هناء الحمادي (الفجيرة)
قطعوا المسافات الطويلة في الوديان وتسلقوا العديد من الجبال للاستمتاع بسحر وجمال الطبيعة، ونظموا عدداً من رحلات السفاري الداخلية للتخلص من ضغوط العمل وتلوث البيئة، ورغم اختلاف وظائفهم وتنوع اهتماماتهم، إلا أنهم اجتمعوا على عشق الأماكن السياحية المختلفة.
المغامر سعيد المعمري، مدير عام مركز الفجيرة للمغامرات، يسعى إلى نشر رحلات «الهايكنج» وسط أحضان الطبيعة في إمارة الفجيرة، والتشجيع على ممارسة الأنشطة الخارجية ونشر الوعي البيئي، وسياحة المغامرات، وإبراز الهوية الإماراتية من خلال التواصل الحضاري، وتطوير مهارات التعايش والاعتماد على النفس.
ويقول المعمري: بمشاركة 1000 من هواة الهايكنج من مختلف الأعمار والجنسيات، نظم مركز الفجيرة أمس الأول، مع عدد من هواة أنشطة المغامرات، أربع رحلات هايكنج بمشاركة الشيخ عمر بن صقر القاسمي والشيخ محمد بن كايد القاسمي في مختلف المواقع الاستراتيجية وسط أحضان الطبيعة.
وتهدف هذه الرحلات إلى نشر وتشجيع سياحة المغامرات والترويج للمواقع الطبيعية والأثرية في الإمارة، مع الحرص على توعية أفراد المجتمع بأهمية المحافظة على الموارد البيئية.
خلال المسير الجبلي الذي حمل شعار «لا شيء مستحيل» تجول المشاركون في أماكن جبلية عدة، لتنتهي الرحلة في «محمية وادي الوريعة» التي تقع ضمن سلسلة جبال الحجر، والتي تتميز بتنوع بيولوجي وتكوينات جيولوجية فريدة من المنحدرات الصخرية، وتمتد من سلطنة عُمان في الجنوب وحتى مضيق هرمز في الشمال، وتبعد المحمية 45 كيلومتراً شمال مدينة الفجيرة على الطريق الواقع ما بين خورفكان ومنطقة البدية، وتبلغ مساحتها حوالي 220 كيلومتراً مربعاً.
ويبين المعمري أنه تم اختيار «محمية وادي الوريعة» للمشاركين نظراً لوجود العديد من المميزات والقيم الاستثنائية التي تجعل المحمية متفردة بنظامها وخصوصيتها الطبيعية، مثل وجود أعداد كبيرة من عيون المياه والشلالات التي تنبع من باطن الأرض، بالإضافة إلى احتوائها على نظام بيئي فريد، كما تضم تنوعاً هائلاً من الحيوانات البرية، والبرمائيات، والحشرات المائية، والطيور، والنباتات البرية النادرة، وبعض الحيوانات المهددة بالانقراض، كما تشتهر بأنها المكان الوحيد في الإمارات الذي يحتضن مساحة شاسعة من زهور الأوركيد.