دينا جوني (دبي)
يمثّل التمكين الرقمي ممراً أساسياً للمرأة لتسريع الأثر الاقتصادي والتسويق العالمي لمشاريعهن الابتكارية في مجال ريادة الأعمال. وأكد عدد من المشاركين والحاضرين في منتدى المرأة العالمي في دبي على أهمية حلول الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين» في مجال ريادة الأعمال وقدرتها على زيادة نسبة مساهمة المشاريع في الناتج المحلي للدول.
وقال خلفان بالهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، إن النساء في الإمارات العربية المتحدة أثبتن وجودهن بفضل القيادة الرشيدة التي عملت على توفير البيئة الاقتصادية الصديقة للجميع من النساء والرجال من مواطنين ومقيمين.
وأشار إلى أن البيانات تشير إلى أن 70 في المئة من خريجي الجامعات الإماراتية هم من الإناث، وبالتالي وبما أن ريادة الأعمال والابتكار والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ستشكّل في المستقبل أحد أهم العوامل في الناتج الاقتصادي للدول، فإن الدولة سيكون اعتمادها على النساء بشكل كبير لتحقيق قفزات نوعية في هذا المجال. وأضاف أن حجم الاستثمارات لرائدات الأعمال في دولة الإمارات بلغ 50 مليار درهم، متوقعاً أن يحقق هذا الرقم ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات المقبلة.
أما بالنسبة لتمكين المرأة في مجال ريادة الأعمال، فهي حاضرة من ناحية التشريعات التي تسهّل عليهن تأسيس مشروعاتهن، بالإضافة إلى الدعم المادي عن طريق المحافظ الاستثمارية. كما أن الحضور النسائي البارز في القطاع الحكومي «غني عن القول»، والمجلس الوطني الاتحادي الذي تتمثّل فيه النساء بنسبة 50 في المئة.
وقال بالهول «في دولة الإمارات، ربما على الرجال العمل أكثر للتمكن من اللحاق بالمسيرة التي بنتها المرأة بجهودها وإصرارها ودعم القيادة لها»، مشيراً إلى أن الرجال والنساء من دون شك يشكلون سنداً لبعضهم بعضاً في دولة الإمارات.
بدورها، أشارت لمياء خان المدير التنفيذي لمنتدى المرأة العالمي إلى أن الثورة الصناعية الرابعة بمختلف مكوناتها ستساعد رائدات الأعمال في إنجاز مشاريعهن وتحقيق أفضل النتائج. ولفتت إلى أن المنتدى يستضيف 20 من رائدات الأعمال التي تساعد مشاريعهن على دعم نساء أخريات في مجالات التكنولوجيا والعلوم بما يساهم في توفير الحماية الاقتصادية لأنفسهن مع وظائف الثورة الصناعية الرابعة.
وأشارت إلى أنه يتم تنظيم القمة الإقليمية لمبادرة تمويل رائدات الأعمال على هامش منتدى المرأة العالمي؛ بهدف فتح آفاق جديدة أمام رائدات الأعمال في المنطقة. ولفتت إلى أن استقطاب أكثر من 250 شخصية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، سيساهم من دون شك في تبادل أفضل الممارسات وفي تذليل العقبات أمام «رائدات» المنطقة.
وأكدت الدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات لرائدات الأعمال من خلال المبادرة التي تشارك فيها 14 جهة مانحة، انطلاقاً من القناعة بأثرها الإيجابي في تعظيم فرصهن، وتوسيع دائرة مشاركة المرأة في المجال الاقتصادي.
وأشارت إلى أن رائدات الأعمال الإماراتيات جاهزات لتحديات الثورة الصناعية الرابعة، مشيرة إلى أنه من دون التكنولوجيا فإن التأثير في مجتمعاتهن سيكون طفيفاً. وأكدت أنه ما يميز عمل المرأة هو البيئة الداعمة التي تخلقها لمحيطها، وإظهار أقصى درجات التعاون إمعاناً في التأثير.
وأشارت إلى أن العالم الرقمي ساعد إلى حدّ كبير المرأة في التوفيق بين عملها وواجباتها كربة منزل من خلال المنصات الذكية التي تمكّنها من إنجاز عملها في أي زمان ومكان متخطية الكثير من العقبات.
بدورها، ترى شمسة صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها في دعم المرأة في مجال ريادة الأعمال، جداً إيجابي، لافتة إلى أن التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي يساعدان المرأة على المنافسة في السوق العالمية. وأكدت انخراط المرأة في توظيف حلول الذكاء الاصطناعي في مشاريعها المبتكرة، متفائلة بأنها ستعمل نقلة نوعية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
وعن التخوف من فقدان المرأة وظيفتها مع الثورة الصناعية الرابعة، قالت إنه إذا كانت البيئة التشريعية صحيحة فلا يوجد تأثير كبير على النساء نظراً للدعم الذي تحظى به. كما تساعد التكنولوجيا الشركات على تأسيس مراكز ومكاتب عن بعد يمكن للمرأة أن تعمل فيها لتستفيد منها النساء خصوصاً في المناطق النائية.
وأشارت إلى التسهيلات التي يمكن أن تستفيد منها المرأة في الإمارات من خلال رخصة التاجر الإلكتروني على سبيل المثال التي تحمي عمل المرأة عبر منصات التواصل الاجتماعي ويساعدها على التسويق لعلامتها التجارية في العامل أجمع.
وقالت تودد راشد المطوع تنفيذي أول لقطاع مسرعات المستقبل، إن دعم القيادة الرشيدة يحث رائدات الأعمال من خلال مشاريعهن على المساهمة بشكل أكبر في الناتج المحلي للعب دور أكبر في التنافسية العالمية في هذا المجال. وأشارت إلى أنه على المرأة تطوير نفسها في مجال الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة لتوظيفها في مشاريعها الابتكارية.
وأشارت نوف المدني مهندسة من قطاع الابتكار والمستقبل في مسرعات المستقبل إلى أنه لا توجد عوائق أمام رائدة الأعمال الإماراتية، سواء في هيئة مياه وكهرباء دبي أو بقية القطاعات، لافتة إلى أن تشجيع القيادة مستمر في دولة الإمارات، الأمر الذي يجعلها في مصاف الدول التي تدعم الابتكار في المنطقة.