحية. وحاول أن تنال قسطك الوافر من النوم وأن تقوم بتمارينك الرياضية اليومية المألوفة خلال العطلة. تاسعاً - أُخْلُ بنفسك. خصص بعض الوقت لنفسك، وحاول قضاء 15 دقيقة من دون مُلهيات أو انشغالات، فذلك من شأنه أن يُشعرك بما يكفي من الانتعاش وتجديد النشاط والقدرة على إعادة ترتيب أفكارك واستعادة جاهزيتك للقيام بكل ما تحتاج القيام به. أُخرج لتتمشى ليلاً وتأمل النجوم في السماء. استمع إلى موسيقى هادئة. حاول إيجاد شيء يُقلل من شعورك بالقلق من خلال تصفية ذهنك من أية شوائب تشوبها أو تُعكر صفوها. تنفس بعمق وبطء واسترجع طمأنينتك الداخلية. عاشراً - أطلب مساعدة أخصائي إذا بذلت أقصى جهودك، لكنك وجدت مشاعر الحزن والقلق تُسيطر عليك وآهات الآلام البدنية والنفسية تتملكك، وأَلْفَيْتَ نفسك غير قادر على النوم وسريع الغضب وتشعر باليأس وتعجز عن مواصلة روتين الأعباء المنزلية اليومية، فلا تتردد في اللجوء إلى طبيب متخصص لاستشارته. ويقول خبراء نفسانيون إن أهم شيء ينبغي التركيز عليه في العطل هو عدم السماح بحدوث ربط عاطفي يجعل من العطلة بُعبُعاً يقض مضجعك كلما اقترب. ولتجنب حدوث ذلك، قُم بخطوات عملية لتمنع القلق والكآبة من أن يجدا طريقهما إليك. تعرف إلى المشاعر الحقيقية التي يُسببها لك قُرب العطلة -مثل الضغوط المالية أو الطلبات الشخصية- وتعامل معها بتقبل وإيجابية حتى يتسنى لك مواجهتها قبل أن تؤدي إلى عواقب لا تُحمد عُقباها. واعلم أنه مع القليل من التخطيط والتفكير الإيجابي، يمكنك أن تجد في العطلة ضالتك وتَخْبَر فيها راحة البال وسكينة النفس وتتذوق فيها كل معاني الطمأنينة والبهجة. هشام أحناش عن موقع «mayoclinic.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©