23 أكتوبر 2012
السيد سلامة (أبوظبي) - وزع مجلس أبوظبي للتعليم على مكتبات مرحلة رياض الأطفال بمدارس الإمارة، عملاً أدبياً، عبارة عن مشروع تخرج لطالبتين مواطنتين بجامعة زايد، وذلك لتعزيز المحتوى المعرفي لهذه الشريحة الطلابية.
وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام المجلس، إن العمل الأدبي، عبارة عن قصة للأطفال تم إبداعها ضمن مشروع تخرج طالبتين مواطنتين بجامعة زايد، هما عايدة المسكري، وفاطمة الذوادي اللتان تخصصتا في التدريس في مرحلة رياض الأطفال، وتضمن كتابة قصة أطفال باللغتين العربية والإنجليزية أطلقا عليها اسم “رحلة في الصحراء” موجهة إلى فئة أطفال الرياض في الدولة، وتسرد القصة رحلة صبي في الصحراء اسمه “حمد” يبحث عن ناقته الضائعة، ويتعرض لعدد من المواقف والشخصيات ذات الصلة بالبيئة الصحراوية، مشيراً إلى أن الطالبتين تعاونتا مع فنان موهوب في إعداد الصور التوضيحية ورسوم الشخصيات وإكسابها ألواناً مبهجة وطابعاً مميزاً.
وقال د.الخييلي: الإبداع لا يقف عند حدود، وإذا ما أتيحت للطالب بيئة تعلم مناسبة، فإن إبداعاته ترى النور في الميدان التعليمي، وهذا ما حدث بالفعل لمشروع تخرج جامعي للطالبتين، حيث انتهى به المطاف في جميع مكتبات المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، علاوة على مكتبة إحدى المدارس في أستراليا، وهو في طريقه الآن إلى عدد من مكتبات المدارس في المملكة المتحدة.
وأوضح معاليه، أن مشروع التخرج تقدمت به قبل خمس سنوات الطالبتان بجامعة زايد، وتضمن كتابة قصة أطفال باللغتين العربية والإنجليزية أطلقا عليها اسم “رحلة في الصحراء” موجه إلى فئة أطفال الروضة في الدولة، وتم الاستعانة بمادة علمية متميزة، بحيث تقدم كمحتوى تعليمي لأطفال الرياض في مدارس إمارة أبوظبي.
وتحدثت عايدة المسكري التي تعمل حالياً مدرسة لمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية في روضة أطفال “البدور”، عن مشروعها هي وزميلتها قائلة: لم يكن لدينا أدنى فكرة بأن القصة ستنال كل هذه الشهرة، ولم يستغرق منا الأمر أكثر من ساعة في التفكير في مضمون القصة والوصول إلى قرار، بإضافة الطابع واللمسة التراثية الإماراتية إلى التفاصيل، ومنها على سبيل المثال ما تتضمنه الطبيعة الصحراوية من حيوانات، كالجربوع والإبل والصقور، وما تتميز به من أشجار نخيل وواحات، علاوة عن سكن البدو في الخيام وامتهانهم الرعي والصيد.
وأضافت: أردنا أن نقدم قصة فريدة من نوعها تختلف عن نمط القصص الخيالية المعتادة التي تملأ رفوف المكتبات هذه الأيام، وهو في اعتقادي ما أثار اهتمام مجلس أبوظبي للتعليم كون القصة تبرز التراث الإماراتي العريق باللغتين العربية والإنجليزية، وفي الحقيقة يدفعني النجاح الذي حققته القصة إلى التفكير في كتابة قصة ثانية، بالتعاون مع زميلتي التي عملت معها في الجامعة قبل خمس سنوات.
وقالت: تواصلت معي أمينة مكتبة إماراتية قرأت القصة وأعجبتها وعرضت علىّ نشرها عن طريق دار النشر التابعة لها، فوافقت، وتم طبع ونشر القصة، ووصلت إلى مجلس أبوظبي للتعليم الذي أبدى اهتماما بالغا بها وقام بتوزيعها على مختلف مكتبات المدارس الحكومية، مع العلم أن القصة يصاحبها دليل إرشادات للمعلم يتضمن الأساليب والوسائل المقترحة لإيصال مضمون القصة إلى الأطفال بشكل ممتع.
وأكدت عايدة ضرورة تشجيع الأطفال على القراءة من سن مبكرة قائلة: أدعو الأمهات للقراءة لأطفالهم منذ نعومة أظفارهم، فالقراءة مهمة جداً وكلما قرأ الأهل لأطفالهم، بدأ الأطفال بالاستمتاع للقراءة أكثر فأكثر والتعود عليها، وعدم النظر إليها كواجب أو مهمة ثقيلة.
وأضافت: أنا أم لثلاثة أطفال، هن سارة وعمرها ثمانية أعوام، ونورا وعمرها ستة أعوام، وبدور وعمرها عام ونصف العام، وأقرأ لهن، وفي حال كنت مرهقة، أو نسيت أن اقرأ لهن قصة ما قبل النوم، فإنهن يذكرنني على الدوام، ما يدل على أنهن يستمتعن بالقراءة، ومن المهم جدا أن يستمتع الأطفال بالأنشطة والهوايات التي من شأنها تنمية قدراتهم ومهاراتهم.
وأبدت عايدة سعادتها، عندما علمت من مديرة روضة البدور، باولين كينزلر، أن قصتها تقرأ الآن من قبل الأطفال في النصف الآخر من العالم، حيث أخبرتها المديرة أنها قامت بإهداء نسخة إلى المدرسة التي كانت تعمل بها سابقاً في أستراليا، وأن إدارة تلك المدرسة أصدرت تعميماً مفاده:” التقى مدير مدرستنا، مارسدن، خلال توقفه في أبوظبي في رحلته إلى إسبانيا المديرة السابقة للمدرسة، باولين كينزلر، والتي تعمل حاليا مديرة مدرسة في إمارة أبوظبي، وأهدت مدرستنا قصة لإحدى المعلمات المميزات في مدرستها كُتبت باللغتين العربية والإنجليزية، ووقّعت من قبل المديرة، ونحن نرى أن القصة مميزة وتستحق الإطلاع عليها والتعرف إلى أوجه الاختلاف في الثقافات”.
وقالت عايدة: إن هذا الخبر يدفعني للعمل الدؤوب من أجل تمكين الأطفال من جنسيات أخرى من التعرف إلى ثقافتنا وهويتنا، وأتمنى أن يتم توزيع قصتي في مدارس أخرى في مختلف أرجاء الإمارات كونها كتبت لتقرأ من قبل أطفال الإمارات، كما هو واضح بدءاً من تصميم الغلاف إلى مضمون القصة.