أمام الحصيلة النهائية للخسائر الناجمة عن حرائق منطقة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية، والتي استمرت عدة أسابيع قبل أن تنجح جهود الإطفاء في إخمادها أخيراً، وإن بصعوبة بالغة، بدأت التساؤلات تثور ليس فقط حول السبب المؤدي لاندلاع الحرائق، ولكن أيضاً عن الأسباب الكامنة وراء التعثر في التصدي لها بالسرعة والكفاءة المتوقعتين!
وفي هذه الصورة نرى صنبورَ مياه واحداً بقطر 2.5 بوصة، تم تركيبه منذ عقود، في «باسيفيك باليساديس»، أحد الأحياء التي شهدت الحرائق في لوس أنجلوس، ولم يتوفر فيها من صنابير المياه كي يستخدمه رجال الإطفاء سوى هذه النوعية ذات المنفذ الواحد الصغير.
وكما اتّضح لاحقاً، فإنه عبْر عدة مجمّعات سكنية على أطراف الأراضي الجافة في باليساديس، كان يتم تزويد رجال الإطفاء بالمياه من خلال صنابير قديمة، يحتوي كل منها على منفذ واحد بحجم 2.5 بوصة لتركيب الخرطوم، بخلاف المعايير الحديثة لصنابير مكافحة الحرائق، التي يفترض أن تكون مجهّزة بمنفذ أوسع لضخ كمية أكبر من المياه، علاوة على منفذ آخر إضافي على الأقل.
ووفقاً لمعايير صناعة صنابير مكافحة الحرائق في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن الصنابير القديمة ذات المنفذ الواحد بحجم 2.5 بوصة «لا تُعتبر مناسبة للخدمات العادية في مكافحة الحرائق»، كما قال أحد الخبراء لوسائل الإعلام. ومع ذلك فإن هذه الصنابير كانت المصدر الوحيد للمياه خلال عمليات الإطفاء في عدة أحياء من لوس أنجلوس.
وإن لم يكن واضحاً ما إذا كان وجود الصنابير الحديثة الأكبر حجماً من شأنه أن يساعد رجال الإطفاء في احتواء الحرائق خلال لحظاتها الأولى، قبل أن تتوسع النيران التي أججتها الرياح، فإن البعض يلقي باللوم على هذه الصنابير القديمة في شبكة مياه المدينة، حيث اشتكى رجال الإطفاء من نفاد المياه بعد ساعات طويلة من مكافحة الحريق في عدة أحياء من لوس أنجلوس. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)