دبي ـ خولة علي:
يخطو أطفال الروضة أولى خطواتهم في عالم الابداع والابتكار العلمي، فعقولهم الصغيرة تزخر بمعان وأفكار ينطلقون من خلالها في بحثهم واطلاعهم حول عوامل مختلفة تعج بها الطبيعة من حيث التضاريس والمناخ، وما تضمه قيعان المحيطات من حياة وما يزخر به عالم الحيوانات والنباتات من معارف وعلوم، كل ذلك وأكثر عبر عنها اطفال KG من خلال المعرض العلمي الذي احتضنه فناء KG في مدرسة الابداع العلمي، التي تنتهج اولى سياستها العلمية من خلال ترسيخ مبادئ العلوم بكافة اشكالها وصورها في عقل الطفل، ومحاكاة عقل الطفل بطريقة لا تخرج عن نطاق المتعة والتسلية· فصاغوا باناملهم الصغيرة صورا واشكالا واعمالا جسدت الابداع والابتكار العلمي·
ومن خلال هذا المعرض العلمي الذي نظمته المدرسة، كان لنا هذا اللقاء مع زينب سعيد رئيسة قسم العلوم بالمدرسة· حيث تقول زينب سعيد: إن الانشطة المدرسية تعتبر جزءاً مهماً في العملية التعليمية فهي تساعد على تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير لازمة لمواصلة التعليم، وتشكل احد العناصر المهمة في بناء شخصية الطالب وصقلها وتحقيق التنشئة والتربية المتكاملة المتوازنة· فمن خلال اشرافنا على تنظيم المعرض العلمي الذي كان بمثابة عرض للمفاهيم العلمية وما يضمه عقل الطفل من قدرة على الابداع والابتكار فكل ركن من اركان المعرض انما يصور العلم بطريقة عملية ممزوجة بالفن وهي جاءت لعرض مدى قدرة الاطفال على الابداع العلمي وعرض اعمالهم امام الاهالي لكي نبرهن لهم ان الطفل قادر على الابداع العلمي فيما لو منح قدرا من الاهتمام والرعاية الضرورية·
بذرة الإبداع
وتشير زينب إلى أن كل طفل يمتلك في باطنه بذورا ابداعية، كونه يتمتع بذكاء قائم على الدهشة والتعجب كما انه مولع بحب الاستطلاع وكشف كل ما يحيط به وذلك من خلال روح اللعب المسيطرة على ذهنه وجسده، وتعد هذه الصفات اساسا لاكتساب المعرفة والتفكير ، ولا ننسى ان الطفل يتمتع بخيال واسع فهو يمارس انشطته الخيالية بدون حدود ويمارس انشطته التعبيرية بكل طلاقة وتنوع ويتمتع بالمرونة في انشطته الحرة، فهي غير ثابتة وانما سريعة التغير، والهدف الذي نسعى اليه هو غرس المبادئ العلمية بطريقة يستخلص منها هذا الطفل افكاره الابداعية·
تنمية الذكاء
تعد عملية تنمية التفكير العلمي لدى الطفل مؤشراً مهماً لتنمية الذكاء، وتساعد المعارض العلمية على تنمية هذا الذكاء، فهي تؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل وبالتالي تساعده على تنمية الذكاء ومن ثم الابتكار، ومن المعلوم ان التجارب العلمية البسيطة، تعد وسيلة لان يتذوق الطفل بعض المفاهيم والاساليب للتفكير السليم، وتنمي الاتجاهات الايجابية للطفل للنظر إلى العلم بطريقة لا تخرج من قالب المتعة والتسلية، فهو يمزج تلك التجارب العلمية بالفن من خلال ما تشكله انامله الصغيرة، وهذا يضيف نوعا من الاحساس لدى الطفل بتذوق الاشياء الجميلة· وتضيف الاستاذة زينب قائلة: إن الطفل بطبعه كثير التخيل فلا نستطيع ان نوقف جماح موهبة التخيل التي تعد صفة مهمة في حياة الطفل والتي لابد ان تربى بطريقة تربوية علمية من خلال سرد بعض القصص التي تتضمن جانباً من صفات أخلاقية ايجابية تنمي اهتمامات الطفل وتداعب مشاعره الرقيقة دون ايقاع الاذى بها· وهذا يتطلب دوراً مهماً يجب ان يلعبه المعلم والوالدان على وجه الخصوص في كشف الجوانب الابداعية التي يحملها الطفل في أعماقه ومحاولة اظهارها وتنميتها·
ومن المسلم به ان القدرات الابداعية تتواجد لدى كل الافراد ولكن بدرجات متفاوتة تتسع أو تضيق وفق استعداداتهم الطبيعية من جهة أو بحسب طريقة استثمارهم لها من جهة أخرى فالمهم هنا ليس تواجد هذه القدرات الابداعية ولكن الاهم هو تشجيع ممارستها وتنمية هذه الطاقات الابداعية، واثبت العديد من الدراسات ان الوالدين اللذين يؤمنان بابداعات اطفالهما يجعلان تفاعل هؤلاء الاطفال اكثر نشاطا ويقظة وطموحا ومغامرة ويتوقف هذا الدور على كيفية تدريبهم وتنظيمهم للمعرفة وتفاعلهم مع المتغيرات البيئية المختلفة التي يتفاعلون معها·
وتضيف قائلة: وننطلق بعملية تأسيس الاطفال علميا بدءاً من مرحلة رياض الاطفال التي تعد مدخلاً اساسياً لتنمية قدرات الطفل الابداعية والابتكارية من خلال تعريفه على الأسس والقوانين العلمية فينطلق عبرها بمخيلته عارضاً مجموعة افكار تقدم له النصح والارشاد، ويساهم المعرض العلمي في خلق التنافس والابداع في الطفل الذي كرس كل طاقاته وقدراته للمشاركة في هذا المعرض وهذا ساهم في تشجيع الطفل على اكتشاف نفسه وتنمية مواهبه·