25 أكتوبر 2012
أبوظبي.. الصِّبا والصَّبا والصبوة، والصباح المحدق في وجوه الرافلات شجوناً وشؤوناً، وفنوناً ولحوناً، وظنوناً وافتتاناً، وبرهاناً وبياناً، وأماناً واطمئناناً، وتحناناً.
أبوظبي.. المكان المسوَّرُ بأسْورٍ، وحوَرٍ، ونحْرٍ، وفجرٍ، وسُحرٍ، وبدْرٍ، وسِتْرٍ، وخِدْرٍ، ودهْرٍ، ووطْرٍ، وحجرِ الشوقِ والتوقِ وحُلْمُ اليافعات، الناصعات، وأحاديث الفرح ودهشة البلوغ والنبوغ، وسطوة الإبداعِ والبديع ونخوة اليَراعِ والربيعِ.
وحِظْوةِ الطيِّب المُطيَّب بأطيابٍ وأطْيارٍ، وأطْيافٍ وأطْرافٍ وأسْلافٍ وخِفافٍ ورهافٍ، ونِحافٍ ونيفٍ وقوافٍ، وطوافٍ، واترافٍ وصِحاف، واكتافٍ واتْلافٍ.
أبوظبي.. عاشقةٌ صوفيةٌ روحيةٌ، ريحانةٌ ريّانةٌ، مرْويةٌ راويةٌ وروايةٌ، وحكايةٌ وغوايةٌ وبدايةٌ لا نهاية.
وفِطنةٌ وحنكةٌ وحبكةٌ، وحِكمةٌ، وقِمةٌ، وقيمةٌ وشيمةٌ وصوْمعةٌ، مذهلةٌ، مُجلجلةٌ، مجللةٌ مدللة، مكللة مُبهرة، ومفخرةٌ ومعجزةٌ، ومُنجزةٌ مدهشةٌ، منتشيةٌ متفشيةٌ، جائسةٌ مطْوفةٌ مترفةٌ.
الضوء والوضوء
أبوظبي.. فاتنةٌ على ربوة الأمل، تحدِّقُ في ثنايا الحلم، وتقرأ التفاصيل بأناةٍ وتؤدةٍ، وتخطب الوِدَّ بمشاعر رَقْراقةٍ دفّاقةٍ توّاقةٍ، بأناقةٍ ولباقةٍ ولِياقةٍ، وتعقِصُ جدائل العِشقِ بمشطِ الحنين إلى عُشبٍ ورطبٍ، وخَصْب وصَخْب.
أبوظبي.. الرمش والحاجِبين والمِقلةُ في العين، وسُحنة اللجين وفِطنة السنين، ونفْرةُ الأولين، ونفحَةُ ذلك النبيلُ الأمين، زايد العُرف والسلف، والشغف، واللهف، والسَّقف، زايد الجذْرِ، والسترِ، والجذرَ، والأمْرَ، زايد فضيلة المكان، وقبيلة الزمان، زايد الإنسان، والأفنان، والأشجان، والحكايةُ الأزلية الأبدية.
أبوظبي.. الضوء والوضوء، والنهارُ المخبوء، في ثنيات الحياة، وابتسامة الناس، واشراقة الشجر، وزرقة البحر، ورَقْصةُ النجومِ “ورزيف” القمرِ، ونشيد الطير، وروْعة الصغار ساعة رفع العلم، ورفرفة الألوان البهية الزهية على راية وسارية، كأنها الأجنحة، مُحيية السماء، برجاءٍ ودعاءٍ، بأن يحفظ الله ما أعطى.
أبوظبي.. النخلة المتمهلة في صياغة العُذوقِ والعروق، بشوقِ النايفات السُّواقي، وتوقِ الطارفاتِ وجداً، الذاهبات إلى المجْدِ بحُسنِ السيرة. وصواب الفكرةِ، وعافية الحلم وصحية الخطوة والخُطة ووضوحِ الخُطوط، وقدرة الماشين على الأديم، بهَوْنٍ وصَوْنٍ الرَّافعين النشيد عالياً يا وطن..
بكَ الأعناق مرفوعة والأشواق مترعةٌ ونوق الأمل، تصيبُ ولا تُخيب، وتجيبُ بلا تأنيبْ.. يا وطن، ما تهزك ريحٌ، وأنت في الأعْطافِ سكنٌ وسجنٌ، وأنت في شمال الصَّدرِ جهة القلبِ صَرْح مؤزرٌ مُؤطرٌ مجذرٌ، مسطرٌ، مُسورٌ، مُبَذَرٌ مشجرٌ، بحرز النوايا الصافية، وعافية العاشقين وصحة الرّأي والرؤية.
أبوظبي.. النهلُ والسهلُ، والجَذْلُ، والعدلُ، والقُبلُ، والنّحلُ، والنِّحلُ والأملُ، والبذَلُ، والحَبْلُ، والحَبَلُ، والسبلُ، والجَبَلُ، والفَضْلُ، والفصلُ والنصْلُ، والحقلُ، والأصْلُ والشمْلُ.. والطفولةُ المؤزرة بأحلامِ الأيام وما زهى وأزهَرَ وازدَهر.
أبوظبي.. شجرة الخُلد، على أغصانها تفرعتْ أوراق الثقافة وتنوعتْ وأينعتْ، ونصعَتْ، وأبدَعَتْ، وبَرَعَتْ، وبلغتْ، ونبغَتْ، وتزنجلت بِخلاخيل الفرح الإنساني، ومَدَتْ أشرعةً لقاراتٍ وتضاريس، مُصدِحةً مُصْرِحةً، بإسم الإنسان، في كل مكان، بلا مَنٍّ ومِحَنٍ، مسجلةً في التأريخ مشهداً من مشاهدِ الازدهار، ومَلْحمة من ملاحِمِ التفوق الحضاري، في الصناعة والبراعة والوَداعةِ والمناعةِ، واليراعةِ، ذاهبة بِثقةٍ نحو هامات النجوم، مُتوغلة في الأحشاء والأرْجاء والأنْحاءِ بفطرةِ الغارفين من مَعينِ ما أبداهُ وأسداهُ وسوّاهُ، وساواهُ وأعْطاهُ وأضفاهُ، وأصفاهُ وأجلاهُ وجَلاهُ، زايد الحكيم طيب الله ثراه.
أبوظبي.. جزيرة، أجنحة وطيورها، مِنْ رموشٍ وأعشاشها عروشٍ ونقوشٍ، زخرفتها المعاني الرفيعة، والأماني البديعة ومعطيات من جادوا وأجادوا وجودوا في التلاقي والتّسافي، وتكوين المآقي، بكُحل الفرح، وتخضيب الأيادي بحنّاء الأمل الأخضر.
أبوظبي.. عاصمةٌ معْصومة بعصمة ذوي القُدرة والفِكرة، وفِطْنةِ مَن اعتصموا بحبل الله، وعوْنُ النوايا الطيّبة وارْثِ الذين طوقوا البلادَ والعبادَ بقصائد وقلائدٍ وفرائدٍ، ومجدٍ وسِدٍ، ومَدٍ، وجِدٍ، وكدٍّ، ورَغَدٍ، ومَدَدٍ، وسَنَدٍ، وشَهْدٍ، وغيْدٍ، وجَيْدٍ، وعَيْدٍ، ونشيدٍ وعِقدٍ فريد.
أبوظبي.. في الحلم كتاب يفتح دفتيه ويُغلقه على عيونٍ لوّنت الحياة بألوان الطيف، واستعارت من النجوم بريقاً وتألقاً، واستمدت من الغيوم زخّات وسقْفا، واستدعت الكواكب لتكون مداً ومدداً وزخذت من البحار زُرقة الأمدا، ومِنَ الأُفق نالتْ إتساع المدى ومن جِبلة النساء نَهَلتْ فضيلة النعيم والأبدَ، ومن عيون الغُزلان إمتشقت نفرة العِدا، ومن خَضة الموجِ بياضاً وسؤْدداً، ومن شموخِ الجبال صلابةٌ ومجاً، ومِنْ العُشب الأخضر نضارةً وجِدا، ومِنَ الماء الرّقراقِ صفاءً مُنشد، ومن الدماء الزكية طهارة ونِدا ومن الزمان خلوداً وخَلداً، ومن التاريخ عِبراً وحَدّاً ومن الفلسفة حكمة وبُعْدا.
ظبية المكان
أبوظبي.. في المكان ظبية وفي الزمان حارسةٌ لعرينٍ مكينٍ قابضة على جمرة الأخلاق والشوق الرّزين، وأحلام التوقِ الرّصين، هي للفجر خيوط من حرير، هي للصبح شُعاعٌ وسفير، هي لليل قمرٌ يسافر بأحلام الناس، ويضيء الدّامس الفقير، هي للأحباب والأصحاب قصيدة بشِعر وثير، هي للقاصي والداني عونٌ ومُجير، هي لعابر سبيلٍ قيثارة زمن منير، هي للمستغيث سعدٌ وصوتٌ قديرْ، هي للجارِ الجُنُب والابعدْ، شريانٌ ووريدٌ قريرْ، هي للإنسان أين ما كان، حُضْن أمانٍ واطمئنان، وساقٍ بارّ بلا تبذير، هي للمثقف سقف وأُفق وأثيرْ، هي ظلٌ وفيء للصغير والكبير، غِصن للطير والمستجير، هي سَكَنٌ لكل نفس رَمَتها رياحُ الغدرِ والغدير، هي باحةٌ لفراشات النهار والسّعر، هي واحة لغِزْلان فرَّت من شرٍّ مستطير، هي مُقلةٌ لمن غشيهُ غاشية الزمن المرير، هي قِبلة الحجيج ساعة النفير، ي قِبلة العُشاق والشوق المثير.
أبوظبي.. بخِلخالٍ ومِخيالٍ وخيّالٍ وحَبَةَ خالٍ، وسؤالٍ يُغري لسؤال ومجال يفسحُ للقصيدة، البوحَ والمنال، ويُطربُ القافية بنايٍ وموّال، ويهدي لهوى نجمة الأخفاق والأشواق، ويمنحُ الأفق فضيلة الأحْداقِ، يُجدد اللحن إنسانياً، وسلامٌ.. سلامُ على الأنام، وألفِ وِئامٍ وانسجام..
أبوظبي.. بخاتمٍ مُسالمٍ مُنادمٍ وجازمٍ وصارمٍ تُسوّرُ الأيّام بالأحلام وتملأ وعاء الزمان بطيب الكلام، وتغدقُ الأكوان بالتحنان، هي السفر الطويل في شجون الناس، هي الدَّهر المرصعُ بأمجادٍ ومَدادٍ، وسدادٍ هي “التجرد في أحشائه الدُّر” والأمرُ والسرد، والمد والجزر، هي النهر روافده أخلاقٌ وبَشَرُ، هي النحرُ بياضهُ من صفاتِ أهل الفضل والُّدرر هي سِحْرٌ دهشته من نخوة النبلاء، ومن في سجاياهم القَطْرُ، هي فكرٌ يُفضي إلى فِكرٍ، ومن تلاقح الأفطار يتسامقُ الفِكرُ، هي سطْرٌ يضيء سطوراً والسطورُ بدايتها السّطر، هي شِعرٌ ما باح به عصرٌ، هي نثر كثر الناثرون في وصفها فكانت أعظمهم نثرُ، هي رواية والراوي إرثٌ وأثرْ، وسواقي قديمةٌ قِدمَ البشر، هي أسطورة في الكلمة والصورة هي في المشهد الطوق والأسْور، هي في الحدث الحِبْر والخبرْ، هي البوح حكايةٌ لم تخر على بال بشَرْ، هي في المحفل الأُممي علامة وشامة، ووسامة وأمرُ وذكرُ، هي الوقت بدوْراتيه الدموية والشمسية، هي الدهرُ، هي المسافة ما بين الحاجب والحاجب هي الصّيت الصاخب، وعيْن العالم وفوهُ في موجبهِ والسالب، هي القُطبانُ الشارق والغارب، وهي الاستواء في قيم الأعاجم والأعارِب، هي الصراط السّوي، بلا مآرب، ولا مثالِبَ، ولا عَواقب هي للإنسان، قيمة وقيم من النّواكبْ.
هي صرخة الحق وصوتُ الحقيقة، والنداء الواجِبْ.
أبوظبي.. في الحكاية كانت ظَبية استدرجت الصحراء فناخَتْ الأشواقُ والأعناق، وعند كثيب الرّمل، توخى السهل الحَذَر، فجاشَ العُشب، نمواً وسحّواً، فعَلا النداء، نِداء السّماء، أن هذه الأرضُ أرض الأوفياء، وبارَكت الملائكة صوت الرّحيم الكريم العليم، حتى بث اليراع وعُذوبته، وانضوى الناس يكرّعون من فيضٍ، ويمضون لنهوض، شاكرين حامدين، وفض النّهل، شهامَة، وكرامة في أفئدة النّاهلين، والظِّبية الحبْلى، تُحدق وتُغدق، وتُرخي جناح الحب من الرّحمة، حتى صار الكون كلّه، يلهجُ بمنهْجِ اللواعج الرقيقة الأنيقة، الدفيقة، ويكتب اسم أبوظبي في دفتر التاريخ أعجوبةٌ نجيبة تنبتُ في الصحراء، فتُزْهرُ حضارة، لم يسبق للتاريخ أن يعرفُ مثيلاً لها، وكم يسبق للبشرية أن قرأت في الصحراء كتاباً، يُنعش بحروفٍ من الجَلَد مُفوهة بِلسانٍ فصيح نصوح، وصريح، كأنه الرمل على قمة ربوة أجادت في تلاوة الأحلام كي لا تصير أوهاماً.
أبوظبي.. في الحكاية طموحٌ ثم جموحٌ، ثم صروحٌ، حرّكت وجْدان الوديان، وأشعلت في الرّوابي شموعاً، حتى غسلت الأرض ثيابها من تراب، وصار التراب خضاباً برائحة القلوب الدفيئة، وصارت الرائحة عبقاً يضمخُ المكان والزمان بطيبِ المعْشر، وطيبات المعاني.
أبوظبي.. في الحكاية وعيٌ زخرف، المكان بسجادة الحُلم، صار الحُلم، عِلماً، وعَلَماً، لوّن العِلْمُ العَلَمَ، بألوان الكبرياء، مدَّتْ الكبرياء خيوطها الذهبية للنفس، فمنحتها قُدرةٌ ومِنعة ورِفعة، وسُمعة وشمعةٌ ولمعةٌ، وروْعةٌ وفوْعةٌ ونبعةٌ وشعشعةٌ.
أبوظبي.. في الحكاية بدايةٌ لأصلِ الكونِ، واخْضرارِ التكوين بعشب القلوب الدروب، وتحرير الإنسانية من الخُطوبِ.