أسماء الحسيني، وكالات (القاهرة، الخرطوم)
وصل وفد من المحكمة الجنائية الدولية إلى الخرطوم أمس لبحث مسألة تسليم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير. وكانت الحكومة السودانية قد اتفقت مع الجبهة الثورية الأسبوع الماضي على مثول جميع المطلوبين أمام المحكمة الجنائية، وعلى رأسهم البشير.
وقال وزير الإعلام السوداني فيصل صالح، إنه قد يتم إرسال البشير ومشتبه بهم آخرين إلى لاهاي، لمحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولكنه أضاف أن أي قرار سيحتاج موافقة من الحكام العسكريين والمدنيين.
وأضاف صالح في تصريح صحفي «أحد الاحتمالات هو أن تأتي المحكمة الجنائية الدولية إلى هنا، ومن ثم يمثلون أمام المحكمة الجنائية الدولية في الخرطوم، أو أن تكون هناك ربما محكمة مختلطة، أو ربما يجري نقلهم إلى لاهاي.. هذا سيتم بحثه مع المحكمة الجنائية الدولية».
يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه لقاء الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، يثير تداعيات واسعة في السودان. وكان نتنياهو قد أعلن أمس الأول أن طائرة إسرائيلية حلقت للمرة الأولى فوق السودان، وأضاف خلال اجتماع مع يهود أميركيين في القدس أنه تغيير كبير، وأن المؤشرات واضحة بشأن انفراج في العلاقات مع السودان.
وأكد الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني، مجدداً أن التطبيع المطروح الآن هو مع إسرائيل التي تحولت إلى دولة عنصرية تحرم بعض مواطنيها من عرب ودروز من حق المواطنة، كما كانت جنوب أفريقيا سابقاً.
وقال المهدي إن القرار الدولي الذي شرعن قيام إسرائيل في عام 1948 ظالم، لكنها صارت الآن بعد ضم الأراضي المحتلة عام 1967 ومخالفة القرارات الدولية، دولة إمبريالية مارقة من الشرعية الدولية، وغاصبة لحقوق عربية وفلسطينية صريحة، وحذر أن هذا الظلم الفادح سيكون له أثر كبير في تزويد الغلو والتطرف في المنطقة.
وأوضح المهدي أن رفض التطبيع ليس سببه الانتماء العربي فقط، مشيراً إلى بعض رافضي التطبيع الآن في دول مسلمة غير عربية، وكثير من الأميركيين والأوروبيين ضد خطة السلام الجديدة، ويدركون أثرها السلبي على السلم والأمن الدوليين، وأكد أن التطبيع مع إسرائيل الحالية يناقض القرارات الدولية والموقف العربي المشترك، ويعني فرض استسلام كامل على الفلسطينيين، ويزيد من عوامل الاحتقان في المنطقة، ويعطي نتنياهو جائزة يباهي بها في حملته الانتخابية.
ورفض المهدي القول إن إسرائيل هي الطريق لتحقيق مصالح السودان، وقال: «إن ذلك من رابع الأوهام». وأكد المهدي أن مقابلة البرهان لنتنياهو ضد القانون السوداني وضد الوثيقة الدستورية المتفق عليها، وضد الإجماع العربي المتفق عليه.
ومن جانبه، قال المفكر السوداني الدكتور حيدر إبراهيم إن لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا مثل استفزازاً للثورة وللشعب السوداني، وذهب إلى أن هذا اللقاء جزء من مخطط لضرب الحكومة الانتقالية، من خلال خلق انقسام وصراع بين المكون المدني والمكون العسكري.
وفي تطور آخر، قتل في حادثة بشعة بمدينة الأبيض بغرب السودان خطيب وإمام مسجد يدعى عبداللطيف، حيث هجمت عليه مجموعة مجهولة بالسواطير، عقب رفعه أذان الفجر، فأردته قتيلاً. وباشرت المباحث الجنائية إجراءاتها للكشف عن غموض الحادث والوصول إلى مرتكبيه.