30 يناير 2012
تعشق هنا شيحة التمرد، وتحب أن تفاجئ جمهورها بشخصيات جديدة في كل عمل درامي؛ ولذلك تنتقي أعمالها وفق معايير خاصة، وقبل أيام فوجئت بتكريمها من المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان عن آخر أعمالها الدرامية «رجل من هذا الزمان» إخراج إنعام محمد علي، وجسدت فيه شخصية زوجة العالم المصري د. مصطفى مشرفة، ونالت عن أدائها المتميز جائزة التمثيل تقديراً لما تضمنه العمل من مبادئ إنسانية مهمة أبرزها قيمة العلم والتعليم.
تؤكد هنا شيحة لـ«الاتحاد»، أنها سعيدة بالتكريم خاصة انه جاء من جهة غير متوقعة، هي المجلس القومي المصري لحقوق الانسان، وهو ما يجعلها تشعر بمسؤولية كبيرة في اختياراتها القادمة. ووصفت الشخصية التي جسدتها في المسلسل بأنها كانت غاية في الصعوبة، فهي تمر بعدة مراحل عمرية في فترة الثلاثينيات والأربعينيات وحتى الخمسينيات، ما جعلها مضطرة إلى تغيير الشكل والملابس والمكياج وتصفيف الشعر، بما يتماشى مع الأحداث.
اختيار أعمالي
وتقول شيحة: رغم الإرهاق الشديد، كنت سعيدة أثناء تصوير المسلسل خاصة انه ثالث عمل يجمعني مع المخرجة إنعام محمد علي، التي أعتبرها أمي الروحية، فهي مايسترو بارع وتعرف كيف تقود الممثل وتجعله يقدم أفضل ما يمكن من أداء وتدقق في كل التفاصيل الصغيرة مما يحقق الصدقية لدى المشاهدين.
وحول أسلوبها في اختيار الادوار، توضح: اختار أعمالي بناء على إحساسي بالسيناريو ومنذ الوهلة الاولى يتكون لدي انطباع عن جودة العمل ومستواه، ثم أبدأ البحث والتدقيق في كل تفاصيل العمل، وأحب التريث في القراءة، وأعتبر الدراسة الجيدة للعمل قبل التصوير جزءاً أساسياً من النجاح لأي عمل فني، وبعد ذلك يتوقف قراري على فريق العمل من ممثلين ومخرج والجهة المنتجة لأن كل تلك العناصر مهمة ومؤثرة. وعن وجود مستشارين تلجأ إليهم قبل الموافقة أو الرفض، تقول: اعتمد على إحساسي بنسبة كبيرة ولكن عندما أشعر بحيرة أستشير المقربين مني للتأكد من ان قراري صحيح. وأحب ان يكون اي عمل إضافة لي وخطوة للامام.
أدوار تفاجئ الجمهور
وتؤكد هنا شيحة أنها تبحث دائما في اي عمل عن شكل جديد لم تقدمه وشخصيات درامية تستفزها لتقدم أدوارا تفاجئ الجمهور ولا يتوقعها، مشيرة الى أنها عرض لها في رمضان الماضي مسلسلا «شارع عبدالعزيز» إخراج احمد يسري و»مشرفة رجل من هذا الزمان» اخراج انعام محمد علي وفي كل منهما شخصية مختلفة تماما، ولذلك ترى أنها تحب التمرد والتغيير ولا تحب ان تقدم نمطا واحدا ورغم ان البعض يرى أن ملامحها قد تحصرها في أدوار الفتاة المثالية البريئة، لكنها تمردت على هذه الشخصية منذ البداية وقدمت أدوار الفتاة المستهترة في أكثر من عمل مثل «يتربى في عزو» مع يحيى الفخراني والفتاة المتحررة التي تربت في الخارج في فيلم «حب البنات» إخراج خالد الحجر.
لست كوميديانة
وعن علاقتها بالكوميديا، تقول: أحب الكوميديا ولكن المهم ان يكون السيناريو مكتوبا بشكل جيد وفيه خفة ظل وتكون الكوميديا نابعة من الموقف، لأني لا أدعى أنني كوميديانة، ولكني أحب المشاركة في الاعمال الكوميدية الجيدة، والاعمال الكوميدية التي شاركت بها حققت نجاحا وآخرها «بيت العيلة» (الجزء الثاني)، الذي عرض في رمضان قبل الماضي، وقبله مسلسل «شارع السعادة» مع اشرف عبدالباقي وقدمت فيه شخصية «سهام» سكرتيرة في إحدى المدارس ودائمة الخلاف مع زوجها بسبب طموحاتها المادية.
وحول امكانية ان تقدم أدوار الشر، قالت هنا: لا أمانع في تقديم أدوار الشر، ولكني لا أفكر في طبيعة الدور هل هو شر أم لا، لكن أنظر للدور وماذا يقول وهل هو مؤثر في العمل الفني أم لا. وهل العمل جيد بكل عناصره السيناريو والحوار وفريق العمل والانتاج. وتؤكد أنها لا تخاف من أدوار الشر، بل تعتبر أنها مجرد شخصيات درامية المهم ان تكون مكتوبة بطريقة جيدة وأن يكون الشر له ما يبرره.
«الطرف الثالث»
وعن الجديد الذي تستعد له في التلفزيون قالت: استعد لتصوير أول مشاهدي في المسلسل الجديد الذي سيعرض في رمضان القادم بعنوان «الطرف الثالث» مع محمود عبدالمغني وعمرو يوسف وأمير كرارة ودينا الشربيني وفادية عبدالغني واحمد فؤاد سليم وزكي فطين عبدالوهاب وميس حمدان وانجي المقدم، وإخراج محمد بكير في أول تعاون معه، والمسلسل تأليف هشام هلال ومصطفى حمدي وإنتاج دينا كريم، وأقدم دورا مختلفا، وأتمنى ان يحقق المسلسل النجاح، فهو عمل مكتوب بطريقة مميزة وفكرته جديدة ويعتمد على البطولة الجماعية للشباب وتدور أحداثه بعد ثورة 25 يناير وأحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وتحميل المسئولية عنها لما يسمى بالطرف الثالث أو «اللهو الخفي». وتضيف: اقرأ حاليا عددا من السيناريوهات للدراما التلفزيونية، ولن أبدأ تصوير اي منها إلا بعد التأكد من أنها تضيف لي وللجمهور.
عودة للسينما
وتبرر ابتعادها عن السينما قائلة: لست بعيدة عن السينما وأتلقى سيناريوهات، لكني لا أجد فيها ما يناسبني، وهناك فيلم جديد اسمه «جوشن» للمخرج حسام الجوهري تأجل تصويره الى مارس المقبل، والفيلم فكرته جديدة وغريبة وفيه لمحة تاريخية وجزء من الخيال العلمي، حيث يتناول أسطورة حدثت في عهد المماليك اي قبل نحو 250 عاما ولكن تأثيرها يمتد الى 2011 والفيلم تأليف إيهاب فتحي ويتم حالياً ترشيح باقي الأبطال.
ويضيف: من المقرر ان يعرض الفيلم في الصيف المقبل، وأتمنى ان تستقر الاوضاع في مصر وتعود حركة العمل والانتاج من جديد، لأن صناعة السينما مهمة ويرتبط بها قطاع كبير من العاملين والفنيين وليس الفنانين فقط.
هنا مؤلفة
تقول هنا شيحة، عن موهبة التأليف وهل نرى عملا قريباً من تأليفها في التلفزيون أو السينما: حتى الآن لم أقدم ما أكتبه لأي جهة إنتاجية ولم أفكر في الانتاج، ولكني أواصل الكتابة وأحب تسجيل أفكاري في شكل سيناريوهات أو قصص، لكن ربما في مرحلة لاحقة تتحول تلك الافكار الى عمل فني ولست مستعجلة، فالكتابة تحقق لي متعة شخصية.
المصدر: القاهرة