30 أكتوبر 2011 17:56
هل تقبلين أن تكوني الزوجة الثانية؟.. سؤال يتردد كثيرة في أروقة الفتيات خاصة اللاتي اقتربن أو تجاوزن الثلاثين من عمرهن. فالزوجة الثانية كثيراً ما تعرضت لسهام "قاسية" من المجتمع والدراما، في المقابل تمنح التبريرات للرجل.. كثيرات قد يرفضن أن يصبحن زوجة ثانية، ولكن البعض يعتبر أنه في ظل ظروف وملابسات ربما يكون هذا الزواج طوق نجاة لللزوج والزوجة.
تستبعد نادين منصور، إخصائية اجتماعية 29 عاماً، قبولها فكرة أن تصبح زوجة ثانية رغم تقدم العمر بها لأسباب عدة. وتقول إنها لا تقبل أن تكن مجرد مرحلة أو نزوة في حياة زوجها. وترى أن الزوجة الثانية دائماً مدانة من وجهة نظر المجتمع، كما انها دائماً مرتبة أقل من الزوجة الأولى التي رغم كل شيء تحظى بحب وتقدير واحترام الزوج.
وتضيف أن أسرتها أيضاً قد تعارض فكرة أن تصبح زوجة ثانية لهذه الأسباب، خاصة وأنها لم تتجاوز بعد الثلاثين من عمرها.
وتتفق معها رانيا رائف، مهندسة ديكور 32 عاماً، وتقول "مستحيل أن أصبح زوجة ثانية لأنني غيورة جداً". وترفض رانيا فكرة الزواج الثاني نظراً لأن ثقافة المجتمع تعتبر الزوجة الثانية عشيقة فقط، خاصة وأنها لاتتعاطف مع الرجل الذي يتزوج أكثر من مرة وتتساءل رانيا ما الذي يضمن لي ألا تكون هناك زوجة ثالثة ورابعة؟. لكنها تقر في الوقت نفسه أن هناك فتيات كثيرات يرتضين هذا الوضع بدافع تقدم السن بهن دون زواج، بالإضافة إلى ضغوط الأهل التي تجبر الفتاة على الموافقة أن تصبح زوجة ثانية قبل أن يفوتها قطار الزواج.
في المقابل، ترى نور لطفى، 25 عاماً، أن لكل زيجة ظروفها وأن هناك ظروف تدفع الزوج للبحث عن زوجة ثانية وفي الوقت نفسه يحتفظ بزوجته الأولى لأسباب أسرية أو اجتماعية، ولا يعني ذلك أن الزوج مستهتر ولا يعني أيضاً أن الزوجة الثانية سيئة السمعة أو خاطفة رجال. وترى نور أن انتشار الزواج الثاني قد يكون أفضل بكثير من أن يكون للزوج عشيقة أو يرتكب فعل يغضب الله، مضيفة أن الله قد أحل الزواج الثاني، والثالث والرابع للرجل ما دام قادر مادياً. وحول نظرة المجتمع للزوجة الثانية، تقول نور إن الأمر لايعدو كونه موروثات اجتماعية خاطئة والمهم دائماً هو أخلاق وشخصية الزوج.
أما نيفين أحمد، طبيبة تحاليل 31 عاماً، فتشير إلى أنها لاتحبذ فكرة أن تصبح زوجة ثانية نظراً للمشكلات العائلية التي قد تنجم عن هذا الوضع من مشكلات الغيرة بين الزوجتين خاصة إذا كان قلب الرجل يميل لزوجة على حساب الأخرى، وتقول إن قبولها هذا الوضع سوف يكون بدافع الحب فقط وليس خوفاً من العنوسة كما يدعي البعض، خاصة وأن الزواج الثاني قد شرعه الله ولايعدو كونه قدرة على التقبل والاحتمال من قبل الزوجة.
وتوضح د. نوارة مسعد، أخصائي علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن فكرة الزواج الثاني رغم كونها لا تخالف الشرع، إلا أنها في كثير من الأحيان تكون مستهجنة وغير مقبولة لأسباب لاتتعلق بفكرة الزواج الثاني في حد ذاتها بل بالملابسات التي غالباً ما كانت تحيط بهذا النوع من الزيجات.
وتضيف أنه قد جرى العرف أن الزوجة الثانية دائماً شريرة وتسعى لاختطاف الرجال أو أنها تصنع المشكلات في أغلب الوقت، وهو ما لم يمكن تفسيره على أنه قاعدة أساسية لكل زوجة ثانية.
وترى د. نوارة أنه رغم حساسية المجتمع تجاه الزوجة الثانية، إلا أن هناك في الوقت الراهن تقبل أكثر للوضع عن عقدين ماضيين لأسباب اجتماعية تتعلق بتأخر سن زواج الفتيات مما يدفع ذويهن للبحث عن أي زوج حتى ولو كان متزوجاً قبل أن يفوتهن قطار الزواج.
وتشير إلى أن الزواج الثاني يحمل في طياته الكثير من المشكلات، ولا يصح التعامل معه على أنه حل لمشكلة تأخر سن الزواج التي ترتبط بأسباب متعددة.
وتشير د. نوارة، إلى أن اسقاط جميع المشكلات الاجتماعية على المرأة أمر غير مقبول، فمثلاً يهاجم المجتمع الزوجة الثانية دون أسباب مقنعة في الوقت ذاته الذي يمنح الرجل هذا الحق ويمنحه دائماً الأعذار.