قطفت هيئة أبوظبي للسياحة ثمار جهود بذلتها على مدار 4 أعوام مرت على إطلاقها، أرست خلالها قواعد الترويج السياحي للإمارة ورسمت الأطر التشريعية الرامية إلى تطوير أعمال القطاع، فضلاً عن تعزيز سياحة المعارض والمؤتمرات، وفرض وجود أبوظبي في المحافل الإقليمية والدولية، بحسب مسؤولين في القطاع اعتبروا أن ذلك أهلها لنيل جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز كأفضل جهة حكومية من الفئة الصغيرة والمتوسطة·
وأكد المسؤولون أن ما حققته الهيئة في هذه الفترة القصيرة، يعد ''إنجازاً كبيراً'' بحيث أنها تركت بصمة واضحة في تطوير المنتجات السياحية من خلال الخروج بها إلى حيز الوجود في أبوظبي، أهمها سياحة الأعمال والمعارض ومشاركتها في معارض عالمية سنوياً·
وأخذت إحصاءات السياحة في الإمارة بالنمو التدريجي إلى أن سجلت نتائج متميزة لعام ،2008 إذ استقبلت ما يزيد على 1,5 مليون سائح، أمضوا 4,7 مليون ليلة فندقية في 13 ألف غرفة تقريباً، بعائدات إجمالية قدرها 4,3 مليار درهم·
وقدم مكتب جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز في دورته الثانية هذا العام 2008 - 2009 مؤخراً عدداً من الشهادات التقديرية للمؤسسات والجهات الحكومية التي حققت مستوى جيداً في برنامج الجائزة ومنها جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز كأفضل جهة حكومية من الفئة الصغيرة والمتوسطة التي حصلت عليها هيئة أبوظبي للسياحة·
وكان سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس المناطق الاقتصادية العليا كرم الفائزين بجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز في دورتها الثانية في فندق قصر الإمارات في أبوظبي·
وكان سموه أكد أن جائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز تشكل أحد مرتكزات تحقيق الرؤية الاستراتيجية الشاملة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سعياً لتحقيق طفرة تنموية شاملة ومستدامة على أرض الإمارات، ومواكبة عصر ثورة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي·
وقال سموه بمناسبة حفل تكريم الفائزين بجائزة أبوظبي للأداء الحكومي المتميز إن الجائزة تمثل في جوهرها منظومة متكاملة من الأطر والمقاييس المبنية على منهجية علمية توفر للهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية وسائل التعرف إلى قدراتها وكفاءاتها، وتفتح المجال أمامها لتصويب أخطائها، والتحول نحو إحداث نقلة نوعية في مجالات عملها على طريق التميز والجودة، وصولاً بالأداء الحكومي في أبوظبي إلى مصاف أكثر الدول والمجتمعات تقدماً في هذا المجال·
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا للفنادق ناصر النويس إن هيئة أبوظبي للسياحة تستحق تلك الجائزة لأنها استطاعت خلال أربع سنوات إثبات وجودها وإيجاد موقع مهم لأبوظبي كوجهة سياحية تنافس الوجهات العالمية·
وقال ''وجدنا كمجموعة روتانا أن أبوظبي أصبحت موجودة في جميع معارض العالم عن طريق هيئة أبوظبي للسياحة''·
وأكد أن هيئة أبوظبي للسياحة أوجدت علاقة قوية بين القطاع العام والخاص وشراكة حقيقية بين الفنادق والهيئة، وواكبت خطة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالنسبة لإنشاء فنادق جديدة لاستيعاب الطلب المتزايد على السياحة، بحيث كان للهيئة الدور الكبير في التشجيع وتسريع إنشاء تلك المشاريع·
سياحة المعارض
ومع تعزيز سياحة المعارض، باتت أبوظبي تستقبل قرابة 50 فعالية سنوياً، بحسب النويس الذي اعتبر أن تلك الفعاليات واكبها تطور في البنية التحتية الملائمة كإنشاء مركز أبوظبي الوطني للمعارض والتوسعات التي تطرأ عليه·
وأضاف أن الهيئة أعادت إحياء الفعاليات الصحراوية والبحرية التي تجذب عدداً كبيراً من السياح·
وفيما يتعلق بالقطاع الفندقي، قال النويس إن هيئة أبوظبي أرست مواصفات ممتازة بالنسبة لفنادق أبوظبي من خلال إطلاقها نظاماً للتصنيف ما يجعل النزيل يدفع مبلغاً يعادل ما يأخذه من خدمات متميزة، فضلاً عن تحسين الخدمات المقدمة في الفنادق ما يمنع استغلال السائح·
ويمثل نظام تصنيف المنشآت الفندقية بإمارة أبوظبي الذي دشنته هيئة أبوظبي للسياحة، نظاماً هو الأول من نوعه في صناعة السياحة يجمع ما بين المنهجيتين الإلزامية والتقييمية، وتم تصميمه بهدف تعزيز صدقية الوجهة السياحية·
ويتم تنفيذ النظام بواسطة مقيمين من الهيئة يزورون الفنادق والشقق الفندقية في الإمارة·
ونال النظام ثقة المجلس الوزاري العربي للسياحة كنموذج حديث ومتطور لأفضل الممارسات في هذا القطاع على المستوى الإقليمي·
وقال علي سعيد بن حرمل الظاهري العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض إن الجهود التي بذلتها هيئة أبوظبي للسياحة تجعلها تستحق التقدير، فقد أطلقت استراتيجية أساسية لها عند تأسيسها بحيث بدأت بتطبيقها منذ ذلك الوقت ووضعت أبوظبي على الخريطة السياحية العالمية خلال وقت قصير·
وأكد دعم الهيئة لسياحة الأعمال وجذب المستثمرين ودعم رجال الأعمال·
وأشار إلى نجاح آخر للهيئة من خلال إطلاق شركة أبوظبي الوطنية للفنادق والتي تقوم بإنشاء مبادرات ومشاريع مهمة جداً كجزيرة السعديات التي تحتضن متاحف متميزة وجزيرة صير بني ياس·
وشدد على دعم هيئة أبوظبي ''الصادق والجاد'' لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض في إنجاح المعارض والتعاون في التنسيق مع الفنادق لتشجيعها على تقديم أسعار تنافسية إضافة الى تشجيع الاستثمار في الفنادق والتي تعد إحدى الحاجات الأساسية لقطاع المعارض·
وتخطط أبوظبي إلى استقطاب 2,7 مليون نزيل فندقي ارتفاعاً من نحو 1,68 مليون نزيل تقريباً العام الماضي، إلى جانب رفع عدد الغرف الفندقية إلى 27 ألف غرفة من أصل 13 ألف غرفة حالياً بحلول عام ·2012
استقطاب السياح
بدوره، أكد سيف الهاجري رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للفنادق أن فوز الهيئة بهذه الجائزة يرفع من قيمة الشركات العاملة في القطاع السياحي·
وأشار إلى أن هيئة أبوظبي حققت الكثير من الإنجازات خلال وقت قياسي، مؤكداً دورها الرئيسي في استقطاب السياح ما يزيد من الطلب على الفنادق والحاجة إلى إقامة المشاريع الفندقية بهدف زيادة عدد الغرف الفندقية لاستيعاب الطلب المتزايد من قبل السياح·
وحضر حفل توزيع الجوائز سمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة المالية والعميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ أحمد بن سيف آل نهيان رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة ومعالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي رئيس الجائزة، إضافة الى عـدد من أعضاء المجلس التنفيـذي وكبار المسـؤولين ورؤساء الدوائر وممثلي الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي·
وتم الإعلان خلال الحفل عن أسماء الفائزين بجوائز الفئة الثالثة (فئة التفوق الوظيفي)، ويحصل الفائزون بها على ترقية فضلاً عن مبلغ 150 ألف درهم، وجوائز الفئة الثانية (فئة المشاريع المتميزة) إضافة إلى الجوائز الفرعية المنبثقة من الفئة الأولى للجائزة·
الاستثمارات الفندقية
إلى ذلك، تساهم هيئة أبوظبي للسياحة في تشجيع الاستثمارات الفندقية بحسب مسؤولين في القطاع، إذ سيشهد عدد الغرف الفندقية في الإمارة زيادة ملحوظة مع اقتراب نهاية العام الحالي، إثر تسليم العديد من المشاريع في مواعيدها المحددة لاستقبال الضيوف القادمين إلى الإمارة من أجل سباق الجائزة الكبرى لموسم 2009 من بطولة العالم ''الاتحاد فورمولا ·''1
وتشمل هذه المشاريع ''منتجع قصر السراب'' في صحراء ليوا، والذي تعكف على تطويره ''شركة التطوير والاستثمار السياحي''، و7 فنادق، من بينها ''فندق مرسى ياس'' من فئة الخمس نجوم، وتطوره شركة ''الدار''·
وستشهد أبوظبي إقامة فندق ''الوفت'' في دولة الإمارات العربية المتحدة الأول من نوعه من سلسلة الفنادق والمنتجعات العالمية ''ستاروود''، وذلك بهدف تلبية احتياجات مسافري الأعمال الشباب· وسترفع هذه المشاريع الفندقية قيد الإنجاز، من فئات الخمس والأربع والثلاث نجوم، رصيد أبوظبي من الغرف الفندقية بواقع 3 آلاف غرفة وعدد منافذ الطعام والشراب المتاحة بواقع 30 منفذاً· وستقوم بإدارة هذه المنشآت شركات عالمية مرموقة، مثل ''أنانتارا''، و''راديسون ساس''، و''روتانا''، و''كراون بلازا''·
وتهدف الخطة الخمسية الحالية لـ ''هيئة أبوظبي للسياحة'' إلى زيادة عدد السياح الذين تستضيفهم فنادق الإمارة إلى 2,7 مليون سائح بحلول عام 2012 وزيادة عدد الغرف الفندقية إلى نحو 27 ألف غرفة خلال الفترة ذاتها·