28 يناير 2011 19:42
“إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره”، هذا ما يستشهد به الطالب المبتعث حمد يوسف عبدالله العوضي من إمارة الفجيرة، والذي يدرس اختصاص الهندسة المدنية – السنة الثانية - في الجامعة الوطنية الإيرلندية - جالوي في إيرلندا (. The national university of ireland, Galway)
لم تكن لدى العوضي النية للسفر خارج الدولة، ولكن نصيحة من والده لدراسة الاختصاص الذي أحبه غيرت مجرى حياته، يقول العوضي : "بعد حصولي على الثانوية، اقترح والدي الدراسة علي في الخارج وقال لي حرفياً : "حمد اذا تبا تدرس برا أنا حاضر و الدولة ماتقصر"، ودخلت الفكرة سريعاً الى قلبي وبدأت البحث تلك الليلة عن الجامعات المعتمدة لدى وزارة التعليم العالي و البحث العلمي."
ويضيف قائلاً : " الدول التي كانت ضمن اختياراتي هي كندا، سويسرا و ايرلندا". ولكن استقر رأي الطالب ذي التسعة عشر ربيعاً على الدراسة في ايرلندا، يقول العوضي في ذلك : "بعد استشارة الاهل والأصدقاء وذوي الاختصاص، وبعدما صليت الاستخارة قررت الدراسة في ايرلندا، لعدة أسباب منها قرب مسافتها من أرضنا الطيبة و مستواها الأكاديمي العالي، كما تعتبر الجامعة التي اخترتها من اعرق الجامعات في ايرلندا حيث تأسست في عام 1845م"، مؤكداً أنه بذلك لا يقلل من شأن الجامعات الأخرى في كندا وسويسرا، ويردف : " أنهى أحد أقربائي دراسته في ايرلندا، وشجعني لاستكمال الدراسة هناك، بالإضافة إلى طبيعة الحياة الهادئة التي تتمتع بها إيرلندا"، كما لم يجد في باقي الدول التي كان يبحث فيها جامعات تدرس الهندسة المدنية باللغة الانجليزية ومعتمدة لدى الدولة.
الصبر مفتاح الفرج
مع أنها ليست المرة الأولى التي يسافر فيها العوضي للخارج، فقد سافر الى المملكة المتحدة لتعزيز لغته الإنجليزية في صيف 2008، ولكن السفر هذه المرة للدراسة الأكاديمية مختلف تماماً عن سفر السياحة، فقد أحس بالضيق والقلق عند مغادرته أراضي الدولة ولكن أصر على النجاح والتفوق في التحدي، وعن شعوره عند السفر يقول العوضي : " انتابني الحزن الشديد حيث شعرت بأني فقدت عضوا من جسدي، و لا أخفي عليكم كنت قلقاً بعض الشيء من ناحية استكمال الدراسة خارج الدولة بعيدا عن الأهل و الأصدقاء".
وعن المعوقات التي واجهت العوضي قبل السفر، يؤكد بأنه لم يواجه الكثير من العقبات، والتي تم تجاوزها بطبيعة الحال بسرعة شديدة، يقول حمد : " الحمد لله لم تواجهني الكثير من المعوقات و الصعوبات ما قبل السفر، فقد سهلت لنا الدولة كل الأمور".
أما بالنسبة للصعوبات أثناء الدراسة يقول حمد: "لابد من مواجهة بعض الصعوبات، فالانتقال من مرحلة مدرسية إلى مرحلة جامعية تحكمها صعوبة بعض المواد الدراسية بالإضافة الى الضغط الدراسي الذي يرزح الطالب تحت وطأته في بعض مراحل الدراسة كمنتصف الفصل الدراسي و نهايته"، ولكن إصراره على النجاح والتفوق مهد له الطريق وذلل الصعوبات في بلد هو فيه غريب الوجه واليد واللسان، يقول العوضي: "بالاتكال على الله تعالى وبالجد والمثابرة تمكنت من اجتياز كل الصعوبات، وأبرز ما واجهني من صعوبات بعد السفر أختصره بكلمة واحدة هي الغربة"
ويشرح العوضي بأنه تغلب على أحساسه بالغربة من خلال تقربه إلى الله تعالى وخاصة أنه كان الطالب الإماراتي الوحيد ليس في الجامعة وحسب بل في المدينة التي يقطنها، ويقول حمد : "من توكل على الله فهوه حسبه و يرزقه من حيث لا يحتسب، يرجع الفضل لله عز وجل الذي فك عني همي و أزاح كربي، لقد استطعت أن أتغلب على الأحساس بالغربة والوحدة باللجوء إلى الله و الدعاء و الصلاة و كثرة الاستغفار".
لحظة الوصول:
قد يكون للحظ يد في تسهيل أمور الطالب حمد العوضي، منذ لحظة وصوله للمطار في مدينة دبلن، حيث كان سكنه بادئ الأمر مع عائلة ايرلندية متفهمة حسب رأيه احترمت ثقافته وتقاليده، بالإضافة إلى دخوله معهم في حوارات شيقة عن العادات العربية والإسلامية، وعن ذلك يقول العوضي :" سيطر شعور بالخوف فور وصولي، الذي اختفى وزال استقراري مع إحدى العوائل الإيرلندية المتفهمة في الأسابيع الأولى، فقد قضيت معهم أوقاتاً ممتعة، واطلعتهم على بعض عاداتنا العربية والإسلامية وناقشتهم فيها. الأمر الذي ساهم في استقراري النفسي بسرعة ولله الحمد، حيث كانت أم العائلة تذكرني بصلاتي مما اسعدني، كما كانت تسألني عن كيفية الصلاة وتستفسر عن الثقافة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص و أيضا بعض الأسئلة الدينية".
سفير بلا سفارة
مع وجود الفروقات الثقافية والاجتماعية والمناخية بين الإمارات وإيرلندا، استطاع العوضي التكيف انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية وايمانه بأن أي مغترب إنما هو سفير لبلده ودينه، فقد اعتمد مبدأ الاحترام المتبادل للطرف الأخر والارتقاء بالتعامل مع شعب يختلف باللغة والدين والعادات، كما أن المعاملة الطيبة والمسامحة بالإضافة إلى طبيعة الشعب الإيرلندي الاجتماعية، سهلت له باب التعارف مع الآخرين حسب ما أورد، ولكنه تكيف مع صعوبة الطقس بصعوبة وعن ذلك يقول : " و منذ قدومي عملت على تكوين صداقات مع مختلف الجنسيات العربية و الغربية، أما بالنسبة للمناخ فقد واجهت صعوبة في التكيف عليه، ولكن الآن بعد مضي قرابة 3 سنوات استطعت الاعتياد على الجو".
ويرى العوضي أن الإمارات أفضل بكثير من إيرلندا بشتى المجالات، ومثلاُ تفتقر إيرلندا للمراكز التجارية الضخمة مقارنة بالموجود في الدولة التي تيسر الحصول على كافة الاحتياجات من مكان واحد، ولكنه معجب بشبكة السكك الحديدية التي تربط المدن الكبيرة و الصغيرة فيما بينها، ويضيف :" هناك الكثير الذي قد تجده في ايرلندا ولكني أجد الراحة النفسية في دولتي الحبيبة".
تميز ومرتبة شرف
يبدأ العوضي يومه بالصلاة والدعاء، ثم يستعد الذهاب للجامعة حسب ما يمليه عليه الجدول اليومي للدراسة ، ولا يضيع فرصة مهما كانت صغيرة لزيادة علمه، أملاً في العودة سريعاً لخدمة الوطن، وقد حصل على مرتبة الشرف عند نجاحه في السنة الاولى، مما وضعه في مسؤولية لإكمال ما بدأه على نفس النهج، ويحاول النأي بنفسه عن أية مشاكل وفي حال مواجهة أية منها على صعيد الدراسة، يحاول إيجاد الحلول معتمداً على نفسه، فإن تعذر عليه ذلك يقصد إلى مكتب شؤون الطلبة الأجانب في الجامعة، وينصح باللجوء للملحقية الثقافية مباشرة في حال عدم واجهت الطلبة الإماراتيين أية مشاكل لأنهم أدرى بحلها ولديهم الحنكة والخبرة في التعامل مع هذه الأمور.
يسري على الطالب الشاب حمد العوضي ما يسري على معظم الطلبة المبتعثين في الخارج فهو يزور دولة الإمارات مرتين في السنة، الأولى في شهر ديسمبر والثانية في الصيف، ويفتقد في غربته إلى روحانية المناسبات والأعياد الدينية، يقول العوضي : " هناك أماكن مخصصة للصلاة في الجامعة، ومنفصلة قسم للنساء و الآخر للرجال، ولكن طعم الأعياد والمناسبات الدينية لا يشابه طعمها الحلو في الإمارات، ففي بعض المناسبات نكون في قاعات الدراسة أو في الامتحانات، ونحاول تجاوز هذا الشعور بقضاء بعضها مع زملائنا الطلبة الخليجيين والعرب، حيث أن المدينة التي أقنطها تحتضن العديد من الجنسيات منها الخليجية والعرب".
طموح إماراتي
يطمح العوضي ليكون مهندساً بارعاً ومتميزاً، كما يأمل أن يستكمل دراسته للحصول على الدكتوراه في الهندسة المدنية كي يحقق حلمه للعمل التدريس الجامعي.
يقول: " أتمنى أن أعمل أستاذا جامعيا في إحدى جامعات الدولة حتى أنشر العلم الذي احصله في الخارج، لأسير على نهج نبينا محمد صلوات ربي و سلامه عليه حين قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث و ذكر منها أو علم ينتفع به .
جوائز ومشاركات
? الحصول على لقب الطالب المثالي في المدرسة لعام 2007/2008.
? المشاركة في معرض الإرشاد للدراسات الجامعية عام 2007/2008.
? الحصول على جائزة الشارقة التربوية للتميز فئة الطالب المتميز لعام 2007/2008.
? مقال علمي تحت عنوان "متلازمة داون" نشر في "الاتحاد" بتاريخ 25/5/2007 في قسم رأى الناس بصفحة رقم 14.
? شهادة من المؤتمر الفلكي الأول كان في مركز البحوث والدراسات في أبوظبي لمدة يومين، وكان على مستوى العالم.
? مشروع تكاتف في مدرسة مربح بالفجيرة حضر فيها وزير التربية السابق د.حنيف حسن وقابله شخصيا.
? معرض عن الحملة الوطنية للسلامة المرورية كانت بالمدرسة بفكرة الاختصاصي الاجتماعي الأستاذ راشد وكان الطالب العوضي المسؤول العام على هذا المعرض الذي دام عدة أيام وكان بالتعاون مع شرطة الفجيرة.
? شارك في العيد من الأنشطة، وأهمها لمشروع جهاز العرض السينمائي كان من خلال اشتراك 3 طلاب والعوضي أحدهم.
? مسابقة الأولمبياد الكيمياء الوطني حاز العوضي فيها المركز الأول على مستوى المنطقة التعليمية بمعدل 99 من 100 تحت إشراف معلم الكيمياء بالمدرسة الأستاذ محمد محمدي المشرف. والمركز الخامس على مستوى الذكور على مستوى الدولة في جامعه الشارقة.
? مسابقة الرحلات المدرسية، حصل العوضي على المركز الأول على مستوى الدولة في أفضل عرض تقديمي وكان بعنوان "اقتد وكن قدوة"، وكان العمل مشتركا بين 3 طلاب.
الملتقيات التي كان فيها العوضي مقدما لبرامجها هي كالآتي:
1. ملتقى السابع للجغرافيا والدراسات الاجتماعية وعلم النفس في منطقة الفجيرة التعليمية وكانت بحضور وكيل وزارة التربية أ.خولة المعلا وكان على مستوى الدولة أي بحضور الموجهين من كافة الدولة.
2. مهرجان الإبداع تحت شعار "إبداعات بلا حدود" على مستوى المنطقة فقط، وشارك في المشروع "جهاز العرض السينمائي".
3. المعرض المعرفي الأول لعام 2006/2007 على مستوى المنطقة التعليمية.
المصدر: دبي