أغلقت جائزة الشارقة للثقافة العربية مؤخرا باب الترشح للجائزة، وينتظر أن يتم الإعلان عن الاسمين الفائزين بدورتها للعام 2012 مطلع العام المقبل، لتنجز بذلك اثني عشر عاما من تأسيسها، كرست فيها مساهمة الإمارات في إشاعة الحوار بين ثقافات العالم.
وتعتبر الجائزة التي تبلغ قيمتها 60 ألف دولار، من أعرق وأرفع الجوائز العربية في هذا الباب، إذ انطلقت بتوصية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مناسبة اختيار الشارقة عاصمة ثقافية للعالم العربي في العام 1998م، وذلك بعد أن اقترحت إمارة الشارقة على اليونسكو إطلاقها بوصفها» جائزة الشارقة للثقافة العربية ـ اليونسكو» على أن تمنح تقديراً لجهود شخصيات ثقافية، رجالاً وإناثاً، أو مؤسسات أو جماعات تسهم بأعمالها الفكرية أو الفنية أو الترويجية في تنمية الثقافة العربية ونشرها في العالم؛ فالجائزة تهدف إلى مكافأة جهود شخصية ثقافية من بلد عربي وشخصية ثقافية من بلد غير عربي، يكونان قد أسهما من خلال أعمالهما الفنية أو الفكرية في تنمية الثقافة العربية ونشرها للعالم.
أما اختيار الفائزين فيتم من قبل المدير العام لليونسكو بناء على اقتراحات تقدمها إليه هيئة التحكيم التي تضم خمسة أعضاء من جنسيات مختلفة، يعينهم المدير العام لمدة أربعة أعوام.
وتشترط لائحة الجائزة أن تقترح الترشيحات على المدير العام من جانب حكومات الدول الأعضاء في اليونسكو والمنظمات غير الحكومية المختصة التي ترتبط بعلاقات رسمية مع اليونسكو، مع وصف لأعمال المرشح وملخص للنتائج التي أسفرت عنها أعماله.
وتعتمد اللجنة المحكمة سبعة معايير للفرز بين الترشيحات وهي: الابتكار، والإسهام في البحث العلمي وتشجيع قيم وتطلعات المجتمع وخاصة في ميداني المرأة والشباب. كما تنظر اللجنة إلى مساهمة المرشح في تنمية التراث الثقافي. وإبراز الوحدة في التنوع الخلاق للبشرية إضافة إلى مساهمته في الحوار بين الثقافات والحضارات، وفرادة رؤيته للآخر واحترامه الآخر في اختلافه.
وشهد سجل الجائزة حضور العديد من الأسماء الثقافية العربية والغربية والآسيوية المهمة، مثل البروفيسور اليمني عبدالعزيز المقالح والبروفيسور الصيني عبدالرحمن ناجون والبروفيسور المغربي بن سالم حميش والبوسني أسعد دوراكوفيتش، والبروفيسور التونسي عبدالوهاب بوحديبة والبروفيسور الإسباني خوان فيرني خينس الكاتب الروائي الجزائري الطاهر وطار والأب ميشيل لاغارد (الفاتيكان) والأردني الدكتور جمال الشلبي والبلغاري الدكتور يوردان بييف والبروفيسور السوري علاء الدين لولح والبروفيسور الهندي شاه عبدالسلام والدكتور المصري جابر أحمد عصفور ودكتور البرتغالي خوسيه ادالبيرتو كويلهو ألفيس والخطاط العراقي غني العاني والبروفسير البولندي آنا بارزيميس والممثل والمخرج السوداني علي مهدي نوري والمسرحي الفرنسي شريف خازندار والروائي اللبناني إلياس خوري والناشر البرازيلي جواو بابتيستا فارجنس.
وبقراءة سير هؤلاء، نلحظ تنوعاً في اختصاصاتهم وتوجهاتهم وبلدانهم، كما نلحظ أن أغلب الفائزين بها توجهوا بعائدها إلى مشاريع وبرامج خيرية لتكريس السلم وإشاعة أسباب الحوار والتثاقف والتواصل الإنساني، وهو ما زاد من القيمة الثقافية للجائزة التي ينظم حفل إعلانها سنويا في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية وتحضره العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية من سائر أنحاء العالم؛ خاصة أن حفل الجائزة تصحبه دائما ندوة ثقافية نوعية بمشاركة ثلة من الفاعلين في المشهد الثقافي العالمي.
وسبق لإيرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو أن قالت عن الجائزة إنها: تسلط الضوء على الجهود الرامية إلى نشر الثقافة العربية في العالم وتجسد فلسفة إنسانية تتفق وسياسة اليونسكو في مجال الثقافة».